الإنسان والهجرة والحداثة - هذه هي الموضوعات التي أصبحت محورا للمنتدى السنوي "الإسلام في عالم متعدد الثقافات"، الذي يقام هذه الأيام في مدينة قازان في الفترة من 14 إلى 22 تشرين الاول /أكتوبر الجاري - 2021، من خلال المشاركة بالحضور والاتصال المباشر عن بعد . ويشارك بهذا المنتدى كبار العلماء المسلمين من روسيا والدول الاخرى، وكذا ممثلين عن السلطات الفيدرالية الروسية وعن جمهورية تتارستان والجالية الإسلامية والجامعات والمدارس الإسلامية الروسية.
أشار المنظمون انه من المقرر يولي المشاركين في المنتدى خلال الأسبوع اهتمامًا خاصًا لموضوعات مثل العامل الإسلامي في سياسة ضمان الأمن الدولي والإقليمي، الإنسان كرأسمال، مشاكل التنمية الاجتماعية والسياسية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مواجهة انتشار أيديولوجية التطرف بين الشباب ودراسة طبيعة المواجهة الأيديولوجية بين الإسلام التقليدي والجمعيات شبه الدينية. في الوقت نفسه، سيناقش علماء مشهورون دوليًا قضايا في مجال الإسلام وعلم النفس في سياق متعدد الثقافات، وسبل وآفاق التفاعل الاقتصادي بين روسيا والعالم الإسلامي.
وفقًا لنائب رئيس جامعة قازان الفيدرالية للأنشطة العلمية ديمتري تايورسكي ، عام 1804 أصبحت جامعة قازان جسرًا للعمل بين ثقافات الغرب والشرق، موضحًا ان" هذا المنتدى يتناول ثلاث قضايا رئيسية: الهجرة والإنسان والأمن. كل دولة اليوم منشغلة بالمشاكل التي تهمها. لحل المهام المحددة من المهم الوصول إلى إجماع في فهم العمليات الجارية وهذه هي الطريقة الوحيدة لإيجاد الحل الصحيح . يمكن الذهاب إلى أقصى حد - على سبيل المثال ، حظر الهجرة أو فتح كل الأبواب على مصرعيها - لكن هذه التطرفات لن تؤدي أبدًا إلى أي شيء جيد".
من جانبه أكد المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي رمضان عبد اللطيبوف أن العالم الإسلامي لديه إمكانات هائلة لم تُستَغَل بعد، لذلك من المهم للغاية مناقشة جميع الموضوعات المطروحة في المنتدى، لا سيما في مثل هذا الحضور. "من المهم للغاية أن نناقش موضوعات التفاعل بين روسيا والعالم الإسلامي. مجموعة الرؤية الاستراتيجية - منظمة قوية تحدد إلى حد كبير شكل علاقتنا مع العالم الإسلامي. يمتلك العالم الإسلامي إمكانات هائلة غير مستغلة، خاصة فيما يتعلق بالرأسمال البشري .
الصراعات الموجودة داخل العالم الإسلامي نفسه تُعيق تحقيق هذه الإمكانات. بالحديث عن الإسلام وعن العالم الإسلامي، يجب أن نشير عن الإمكانات الروحية والثقافية والعلمية للإسلام بما في ذلك إمكانات الشعوب المسلمة في روسيا. وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بموضوع الأمن، من الضروري الحديث عن أمن المجتمعات المسلمة في البلدان غير الإسلامية وعن مشكلة الإسلاموفوبيا".
كما أوضح رفيق موخاميتشين، نائب مفتي جمهورية تتارستان للتربية والعلوم ومدير معهد الدراسات الإسلامية، أن منتدى "الإسلام في عالم متعدد الثقافات" يتضمن مناقشة مشاكل تطور الدراسات الإسلامية وعلوم الشريعة والدراسات الشرقية، مشيرًا الى ان "برنامج المنتدى متنوع للغاية كما هو الحال دائمًا. المنتدى فريد من نوعه من حيث تعدد أتجاهات أبحاثه. أحيانًا نهوى مناقشة القضايا النظرية فقط، لكن المنتدى يولي الكثير من الاهتمام في تطور الإسلام والمنظمات الإسلامية وسياسة بناء العلاقات بين الطوائف في منطقة معينة. لا أعرف منتدى في روسيا مثل هذا المنتدى واسع النطاق حيث تتم مناقشة هذه المشاكل".
إضافة الى ذلك أوضح النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية دامير موحيدينوف عبر كلمته أمام المشاركين في الجلسة العامة للمنتدى:" أننا نشهد اليوم كيف يتطور ويتعزز توجه التفاعل والتعاون العلمي والديني لحل المشاكل الإنسانية المشتركة".
وقرأ دامير موحيدينوف تحية رئيس الإدارة الروحية لمسلمي روسيا الإتحادية المفتي الشيخ رافيل عين الدين، التي جاء فيها:" إن دراسة الإسلام كواحد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على العمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العديد من دول العالم، بما في ذلك روسيا، لا تتطلب فقط نهجًا أكاديميًا موضوعيًا ورؤية مستقلة من مكان اخر، بل تتطلب كذلك نظرة عميقة الفهم والمحتوى ونتائج هادفة. وهذا هو النهج الذي تم وضعه في منتدى "الإسلام في عالم متعدد الثقافات".
يُعقد منتدى "الإسلام في العالم متعدد الثقافات" في الفترة من 14 إلى 22 تشرين الأول /أكتوبر من هذا العام، ومن المقرر أن يجمع بين كبار الباحثين المحليين والأجانب في مجال في الدراسات الإسلامية ، بالإضافة إلى ممثلين عن سلطات روسيا الاتحادية وجمهورية تتارستان والجالية المسلمة والجامعات الإسلامية الروسية والمدارس الاسلامية. وكانت المحاور الرئيسية للمنتدى قضايا مثل العامل الإسلامي في سياسة ضمان الأمن الدولي والإقليمي، ومواجهة انتشار أيديولوجية التطرف بين الشباب ودراسة طبيعة المواجهة الأيديولوجية بين الإسلام التقليدي والجمعيات شبه الدينية. وفي صدارة اهتمام علماء المسلمين البارزين وممثلي رجال الدين والجمهور هذه الأيام ستكون السبل والآفاق الممكنة للتفاعل الاقتصادي بين روسيا والعالم الإسلامي.
وسيستمر المنتدى اليوم برصد "التطرف الإسلامي في الكيانات المكونة لروسيا الاتحادية" وأقسام "الثقافة الإسلامية لروسيا وآسيا الوسطى والقوقاز: التاريخ والحداثة" و "العامل الإسلامي في سياسة ضمان الامن الدولي والإقليمي". كما سيتعين على العلماء الذين اجتمعوا في قازان مناقشة قضايا التفاعل بين الإسلام وعلم النفس.
إلميرا جافياتولينا