يبدأ وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، الذي وصل يوم أمس الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، من باكو - أذربيجان إلى نيودلهي - الهند، يبدأ اليوم الأربعاء، 1 مارس/آذار، برنامج زيارة تستغرق 3 أيام، إذ من المتوقع أن يلتقي بنظيره الهندي - سوبرامانيام جايشانكار، على أن يشارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ 20، كما سيجري محادثات مع شركاء من الصين والبرازيل ودول أخرى.
على الرغم من الجدول الزمني الضيق للاجتماعات، سيشارك لافروف في المؤتمر الدولي للعلوم السياسية "حوار رايسن"، الذي سيُعقد في نيودلهي، في الفترة من 2 إلى 4 مارس/آذار الجاري. كما أشارت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا في وقت سابق، فإن زيارة الوزير تتم على خلفية المخاطر المتزايدة على الاقتصاد العالمي. وفي هذا الصدد، من المفترض أن يركز الجانب الروسي في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ 20 الذي تم تنظيمه برئاسة الهند انتباه الشركاء على مشاكل الطاقة والأمن الغذائي، فضلاً عن العقوبات غير المشروعة.
ومن المتوقع أن يتطرق لافروف وجايشانكار إلى مشاكل تشكيل هيكل أمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والوضع في أفغانستان، وكذلك في أوكرانيا.
اجتماع الـ 20
وسيُعقد خلال اليومين الأولين من زيارة عمل الوزير إلى الهند تحت رعاية فعاليات مجموعة الـ 20. من بين الاجتماعات الثنائية، التي تم الإعلان عنها سابقاً على هامش المجموعة، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للاتصالات الروسية - الصينية، والروسية = البرازيلية القادمة. قبل وقت قصير من الرحلة إلى نيودلهي، كان لافروف قد استقبل في موسكو رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عضو المكتب السياسي - وانغ يي، وناقش الطرفان بالتفصيل الوضع الحالي في أوكرانيا. خلال الاجتماع، قدم وانغ يي للوزير الروسي فكرة بكين عن الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وكذلك نهج تسويتها السياسية.
في وقت لاحق، نشرت وزارة الخارجية الصينية وثيقة تحتوي على مقترحات لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية تشمل 12 بنداً، بما في ذلك الدعوات لوقف إطلاق النار، واحترام المصالح الأمنية المشروعة لجميع البلدان، وتسوية الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وتبادل المعتقلين بين موسكو وكييف، وكذلك رفض فرض عقوبات من جانب واحد دون قرار مماثل من مجلس الأمن الدولي. بالإضافة إلى ذلك، دعا الجانب الصيني موسكو وكييف إلى استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، التي ينبغي أن يسهلها المجتمع الدولي. ورحب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة - فاسيلي نيبينزيا "بالجهود المخلصة على طريق السلام" التي أبدتها الصين.
هذا ومن المحتمل أن تكون خطة بكين لحل الأزمة في أوكرانيا موضوع نقاش في اجتماع لافروف الثنائي مع الشركاء الصينيين على هامش مجموعة الـ 20. ويمكن أيضاً النظر في مبادرات السلام بشأن أوكرانيا التي طرحها الرئيس البرازيلي - لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال الاتصالات الروسية - البرازيلية ذات الصلة. في وقت سابق، في مقابلة مع وكالة " تاس"، قال نائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل غالوزين إن مبادرات الجمهورية قيد الدراسة الآن من قبل الجانب الروسي.
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي - أنتوني بلينكن سيشارك في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ 20، لكن لم تكن هناك أي مؤشرات على أي اتصالات محتملة مع الجانب الروسي على هامش الفعالية.
المشاورات الثنائية مع نيودلهي
كما أشارت ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، إلى أن وزير الخارجية الروسي سيناقش ونظيره الهندي تفاعل الدول في إطار الرئاسة الهندية في منظمة "شنغهاي" للتعاون ومجموعة الـ 20، فضلاً عن تنسيق النهج في الأشكال متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة و"بريكس" وRIC (روسيا والهند والصين). وتشمل الموضوعات الأخرى التجارة والاستثمار والنقل والتعاون اللوجستي، واستخدام العملات الوطنية في التسويات المتبادلة والمشاريع الواعدة في قطاع الطاقة.
وفقاً للسفير الروسي لدى الهند - دينيس أليبوف، "يمكننا القول إن موسكو ونيودلهي ستنجزان قبل الموعد المحدد المهمة التي تم تحديدها من قِبَل قيادتيّ البلدين، لتحقيق تبادل تجاري قدره 30 مليار دولار بحلول عام 2025. ويمكن حل المهمة بحلول نهاية (هذا) العام"..
موضوع آخر مهم تبادل الآراء حول الوضع في أفغانستان، ربما سيولي الوزراء اهتماماً خاصاً لها خلال المحادثات، إذ اقترحت روسيا في وقت سابق صيغة جديدة من 5 بنود لحل الوضع في البلاد، تنطوي على مشاركة روسيا والهند وباكستان وإيران والصين. وفقاً الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لأفغانستان، مدير الإدارة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية الروسية - لزامير كابولوف، فإن الشكل المقابل "يمكن أن يصبح محركاً ليس فقط للتوصل إلى توافق إقليمي، ولكن أيضاً للقيام بشيء لتنفيذ هذا الإجماع". ومن الممكن أن يناقش الطرفان احتمالات إطلاق مثل هذه الصيغة.
كما من المتوقع أن يتطرق وزيري خارجية البلدين مجال التعاون العسكري التقني. وقال السفير دينيس أليبوف في وقت سابق إنه سيتم إنجاز عملية تسليم الدفعة الثالثة من أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات S-400 إلى الهند في المستقبل القريب . وأشار رئيس الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني (FSMTC) في الاتحاد الروسي - ديمتري شوغاييف إلى أن محفظة الطلبات لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية إلى الهند تتجاوز 10 مليارات دولار. إلى ذلك من الممكن أن يولي الوزراء اهتماماً خاصاً لموضوع التعاون العسكري - التقني خلال المحادثات، وذلك لطرح ملف روسيا كمورّد بديل للأسلحة إلى الهند ودول أخرى.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس