يعتزم وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، إجراء مباحثات ثنائية مع وزير خارجية سيراليون - تيموثي كابا، اليوم الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024 في العاصمة موسكو، على أن تتمحور المباحثات حول القضايا الأمنية في افريقيا وعلى التنمية الإقليمية والتعاون الثنائي بين البلدين.
وتحافظ روسيا وسيراليون على اتصالات مستمرة عبر مختلف الإدارات الحكومية، بما في ذلك وزارتي الخارجية وزارتي التعليم الطاقة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، زارت وزيرة التعليم الفني والعالي في سيراليون - حجة راماتولاي ووري، ووزير المناجم والثروة المعدنية - جوليوس ماتاي، موسكو لإجراء محادثات مع مسؤولين روس.
ومن الجدير بالذكر أنه تم لقاء مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ودول افريقيا، نائب وزير الخارجية - ميخائيل بوغدانوف، وجرى آخر حوار دبلوماسي رفيع المستوى بين البلدين في مايو 2021، عندما قام وزير خارجية سيراليون آنذاك - ديفيد جون فرانسيس،بزيارة موسكو، لمناقشة حل النزاعات وجهود مكافحة الإرهاب في افريقيا، ووقع اتفاقية لتسهيل السفر دون تأشيرة للدبلوماسيين.
كما ومن المتوقع كذلك أن تغطي المحاثات المقبلة مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك حل النزاعات في افريقيا، والتطورات في أوكرانيا، والوضع في قطاع غزة، وغيرها من المسائل الدولية ذات الصلة.
معالجة التحديات الأمنية
تواجه سيراليون العديد من التحديات الأمنية في الآونة الأخيرة، أبرزها محاولة الانقلاب في نوفمبر من العام الماضي، والتي أدت إلى قيام الرئيس جوليوس مادا بيو بفرض حظر التجول لمدة شهر، واتهم الرئيس السابق إرنست باي كوروما لاحقاً بالخيانة كجزء من التحقيق في الانقلاب. ويشكل انتشار المخدرات وتعاطيها تهديداً كبيراً آخر، مما دفع الرئيس بيو إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
إلى ذلك ويعتبر الأمن الغذائي أيضاً قضية مُِلّحة، ومن المرجح أن يتم تناولها خلال المناقشات، كما ومن المتوقع أيضاً أن يناقش الطرفان الصراعات الإقليمية وجهود مكافحة الإرهاب، خاصة في منطقة الصحراء والساحل وغرب افريقيا.
ومن المحتمل أن يُطرح خلال المحادثات ملف افتتاح السفارة الروسية في سيراليون إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية عقب القمة الروسية - الافريقية الثانية، عزمها فتح بعثات أجنبية إضافية وزيادة عدد الموظفين في الدول الافريقية، وأعربت سيراليون عن ترقبها لافتتاح بعثة دبلوماسية روسية في فريتاون. وقد تم بالفعل إنشاء "البيت الروسي" هناك، حيث تم افتتاحه في 9 مايو 2023.
ويعترف الطرفان أيضاً بالسياحة باعتبارها اتجاهاً واعداً. وسبق أن أعرب تيموثي كابا عن اعتقاده بأن سيراليون وجهة جذابة للسياح الروس، وأقرت وزارة الخارجية الروسية بالمثل بإمكانية أن تصبح الجمهورية مقصداً شعبياً للروس.
وفي هذا الصدد، قد يناقش وزيرا خارجية البلدين استئناف الاتصالات الجوية المباشرة وتبسيط نظام التأشيرات، حالياً، يحتاج المواطنون الروس إلى تأشيرة للسفر إلى سيراليون، على الرغم من إمكانية الحصول عليها عبر الإنترنت، وتعتبر جزر الموز، المعروفة بسواحلها الرملية، الوجهة السياحية الأولى في سيراليون، كما من المرجح أيضاً أن يتم مناقشة التعاون في المجال الإنساني وتدريب الموظفين الوطنيين.
استكشاف الفرص الاقتصادية
يهدف الجانبان إلى إحياء التعاون الاقتصادي، بما في ذلك المشاريع المؤجلة بسبب الوباء. وكانت شركة "فيميتكو"، وهي شركة بمشاركة روسية تعمل حالياً بنجاح في سيراليون، قد خططت لتشغيل مصنع لهيدروكسيد الألومنيوم في عام 2020. ولكن بسبب الوباء، تم تأجيل تنفيذه، ولذلك فإن المحادثات قد تتناول قضايا إعادة التعاون في هذا المجال وإعداد مشاريع جديدة.
وفي وقت سابق، كان الجانبان قد أعربا عن اهتمامهما بزيادة حجم التجارة وتعزيز التعاون في استخدام باطن الأرض. وتم التوقيع في وقت سابق على مذكرة بشأن استخدام باطن الأرض، كما أكد ذلك وزير الموارد الطبيعية الروسي - ألكسندر كوزلوف، حيث ستعمل هذه الوثيقة على تسهيل الأبحاث الجيولوجية والجيوفيزيائية، وتقييمات الرواسب، وإنشاء الخرائط الجيولوجية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس