يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا في العاصمة الروسية اليوم الاثنين 24 اكتوبر/تشرين الأول 2022، مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، الذي يقوم بزيارة عمل إلى موسكو بين 23 و26 الجاري.
وبحسب بيان الخارجية الروسية، سينظر الجانبان في مختلف جوانب التعاون الثنائي بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك الحوار السياسي والتعاون في مجال الاقتصاد والمالية والعلوم والتعليم ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن ضمان حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار بين الحضارات وبين الأديان.
كما سيولي لافروف وطه اهتماماً خاصاً لمناقشة الوضع الدولي المتفاقم، ولا سيّما مع التركيز على عواقب ذلك على الاقتصادات الأكثر فقراً في العالم.
بدوره، أشار وزير الخارجية الروسي في وقت سابق خلال لقاء مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي خلال زيارة العمل التي قام بها إلى الرياض في مايو/أيار من هذا العام، إلى أن دول المنظمة تتخذ موقفاً موضوعياً ومتوازناً بشأن ما يحدث في أوكرانيا، وأن موسكو تقدّر ذلك.
من جهته، صرّح رمضان عبد اللطيبوف، ممثل روسيا الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، لوكالة أنباء "تاس" في أغسطس/آب الماضي، بأن المعارضين الغربيين يتفاوضون مع الدول الإسلامية في محاولة لتغيير موقفهم تجاه العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا.
وأوضح الدبلوماسي أن الدول الإسلامية لديها خبرة غنية في شكل "العدوان في ليبيا والعراق" كي لا ترد على مثل هذه الحيل. ووفقا لعبد اللطيبوف، في ظل الظروف الصعبة، عندما يوجه الغرب عمله ضد روسيا، تبيّن أن الدول الإسلامية أصبحت شركاء أكثر موثوقية بالنسبة لروسيا.
وأضاف رمضان عبد اللطيبوف أن "العالم الإسلامي عالم ضخم، يتمتع بإمكانات اقتصادية وسياسية وجغرافية وطبيعية وثقافية، وبالتالي فإن تطوير واستمرار التعاون مع العالم الإسلامي يؤدي في المستقبل إلى تشكيل تحالف جيوسياسي يمكن أن يكون أكثر نجاحاً من عمل الغرب اليوم، وذلك من أجل السلام وتقدّم الإنسانية. ومن هنا جاءت أهمية تفاعلنا مع منظمة التعاون الإسلامي".
يشار إلى أنه بحسب ما هو متوقع، سيناقش الطرفان أيضاً إمكانيات المساعدة الدولية في حل النزاعات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الموجودة في الشرق الأوسط وافريقيا.
وفي هذا الخصوص، سيكون أحد الموضوعات الرئيسة للمحادثات قضية العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية والتي تمثل أولوية لمنظمة التعاون الإسلامي.
التعاون آخذ بالازدياد
يُذكر في هذا الصدد أن موسكو لطالما أشارت إلى أن العلاقات بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي آخذة في الارتفاع.
في الوقت نفسه، روسيا على استعداد لمواصلة تطوير العلاقات مع دول المنظمة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، واحترام الهوية الثقافية والحضارية، والحق في تحديد مسارات التنمية بشكل مستقل.
الجدير بالذكر أنه تم إسناد دور خاص في تحقيق هذا الهدف إلى مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، برئاسة رئيس تتارستان رستم مينيخانوف.
وهكذا، وفي إطار أنشطة المجموعة، استضافت عاصمة جمهورية تتارستان - مدينة قازان في الفترة من 19 مايو/أيار إلى 21 مايو من هذا العام، القمة الاقتصادية الدولية الثالثة عشرة "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان 2022"، وهي المنصة الرئيسة للتفاعل الاقتصادي بين روسيا ودول العالم الإسلامي، فضلاً عن الاجتماع الدوري لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".
بالإضافة إلى ذلك، تم منح قازان في وقت سابق صفة "عاصمة منظمة التعاون الإسلامي للشباب – 2022".
في هذا الوضع، في عاصمة تتارستان في عام 2022، تم بالفعل تنظيم أحداث دولية للشباب بمشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي ومن المقرر عقدها قبل نهاية العام.
يُشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة. وقد تأسست عام 1969، بمُسمّى "منظمة المؤتمر الإسلامي"، وهي تضم في عضويتها حالياً 57 دولة إسلامية إجمالي عدد سكانها حوالي 1.6 مليار نسمة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الروسية / تاس
المصدر: تاس