يستقبل وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف اليوم الجمعة، 19 مايو/أيار 2023، في موسكو وزيريّ خاريجة أرمينيا وأذربيجان، أرارات ميرزويان وجيهون بيراموف، وسيعقد الوزراء إجتماعا ثلاثياً حول تطبيع العلاقات بين باكو ويريفان. بالإضافة إلى ذلك، سيعقد اجتماع منفصل بين أرمينيا وأذربيجان حول آفاق إبرام معاهدة سلام.
وتفيد الأنباء في الآونة الأخيرة بأن القصف على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان أكثر حدة، حيث يتهم الطرفان بعضهما البعض بخرق وقف إطلاق النار، معلنين عن القتلى نتيجة الاشتباكات المسلحة. وهذا التفاقم يؤكد الحاجة إلى تكثيف الحوار وإحراز تقدم نحو التسوية في أسرع وقت ممكن. وعشية المشاورات، دعت روسيا مرة أخرى الشركاء إلى الامتناع عن الاستفزازات وتصعيد الموقف.
من جانبه لفت رئيس الوزراء الأرمني - نيكول باشينيان الانتباه إلى المفاوضات المقبلة، إذ أعلن أنه سيلتقي في موسكو مع الرئيس الأذربيجاني - إلهام علييف في 25 الجاري مايو من خلال وساطة الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين. وعلى الأرجح، سيبدأ الوزراء في التحضير للقمة، التي لديها فرص كبيرة للوصول إلى قرارات تاريخية جديدة للتغلب على الأزمة الأرمنية -الأذربيجانية، على الأقل، كانت هذه نهاية جميع الاتصالات الثلاثية السابقة على أعلى المستويات.
ووفقًا للمتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، فإن وزراء الخارجية "سيناقشون بالتفصيل تنفيذ الاتفاقات بين قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا "، بما في ذلك فك قيود النقل والعلاقات الاقتصادية وترسيم الحدود بين البلدين، الحدود الأرمنية - الأذربيجانية والتحضير لمعاهدة سلام بينهما وكذلك الاتصالات بين الجمهور والخبراء والبرلمانيين.
وأوضحت زاخاروفا أن سيرغي لافروف يعتزم أيضاً عقد اجتماعات منفصلة مع كل من نظيريه الأذربيجاني والأرمني، يتوقع خلالها "تبادل وجهات النظر حول القضايا الأكثر إلحاحاً على الأجندة الثنائية والدولية. واختتمت ماريا زاخاروفا تصريحها بالقول: "نأمل أن تساعد الاتصالات المقبلة في تعزيز باكو ويريفان في تسوية الخلافات، والبحث عن حلول مقبولة للطرفين وزيادة الثقة بشكل عام بين الطرفين، فضلاً عن تعزيز الاستقرار في جنوب القوقاز".
الوضع في المنطقة
قبل أقل من أسبوع ، في 14 مايو، التقى باشينيان وعلييف في بروكسل بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي- تشارلز ميشيل، حيث قام الجانبان بتقييم إيجابي لنتائج هذه المفاوضات التي كان أهمها الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي الدولتين داخل حدود معترف بها دوليا.
وبحسب تصريحات رئيس الوزراء الأرمني، فإن يريفان تعترف بسيادة أذربيجان على أراضي تبلغ مساحتها 86.6 ألف متر مربع. كم، التي تضم إقليم ناغورنو قره باغ، لكنها تصر على أن التسوية في الإقليم، يجب أن تتم من خلال الحوار، كما أشار باشينيان إلى الحاجة إلى حل الوضع حول ممر لاتشين، الذي لا يزال مغلقا.
من جهتها شددت باكو على "الأهمية الاستثنائية" للنتائج التي تحققت في القمة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية "نعلن أن تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا على أساس الاعتراف المتبادل، وأن احترام سيادة كل منهما وسلامة أراضيه وحدوده الدولية هو السبيل الوحيد لضمان سلام واستقرار دائمين في المنطقة". وفي هذا الشأن تشارلز ميشيل، اتفقت أرمينيا وأذربيجان على استئناف الحوار حول ترسيم الحدود.
ومع ذلك، مع هذه الخلفية الإيجابية، التي تعد بمزيد من النجاح في تحقيق السلام بين باكو ويريفان، فإن الحوادث العسكرية الأخيرة متنافرة في الوقت الحالي. ويبقى أن نأمل في أن يتمكن الطرفان في موسكو أولاً وقبل كل شيء، من إخماد احتمال الصراع وضمان تنفيذ الاتفاقات الثلاثية غير المتنازع عليها التي تقوم عليها التسوية. هذا يعتمد على التقدم في إعداد اتفاقية سلام بين أرمينيا وأذربيجان.
رد الفعل الغربي
تواصل موسكو التأكيد على أنها ترحب فقط بالمساهمة الإيجابية لأطراف ثالثة في تطبيع العلاقات بين يريفان وباكو. ومع ذلك، فإن تصرفات الغرب تلقي بظلال من الشك على صحة نواياه الحسنة في هذا الاتجاه. وبحسب الجانب الروسي، تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل في الوضع في جنوب القوقاز بأهداف أنانية ورغبة في تشويه سمعة دور روسيا.
وعلى وجه الخصوص، قال لافروف ، بعد نتائج المفاوضات مع وزير الخارجية الأرميني في مارس، إن الدول الغربية تشارك في "غارة دبلوماسية، عندما تحاول سحق الاتفاقات الثلاثية بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان تحاول فرض إشرافها على كل هذا العمل الذي يقوض بشكل مباشر المبادئ الأساسية لهذه الوثائق". وبحسب الوزير لافروف أيضاً، فإن أفضل رد على مثل هذا الخط هو محادثة صادقة حول الوضع في المنطقة والصعوبات القائمة وكذلك العمل على خطوات ملموسة لحل المشاكل التي لا تزال قليلة في طريق التسوية. ولا شك في أن هذا هو النهج الذي سيحاول الوزير اتباعه.
تسوية الصراع الأرمني - الأذربيجاني
تتنازع باكو ويريفان على تبعية إقليم ناغورنو قره باغ منذ فبراير/شباط 1988، عندما أعلن الإقليم انفصاله عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية. وتصاعدت حدة الوضع في المنطقة في 27 سبتمبر/أيلول 2020 حين اندلع اقتتال عنيف بين أرمينيا وأذربيجان.
وفي الـ 9 من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وقع فلاديمير بوتين وإلهام علييف ونيكول باشينيان بياناً مشتركاً حول الوقف الكامل للمواجهات المسلحة في قره باغ. وتفيد الوثيقة بضرورة أن يتوقف توقف الجانبان الأذربايجاني والأرمني كل في مواقع تواجده، وبأن عدة مناطق تخضع لسيطرة باكو، كما انتشرت قوات روسية لحفظ السلام على طول خط التماس وفي ممر لاتشين. بعد ذلك، تبنى قادة الدول الثلاث عدة بيانات مشتركة أخرى حول الوضع في المنطقة. في العام الماضي، بدأت أذربيجان وأرمينيا مناقشة معاهدة سلام.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس