يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس 19 أغسطس/ آب في العاصمة موسكو، وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية، نجلاء المنقوش. وسيكون الموضوع الرئيسي للمحادثات هو الوضع الحالي في ليبيا، والتي هي حالياً في طور استعادة كيان الدولة، وذلك في 19 أغسطس/آب 2021.
وقد عُقِد هذا الاجتماع في ظل تطورات على الساحة الدولية تشهدها أفغانستان، حيث أثبتت الأحداث الأخيرة، المتمثلة بسيطرة "طالبان" (وهي حركة راديكالية محظورة في روسيا الاتحادية)، إذ أثبتت الأحداث الأخيرة في أفغانستان مرة أخرى خطورة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدولة.
من الجدير بالذكر أن ليبيا لطالما تصدّرت قائمة المناطق غير المستقرة، إلا أنه تم الحفاظ على وقف إطلاق النار في البلاد لأكثر من عام، وهو ما تم تحقيقه بجهود ووساطة كبيرة من موسكو.
كما أنه في ظل هذه الظروف، من المتوقع أن يُولي الوزيران اهتماما خاصا للتقدم المحرّز في تطبيع الوضع في ليبيا ومناقشة المزيد من الخطوات على هذا المسار.
إلى ذلك يُذكر أن الأزمات المستعرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تشكل تهديداً في نشر الإرهاب الدولي، والذي تمثل محاربته أولوية في السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية، وأن القضاء على بؤر التوتر في المنطقة وتوحيد الشعب الليبي يتوافق تماماً مع هذه المهمة.
وأوردت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، عشيّة الاجتماع بين لافروف والمنقوش، أن "ندعو القادة الليبيين إلى إبداء إحساس عالٍ بالمسؤولية والتخلي عن الرهان على السلاح، والبدء في معالجة المسائل المستعجلة التي تواجه البلاد بشكل مشترك. ومن الأولويات مكافحة الإرهاب والإيديولوجيا المُتطرفة التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال إجراءات وجهود متضافرة".
كما نوّهت الخارجية الروسية عبر بيانها بأن "الاستقرار في ليبيا مهم أيضاً من وجهة نظر إقامة تعاون تجاري واقتصادي ثنائي، ومشاركة المؤسسات الروسية في مشاريع ثنائية على أراضي هذا البلد". ولهذا السبب فإن الليبيين "بحاجة إلى تحقيق تحسن جذري في الوضع الأمني وتشكيل هيئات ليبية دائمة للسلطة والإدارة".
وفي الوقت نفسه، تبرز هناك مجالات يكون فيها التفاعل الفعّال ممكناً الآن - على سبيل المثال، في زيادة معدل التجارة المتبادلة، بينما لفترة طويل، لم يسمح الوضع الأمني الليبي بحل مسألة فتح سفارة روسيا في طرابلس. وفي السابق، أعرب الجانبان عن اهتمامهما بهذه الخطوة، وسيكون هذا الاجتماع في موسكو فرصة جيدة لمناقشة كل التفاصيل.
هذا وتدعم روسيا العمليات الجارية في ليبيا بشأن تشكيل السلطات المركزية، والتي لا تزال مؤقتة.
هذا وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار في وقت سابق، إلى أن موسكو تأمل وفقا للاتفاقيات القائمة، في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا في نهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري. وفي سبيل القيام بذلك، وفقاً للوزير لافروف، سيتعيّن على الليبيين "التعامل مع المهمة الصعبة المتمثلة في إنشاء إطار تشريعي".
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال موسكو تتخذ موقفا فعالا في "التسوية الليبية" وتحافظ على اتصالات وثيقة وثقة متبادلة مع مختلف القوى السياسية في البلاد، وتحثها على إنهاء العداء.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس