وصل وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف إلى نجامينا في أول زيارة له على الإطلاق، حسبما أفاد مراسل وكالة "تاس" للأنباء، وذلك اليوم الأربعاء 5 يونيو/حزِيران 2024.
ومن المقرر في تشاد أن يجري لافروف محادثات مع القيادة التشادية، حيث ستكون هذه الدولة هي النقطة الرابعة والأخيرة في الجولة الحالية له في افريقيا، وكان الوزير قد زار في السابق غينيا والكونغو وبوركينا فاسو.
العلاقات الأخوية
وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فإن العلاقات الروسية - التشادية "تتطور بشكل عام".
يُشار إلى أنّ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أقيمت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1964. ,خلال الفترة السوفييتية، وقعت الدولتان عدداً من الاتفاقيات: التعاون الثقافي والعلمي، والتجارة، والتعاون الاقتصادي والتقني، والنقل الجوي.
وخلال السنوات الأخيرة، تكثفت الاتصالات بين الدول. ففي ديسمبر/كانون الأول 2021، زار وزير الخارجية التشادي موسكو، وفي يوليو/تموز 2023، شارك وفد الجمهورية في المنتدى الاقتصادي وفي القمة الروسية - الافريقية الثانية في سانت بطرسبورغ. أما في 24 يناير/كانون الثاني 2024، زار الرئيس محمد ديبي إيتنو موسكو، وخلال محادثات مع الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، وصف هذه الزيارة بأنها تاريخية.
كما يصف محمد ديبي إتنو العلاقات مع روسيا بأنها "أخوية" و"أثبتها التاريخ".
أساسيات التعاون
اعتبارا من عام 2021 بلغ حجم التجارة في البلدان ما يزيد قليلاً عن 2 مليون دولار، وبلغت الواردات الروسية منها 11 ألف دولار فقط. و75 بالمئة من الصادرات الروسية كانت منتجات صيدلانية، كما تعتمد الواردات على المطاط والمنتجات المصنوعة منها بنسبة 82 بالمئة.
ومع ذلك، فإن العلاقات التجارية بين البلدين لها نقاط نمو: في مارس/آذار 2018، عقد منتدى الأعمال الروسي التشادي في نجامينا، ومنذ ذلك الحين، زار ممثلو الأعمال الروسية الدولة الافريقية مراراً، بما في ذلك في يونيو/حزيران 2022، زار ممثلو شركة مساهمة عامة "روشيدرو نجامينا" لمناقشة فرص التعاون. وفي ديسمبر 2023، شارك وفد تشاد في منتدى تيومين للتصدير، خلال هذه الاجتماعات، تم تحديد الاستكشاف الجيولوجي (تعدين اليورانيوم والبوكسيت والذهب) والطاقة والبناء وتطوير البنية التحتية كمجالات واعدة للتعاون الثنائي.
وتجري البلدان أيضاً تعاوناً عسكرياً تقنياً، ومعظم المعدات في الجيش المحلي سوفيتية أو روسية. في عام 2000، تم توقيع اتفاقية ثنائية حول التعاون العسكري التقني، وفي عام 2017 حول التعاون العسكري. وعلى أساس الأكاديميات الروسية، يجري تدريب ضباط الجيش والشرطة التشاديين، ويجري تشغيل دورات تدريبية لوحدات حفظ السلام، حيث أن موسكو مستعدة أيضاً لمساعدة نجامينا في مكافحة الإرهاب.
كما تتزايد المنح الدراسية للطلاب من تشاد في الجامعات الروسية: حالياً، يتم قبول حوالي 100 طالب تشادي في الجامعات الروسية سنوياً على أساس الميزانية، خلال المحادثات مع زعيم تشاد في يناير 2024، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمضاعفة هذه الحصة في السنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2023، تم افتتاح المركز الثقافي "البيت الروسي" في نجامينا.
تنسيق السياسة الخارجية
ومن المقرر أن يكون بحث القضايا السياسة الخارجية جزءً مهماً من محادثات لافروف في نجامينا، إذ دعمت تشاد مراراً قرارات الجمعية العامة المناهضة لروسيا المتعلقة بالوضع في أوكرانيا، كما ربط السفير الروسي في نجامينا - فلاديمير سوكولينكو، هذا الموقف بالضعف الاجتماعي والاقتصادي للبلاد وضغط الدول الغربية، الآن ستتاح لافروف الفرصة للتعبير شخصياً عن مقاربات روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية.
في الوقت نفسه، تحاول تشاد إعطاء الأولوية للعلاقات مع روسيا. وهكذا، كان وزير الخارجية الجديد لجمهورية تشاد - عبد الرحمن كولامالا، الذي تولى منصبه في 28 مايو/أيار الماضي، أول سفراء أجانب يلتقون برئيس البعثة الدبلوماسية الروسية "سوكولينكو".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس