أفاد مراسل وكالة "تاس" للأنباء، أن وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، وصل في أول زيارة له إلى بنغلاديش، إذ هبطت طائرة الوزير في المطار الدولي لعاصمة البلاد، دكا، وذلك اليوم الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية - ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي إن "وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، وصل إلى بنغلاديش قادماً من إندونيسيا، حيث شارك في قمة شرق آسيا. ويتضمن برنامج زيارة الوزير لقاء مع رئيسة وزراء البلاد - شيخة حسينة، ومحادثات مع نظيره البنغلاديشي - عبد الكلام عبد المؤمن".
وأبلغت الوزارة أنه خلال الاتصالات المخطط لها، سيناقش الطرفان حالة وآفاق تطوير العلاقات الروسية - البنغلاديشية، والقضايا الرئيسية في جدول الأعمال الإقليمي والدولي.
من الجدير بالذكر أن آخر مرة التقى فيها وزيرا خارجية روسيا وبنغلاديش، كانت في يوليو 2021 في طشقند - أوزبكستان على هامش المؤتمر الدولي "وسط وجنوب آسيا: الاتصال الإقليمي. التحديات والفرص".
شريك منذ فترة طويلة
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن دكا شريك قديم وموثوق لموسكو في جنوب آسيا. حيث صادف العام الماضي الذكرى الـ 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ووفقاً للوزارة فإنه "في عام 1972، كانت بلادنا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال بنغلاديش وقدمت لها دعماً سياسياً واقتصادياً كبيراً. إلى أن البحارة السوفييت في 1972 - 1974 قاموا بتطهير ميناء شيتاغونغ البنغلاديشي الرئيسي وتطهير مياهه من السفن الغارقة".
وأضافت الخارجية الروسية أن الحوار السياسي يتطور، بما في ذلك على أعلى مستوى. لذلك، في 15 يونيو/حزيران 2019، على هامش القمة الخامسة لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا في عاصمة جمهورية طاجيكستان - دوشنبه، التقى الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، برئيس بنغلاديش آنذاك - أبو الحميد، وفي عام 2013 أجرى بوتين محادثات مع رئيسة وزراء الجمهورية - شيخة حسينة في موسكو. كما يتم الحفاظ على الاتصالات البرلمانية، كما تم إقامة تعاون مثمر في الأمم المتحدة وغيرها من الهياكل المتعددة الأطراف.
تجدر الإشارة الى أن بنغلاديش عضو في مجموعة أصدقاء "بريكس". وأوضحت دكا صراحة أنها مستعدة للانضمام إلى المنظمة، وقد يتم التطرق إلى هذا الموضوع خلال الاتصالات القادمة. وفي حديثها عن "بريكس"، أشارت شيخة حسينة إلى أن الاتحاد ضروري في السياسة العالمية بسبب دوره في نظام متعدد الأقطاب، مضيفة أن "نحن بحاجة إلى الـ "بريكس" كـ بندول الساعة في عالم متعدد الأقطاب. نأمل أن نرى تشكيل "بريكس" كمنصة شاملة تلبي تحديات عصرنا".
التعاون في الاقتصاد والتعليم
وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فإن الاقتصاد يحتل مكانة مهمة في التعاون الثنائي، وخلال السنوات الأخيرة تجاوز حجم التجارة في البلدين باستمرار 2 مليار دولار. العناصر الرئيسية للصادرات الروسية هي المعدات الصناعية والمعادن والأسمدة المعدنية والقمح، إذ يتم استيراد الملابس الجاهزة والمأكولات البحرية إلى روسيا من بنغلاديش.
وأشارت الوزارة إلى أنه "في عام 2022، تحت تأثير الظروف الدولية غير المواتية، انخفض حجم تجارتنا بنسبة 21.4% وبلغ 2 مليار دولار 351.7 مليون دولار. وتعيّن على اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني أن تضع تدابير للتغلب على هذا الاتجاه السلبي".
وبحسب الوزارة فإن "الطاقة النووية هي أحد أهم مجالات التعاون. إذ يتم بناء محطة "روبور" للطاقة النووية، وهي الأولى في تاريخ البلاد، على بعد 160 كم من عاصمة بنغلاديش - دكا وفقاً لمشروع روسي، وتشغيلها في 2024-2025 سيعني دخول الطاقة البنغلاديشية إلى مستوى جديد نوعياً من التنمية".
هذا ولفتت وزارة الخارجية الروسية الانتباه إلى المتطلبات الأساسية لزيادة التعاون في مجال التعليم. وهكذا، للعام الدراسي 2023 - 2024، تم تخصيص للجانب البنغلاديشي 110 منحة دراسية لتعليم طلابها في روسيا على حساب الميزانية الفيدرالية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس