أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيّنكو خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن "روسيا لا تتدخل في النزاعات الداخلية في بلدان رابطة الدول المستقلة"، مشيرة إلى أن موسكو "على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة إذا طُلب منها ذلك".
وقالت ماتفيّنكو: "لا تسمح روسيا لنفسها بالتدخل في النزاعات الداخلية سواء في فضاء رابطة الدول المستقلة أو في أي دول أخرى. لكننا مستعدون دائما لتقديم المساعدة والدعم إذا طُلب منا ذلك، كما أننا لا نفرض وجهة نظرنا، ولا نحاول تخريب أي أعمال. أو التأثير في هذا الموقف أو ذاك، على الرغم من أننا نعرف ونفهم جيداً أن العديد من العمليات، بما في ذلك تلك التي حدثت في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، تجري بتدخل واضح من قبل العديد من الدول".
وفي معرض تعليقها على الوضع في بيلاروسيا وقيرغيزستان، أشارت ماتفينكو إلى أن عملية نهوض الدولة صعبة للغاية، وتستغرق بعض الوقت ووجود الأحزاب السياسية المستقرة، "حتى لا تحدث مثل هذه الإرهاصات بشكل متكرر"، مؤكدة أن "كل هذا في أيدي شعب قيرغيزستان وبيلاروسيا".
وبحسب فالنتينا ماتفيّنكو، فإن القمة الأخيرة لرؤساء دول رابطة الدول المستقلة كانت ذات مغزى كبير و"أظهرت عدم وجود قوى طرد مركزية". مضيفة أن "كافة دول رابطة الدول المستقلة تدرك أننا معا سوف نكون أقوى، ولدينا سوية المزيد من الفرص لتطوير اقتصادنا، كما أن عمليات التكامل فيما بيننا تعزز إمكاناتنا الاقتصادية".
يُشار إلى أنه تجري في بيلاروسيا منذ عدة أشهر، تحركات جماهيرية لمن يعارضون نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 9 أغسطس/آب 2020.
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، فقد فاز ألكسندر لوكاشينك وفي الانتخابات بنسبة 80.10% من الأصوات، بينما احتلت سفيتلانا تيخانوفسكايا في المركز الثاني بنسبة 10.12%. ولم تعترف بالنتائج وسرعان ما غادرت البلاد.
إلى ذلك، تم في الجمهورية تشكيل ما يعرف بـ"مجلس التنسيق المعارض"، الذي يدعو إلى استمرار الاحتجاجات، ومطالبة السلطات بوقف هذه الإجراءات، كما تُقام المسيرات الجماهيرية في مينسك وفي عدد من المدن الأخرى.
في سياق آخر، يُشار إلى أعمال شغب اندلعت في قرغيزستان ليلة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، نظمها أنصار الأحزاب التي خسرت في الانتخابات البرلمانية. وجراء ذلك، استولى المتظاهرون بعد ساعات من المواجهات مع عناصر الشرطة، على مباني الإدارة الرئاسية والحكومة والبرلمان.
بعد ذلك، استقال الرئيس سورونباي جينبيكوف ورئيس الوزراء كوباتبك بورونوف ورئيس البرلمان داستانبيك جومابيكوف نتيجة ضغط الاحتجاجات.
هذا وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية إلغاء نتائج الانتخابات، وأنه ستتم إعادة التصويت في موعد أقصاه 1 يونيو/حزيران 2021 من العام المقبل، كما أنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في قرغيزستان في 10 يناير/كانون الثاني 2021 من العام المقبل.
الوضع في ناغورني قره باغ
وفي الشأن المتعلق بناغورني قره باغ، صرّحت فالنتينا ماتفيّنكو بأن تحديد وضع تلك المنطقة يتطلب إجراء مفاوضات إضافية، وأن روسيا تعوّل على جهود رئيسيّ فرنسا والولايات المتحدة في هذا الشأن، مشيرة إلى أن "صفة ناغورني قره باغ خارج إطار التداول وتتطلب إجراء المزيد من المفاوضات".
وأضافت: إننا نعتمد بالتأكيد على جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وجهود رئيسيّ فرنسا والولايات المتحدة، و(رؤساء) دول أخرى منخرطون في عملية تسوية ناغورني قره باغ. لا يزال هناك عمل صعب للغاية"، مشيرة إلى أن هذا الصراع "يشتعل، ويحترق، واستمر لأكثر من 30 عاماً، ولم يجد طريقه إلى الحل".
وأوضحت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي في هذا الجانب: "أوقفنا سقوط الضحايا، ولم نسمح بمزيد من التصعيد في النزاع، أو بوقوع خسائر بشرية جديدة. لقد كان اتفاقاً صعباً للغاية (بين رئيسيّ روسيا الاتحادية وأذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا - تاس)، كان من الصعب جداً تحقيقه.. صدقوني، أعلم أنه كانت أيام وليال من العمل الشاق والمكثف من أجل المصالحة".
كما استرسلت قائلة إن "القوات الروسية لحفظ السلام في منطقة الصراع هي من تُبقي اليوم على هذه الاتفاقية، ولا تسمح بانتهاك بنودها، أو العودة إلى الاشتباكات المسلحة، وتثسهم في إقامة حياة سلمية وآمنة وضمان عودة اللاجئين".
واختتمت فالنتينا ماتفيّنكو: "اليوم، ينظرالطرفان إلى قوات حفظ السلام الروسية، بما في ذلك من قبل سكان أرمينيا و أذربيجان،على أنها بمثابة جهود يبذلها شعب شقيق للمساعدة في التسوية النهائية لهذا الصراع".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس