أكد أحد قادة مجموعات المسلحين الذي انشق عن الجماعة التي يحارب في صفوفها، وانضم بعدها إلى جانب القوات الحكومية السورية وسلم نفسه لها، أن الجيش الأمريكي المتواجد في قاعدة "التنف" في سوريا، يتعاون بقوة مع تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا الاتحادية)
وأشار المدعو أبو حمزة في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي"، بعد تسليم نفسه للقوات الحكومية إن مجموعته تدربت في قاعدة عسكرية أمريكية، لكنه استسلم مؤخرا للجيش الحكومي وسلم نفسه إلى أحد نقاط الجيش السوري.
وقال: تم تدريب المسلحين الهاربين على تنفيذ عمليات تخريب ضد منشآت النفط والغاز والنقل وكذلك الهجمات الإرهابية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق.
وأضاف أبو حمزة: "يعتقد الأمريكيون أن هذه الأرض ملكهم. إنهم مثل الملوك هناك. النقيب مايك، إنهم متشابهون هناك ... إنهم يعملون ويتعاونون مع عناصر تنظيم داعش".
ونقلت الوكالة عن أبو حمزة قوله: "لقد عملوا مع عناصر التنظيم، وأدخلوهم، والآن يدربونهم ويعملون معهم".
إن الكابتن مايك، الذي ذكره المسلح الفار، كان مدربه. وبحسب أبو حمزة، فإن المدرب لا يعرف شيئا عن كيفية استخدام السلطات الأمريكية للمقاتلين السوريين، ولا يعرف سوى كيفية استخدام الأسلحة، ويعلم كيفية التعامل معه. وفي هذا الخصوص، تم تعليم أبو حمزة طريقة استخدام المدافع الرشاشة الأمريكية من العيارين: 40 و 50 ميليمتر.
وتقع القاعدة العسكرية الأمريكية في منطقة التنف على حدود سوريا والأردن. وفي منطقة يبلغ طولها 55 كيلومترا حول القاعدة، والتي يسيطر عليها الجيش الأمريكي، وهناك مخيم للاجئين. وقد ذكر الجيش الروسي وممثلو وزارتي الخارجية في روسيا وسوريا مرارا وتكرارا أن الوضع في المخيم يقترب من كارثة إنسانية.
وقال أبو حمزة أيضا إن اللاجئين في مخيم الركبان يتلقون 10% فقط من المساعدات الإنسانية المخصصة لهم، والبقية تذهب إلى إرهابيي تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) الذين يسيطر عليهم الجيش الأمريكي، ويعرضونها للبيع.
وأضاف: "نعم، إنه طعام لمتشددي داعش والذي يحمل ملصقات (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسف <...>. لقد تداولوها. أولا، ألقيت هذه المنتجات خلف منطقة التلة، وأخذتها الجماعات المسلحة (غير الشرعية)، وحملتها في سيارات، وأرسلتها إلى وجهة مجهولة <...>. ونقلت وكالة "تاس" عن أبو حمزة أن 10% فقط (من المساعدات) تذهب لصالح اللاجئين.
وأوضح أنه رأى في قاعدة التنف مجموعة من 30 إلى 40 من عناصر "داعش" تم تدريبهم من قبل القوات الأمريكية. وعلاوة على ذلك، تم إطلاق سراح بعض المتطرفين بشكل دوري لأسباب غير معروفة، حيث يمكنهم "التحرك أينما يريدون".
بالإضافة إلى ذلك، قال أبو حمزة إن عددا من الإرهابيين، الذين تم القبض عليهم شخصيا أثناء حراسة مخيم الركبان، وسلموهم إلى الأمريكيين، تم اعتبارهم فيما بعد مطلقين سراحهم وهم يعملون لدى الجيش الأمريكي.
وتحدث المحاور أيضا عن كيف أصبح هو نفسه مقاتلا. إذ أنه قبل اندلاع الحرب في سوريا عاش في مدينة السويداء، وهي المركز الإداري للمحافظة التي تحمل الاسم نفسه، حيث قام بتربية الأغنام. عندما وصل مقاتلو "داعش" إلى هناك، قرر الرجل الفرار مع رفاقه، لكنهم فشلوا في مغادرة الأراضي التي كان المتطرفون يحكمونها، وكان على أبو حمزة، من أجل إنقاذ حياته، أن يتعاون مع جماعة "جيش أحرار العشائر". ومن ثم تم إرساله للدراسة في الأردن وبعد ذلك تم نقله إلى "الركبان" وقال إنه سيحارب الآن ضد "داعش" من هذا الجانب.