أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أن التسوية في اليمن لم تعد قادرة على التقدم في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مشيرا إلى أنه من الضروري إعادة النظر في الأسس السياسية لحل النزاع.
وصرّح بوليانسكي بذلك يوم أمس الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول، في كلمته خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، لفت فيها إلى أن جُمود العملية السياسية "يقرب نقطة اللاعودة، وبعد ذلك سيكون من المستحيل ببساطة تجميع فسيفساء الدولة اليمنية"، موضحاً أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بأن الحقيقة هي أن الأطراف عنيدة، وليست على استعداد لاستئناف المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وفي هذا السياق، قال بوليانسكي "إن جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحضار المشاركين في الصراع اليمني إلى طاولة المفاوضات باءت بالفشل وستظل غير ناجحة. واستدرك: "أصبح من الواضح أنه لم يعد من الممكن المضي قدماً في إطار الأساس الحالي للتسوية اليمنية - قرار مجلس الأمن رقم 2216".
كما وشدّد الدبلوماسي الروسي على أن "القرار الصادر عام 2015 لا علاقة له بالوضع على الأرض في مسرح العمليات العسكرية اليمنية"، وقال: "الواقع الجديد هو أن المشهد السياسي وتوازن القوى في الجمهورية قد خضع لتغييرات كبيرة، والتي ببساطة لا تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2216".
وأضاف: "نرى حاجة ملحّة لمجلس الأمن الدولي من أجل مراجعة أسس التسوية السياسية مع الحفاظ على الدور المركزي لوساطة الأمم المتحدة والمساهمة البنّاءة لدول المنطقة".
كما ذكر النائب الأول لمندوب روسيا الدائم أن "الغرب يرفض إيجاد حلول للصراع في اليمن".
وأردف بالقول: "ويظهر زملاؤنا الغربيون مراراً استعدادهم للتضحية بسهولة بوحدة مجلس الأمن الدولي بخصوص اليمن، واسترشاداً بمصالحهم الأنانية فقط، يروّجون للغة العقوبات، بينما يرفضون إمكانية إيجاد أي حلول".
وبحسب الدبلوماسي الروسي فإن عقوبات مجلس الأمن الدولي "يجب أن تخدم حصراً مصالح دفع العملية السياسية في اليمن، ولا تهدف إلى زيادة الضغط على أطراف معيّنة في النزاع".
وقال دميتري بوليانسكي إن "الوضع الإنساني الخطير في اليمن لا يزال يشكل مصدر قلق خاص"، لافتاً الانتباه إلى أن الحالة تكتسب بشكل متزايد سمات كارثة إنسانية واسعة النطاق.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس