Ru En

نادي "فالداي" يدعو إلى تشجيع الاستثمار في افريقيا

١٩ يوليو

في إطار التحضير للقمة الروسية - الافريقية المقبلة عام 2026، أكد مؤلفي تقرير نادي "فالداي" للحوار على ضرورة قيام روسيا بتهيئة الظروف المواتية للاستثمار في الدول الإفريقية. وشدد التقرير، الذي صدر تزامنا مع المؤتمر الروسي - الافريقي الثاني في تنزانيا، على أنه لا ينبغي للدول الافريقية أن تتوقع مساعدة من موسكو على غرار النموذج الأوروبي.

 

ويرى مؤلفو التقرير أن النهج الأوروبي في تقديم القروض أو التحويلات أو المنح قد ترك الدول المتلقية معالة وضعيفة ومثقلة بالديون الطويلة الأجل. وفي المقابل، تهدف روسيا إلى مساعدة افريقيا من خلال وسائل مختلفة، مثل إعانات النقل للمصدرين، الأمر الذي أدى إلى حصول المشترين الأفارقة على أسعار أقل من أسعار المنتجات الفرنسية والأمريكية.

 

ويشير التقرير كذلك إلى أنه يتعين على روسيا مواءمة تدابير الدعم التي تقدمها مع أولوياتها السياسية والإعلان عن هذه التدابير، مع الإشارة إلى أنه حتى المستفيدين غالباً ما يكونون غير مدركين لوجودها. والهدف الأساسي لعام 2026 هو تسهيل الاستثمار الروسي في افريقيا من خلال خلق بيئة مواتية.

 

وأوضح التقرير أن الفائض التجاري السنوي لروسيا مع افريقيا يتجاوز 20 مليار دولار، ويمكن استخدام ما لا يقل عن 10 في المائة من هذا المبلغ لإطلاق مشاريع استثمارية جديدة وتوسيع الصادرات.

 

كما أكد التقرير أن هناك عامل حاسم آخر لتحفيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا وافريقيا وهو نقل المعرفة والتكنولوجيا، وأن هناك ضرورة لإعطاء الأولوية لنقل التكنولوجيا والتدريب، حيث أن هذه العمليات ضرورية لتوسيع التعاون التجاري والاستثماري وتعزيز السيادة التكنولوجية. وينبغي النظر إلى الاستثمارات الروسية في التنمية البشرية في البلدان الافريقية باعتبارها استثمارات استراتيجية.

 

 

نموذج جديد للتعاون

 

ويتوقع محللو "فالداي" أن يصل التعاون بين روسيا والدول الافريقية إلى مستوى جديد مع نمو نفوذ المنطقتين في السياسة والاقتصاد العالميين. وسلطوا الضوء على الإمكانات الديموغرافية الكبيرة لافريقيا وزيادة تدفقات الهجرة من افريقيا إلى روسيا، وهذا يستلزم اتخاذ تدابير لضمان الإدماج المنظم والمتوازن للمهاجرين الجدد.

 

ويدعو التقرير أيضاً إلى بذل الجهود لتعزيز سلطة روسيا في افريقيا وتطوير رؤية مشتركة لمستقبل حيث لا تؤدي الحريات الاقتصادية والعولمة إلى تقويض القيم المتنوعة أو الأنظمة السياسية أو الحضارات. ويخلص المؤلفون إلى أن القوة المتبادلة والاستقرار والاستقلال تشكل أساس التعاون الروسي الافريقي في القرن الحادي والعشرين.

 

 

حول المؤتمر

 

قام بتأليف التقرير متخصصون من المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية، مع التركيز على الدراسات والاقتصاد الافريقي. ويتزامن ذلك مع المؤتمر الروسي الافريقي الثاني لنادي "فالداي" تحت شعار "روسيا - افريقيا: استراتيجية التعاون في عالم متعدد الأقطاب"، الذي عقد في 24 يوليو في تنزانيا. ومن المتوقع أن تعقد القمة الروسية - الافريقية الثالثة عام 2026 في افريقيا. علماً أن القمة الثانية عقدت في منتدى "إكسبو" في سان بطرسبورغ يوميّ 27 و28 يوليو 2023، إلى جانب منتدى اقتصادي وإنساني، تحت شعار "من أجل السلام والأمن والتنمية". وتم تنظيم الأحداث من قبل مؤسسة "روسكنغرس" الروسية.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: PxHere/CC0

المصدر: تاس