تولي روسيا اهتماماً لمسألة نهب النفط في المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، مشيراً إلى أن "محاولات تبرير الوجود الأمريكي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 تبدو محرجة".
وصرّح بذلك مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يوم الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، خلال اجتماع لمجلس الأمن، بيّن خلالها أن "الوضع الاقتصادي صعب، وتفاقم بسبب العقوبات، فضلاً عن النهب المستمر للنفط السوري، والذي يتم من وراء ظهر دمشق، ويتم تصديره بشكل علني من المناطق النفطية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا".
وقال: "على ضوء هذه الخلفية، لفتنا الانتباه إلى المحاولات المحرجة للجيش الأمريكي في تبرير احتلال الولايات المتحدة للشمال الشرقي وجنوب شرقي سوريا في الأماكن العامة وذلك بالرجوع بنود قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأضاف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أنه "في تاريخ 9 أغسطس، زعم المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، العقيد واين ماروتو، عبر (تويتر) أنه لدى القوات الأمريكية في شمال شرق الجمهورية العربية السورية تفويض واضح" من أجل التواجد "وفقا للقانون الدولي - قرار مجلس الأمن رقم 2254".
يُشار إلى أن القرار الدولي المذكور والذي تم تبنيه في ديسمبر/كانون الأول 2015، يدعوإلى وقف إطلاق النار ومشاركة ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في المفاوضات حول الهيكل السياسي للبلاد.
وبذلك، حثّ فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة على "عدم البحث عن أعذار حيث لا توجد أعذار ولا يمكن أن تكون"، بل يجب التركيز على تنفيذ القرار، مؤكداً على ضرورة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي البلاد، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار مستمر في معظم أنحاء سوريا، "لكن الوضع لا يزال مقلقا".
وبحسب رأي الدبلوماسي الروسي، فإن "القصف المنتظم مستمر على طول محيط منطقة خفض التصعيد في إدلب، إضافة إلى الاشتباكات بين الأكراد والقبائل العربية المحلية في شمال سوريا، وأيضا الأعمال العسكرية في منطقة الحدود السورية العراقية، والهجمات الإسرائيلية التعسفية".
الوجود الأمريكي
الجدير بالذكر أن معظم مناطق محافظات الحسكة ودير الزور والرقة السورية، والتي تقع في شرقي وشمال شرقي البلاد تخضع في الوقت الحالي لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. ومنذ عام 2015، أنشأت القيادة الأمريكية 9 قواعد عسكرية لها في تلك المنطقة، 4 قواعد منها تقع بالقرب من حقول النفط في دير الزور و5 أخرى في محافظة الحسكة المجاورة، والتي تعتبر مخازن الحبوب السورية.
في السياق ذاته، وفي نهاية عام 2019، وافق رئيس الولايات المتحدة آنذاك، دونالد ترامب، على خطة، يبقى بموجبها عدة مئات من القوات الأمريكية على الأراضي السورية. وستتمثل إحدى مهام هذه القوات الرئيسة ضمان السيطرة على حقول النفط في شمال - شرق وشرق البلاد.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس