أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده لا ترى في الوقت الحالي أي سبب وجيه للإبقاء على آلية المساعدة عبر الحدود في سوريا، وذلك بسبب الانتهاكات العديدة التي تحيط بهذه الإمدادات.
وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الخميس 25 فبرابر/شباط 2021، وقال فيه نيبينزيا انه: "في حال اضطررنا جميعاً إلى اتخاذ قرار بتمديد هذه الآلية عبر الحدود غدا، أخشى ألا يكون لدينا أسباب قوية للإبقاء عليها، كما أنه من المهم لكل من هو معني بتوسيع نطاق عمل الآلية عبر الحدود أن يدرك أنه لم يتبق سوى القليل من الوقت، ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ونصف الإجراءات هنا لن تنجح".
وبحسب المندوب الروسي الدائم، فإن "آلية تقديم المساعدات عبر الحدود في سوريا تؤدي إلى توزيع غير عادل للمساعدات الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى رصد أعلى نسب من الجوع بين الأهالي في شمال غرب البلاد".
وأشار نيبينزيا إلى أهمية إطلاق الإمدادات الإنسانية إلى إدلب، من الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة السورية وليس فقط من خارج البلاد، مشيراً إلى أنه "في إدلب يتجلى القاع المزدوج لآلية العبور بشكل واضح"، لافتاً إلى أن مطاف المساعدة المقدمة، في إطار الآلية العابرة للحدود، ينتهي للإرهابيين الذين يستغلونها لمصالحهم.
حول اللقاحات
وفي سياق متصل بتزويد سوريا باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، قال نيبينزيا: "في هذا الصدد، نحن مهتمون بمدى عدالة توزيع اللقاحات في الشمال الغربي، والذي تولى توفيرها مكتب الأمم المتحدة في غازي عنتاب (التركية) من احتياطيات (التحالف العالمي للقاحات والتحصين)".
وأضاف أن ممثليّ فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة عرضا على روسيا الاتحادية ممارسة "الضغط على السلطات السورية من أجل إجراء التطعيم في سوريا. يبدو الأمر كما لو أن دمشق ترفض التطعيم. ومجدداً، لا توجد طريقة لتجاهل موضوع العقوبات، مما قد يمنع دمشق بشكل خطير من تنظيم توصيل اللقاح إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتخزينه لاحقا".
الجدير ذكره أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبنى في تموز/يوليو 2020، قراراً بتوسيع آلية المساعدة عبر الحدود إلى سوريا، والتي دخلت حيّز التنفيذ منذ 2014. وفي البداية، تم تنفيذ عمليات التسليم هذه من خلال أربع معابر حدودية هي "باب السلام" و"باب الهوى" (على الحدود السورية التركية) واليعربية (على الحدود مع العراق) والرمثا (على الحدود مع الأردن). وقد أصرت موسكو ودمشق على التقليص التدريجي لمثل هذه الآلية، مع عودة المزيد من المناطق في سوريا إلى سيطرة الحكومة السورية، وبالتالي أصبح من الممكن إيصال المساعدات من داخل البلاد بالتنسيق مع دمشق، وعلى النحو المنصوص عليه في إطار القانون الإنساني الدولي.
وفي كانون يناير/الثاني 2020، عند تمديد الآلية، أبقى مجلس الأمن في القرار على نقطتي تفتيش فقط على الحدود مع تركيا. وفي يوليو/ تموز، اعترضت روسيا والصين على اقتراح بتمديد المساعدات عبر نقطتي العبور المذكورتين، وبعد ذلك أصدر المجلس قرارا بتمديد العمليات عبر "باب الهوى" لمدة عام واحد فقط.
الجدل مع الولايات المتحدة
إلى ذلك صرّح فاسيلي نيبينزيا بأن الجيش الروسي في سوريا ينشئ ممرات إنسانية لمساعدة المحتاجين، وهو ما لا يمكن قوله عن الجيش الأمريكي الذي احتل جزءً من البلاد، وذلك بعد أن اتهم دبلوماسي أمريكي كل من موسكو ودمشق بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم "الركبان".
وقال نائب المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، في اجتماع مجلس الأمن حول سوريا: "منذ عام ونصف العام تم ترك الناس في الركبان بدون أدوية، لأن نظام الأسد وروسيا لا يسمحان لقوافل الأمم المتحدة بدخول هذا المخيم غير الرسمي للاجئين". وأضاف "نحن ندعو نظام الأسد وروسيا إلى توفير الوصول من دون عوائق للإمدادات الإنسانية إلى الركبان، بما في ذلك قوافل الأمم المتحدة. إن هذا التسييس للمساعدات واستخدامه كسلاح يجب أن يثير الغضب بين الجميع".
وهنا نوّه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، على إثر ذلك بأنه بفضل الجيش الروسي، تم فتح ممر لإمداد عدد من مناطق محافظة الحسكة بالمساعدات الإنسانية، وطرح تساؤلاً: "ما الذي فعلته قوات الاحتلال الأمريكية الداعية للإنسانية لتحسين الوضع الإنساني في سوريا؟".
ومن الجدير ذكره أن روسيا الاتحادية أشارت مراراً إلى أن الأراضي الواقعة في منطقة مخيم "الركبان"، الخاضع لسيطرة الجيش الأمريكي، تُستخدم كنقطة انطلاق من قبل الإرهابيين والمتطرفين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس