عبّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن قلق بلاده من الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا.
وقال ظريف خلال محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو: "نحن قلقون بشأن التطور السياسي والاقتصادي للوضع في سوريا ومحاولات الولايات المتحدة لممارسة ضغوط اقتصادية على سوريا، الأمر الذي يؤثر على الناس العاديين. الولايات المتحدة تفعل كل شيء لزعزعة استقرار منطقتنا وسوريا، لكنهم لن يحققوا الهدف".
وأصبح الوضع الاقتصادي في سوريا معقدا للغاية بعد دخول العقوبات الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ بموجب ما يسمى قانون "قيصر"، والذي يؤثر على جميع مجالات الاقتصاد السوري تقريبا.
وستنطبق العقوبات أيضا على الشركات والأفراد الأجانب الذين سيتعاونون مع الحكومة السورية. وقد وصفت وزارة الخارجية السورية تصرفات واشنطن بأنها "إرهاب اقتصادي". وقال السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، في كلمة التهنئة بمناسبة "يوم روسيا" إن روسيا الاتحادية لن تترك سوريا وحدها في مواجهة "الإرهاب الاقتصادي" للغرب.
وخلال المحادثات في موسكو، شكر ظريف أيضا الزميل الروسي لافروف على جهوده لمنع انهيار "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشأن "البرنامج النووي الإيراني".
وقال ظريف: "ما تحاول الولايات المتحدة القيام به الآن أمر شائن. أود شخصيا أن أشكركم على جهودكم وعلى رسائلكم إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأود أن أعرب عن تقديري للعمل الذي يقوم به أصدقاؤنا (نائب وزير الخارجية) سيرغي ريابكوف، والممثلين الروس الدائمين في فيينا ونيويورك وتعاونهما مع أعضاء الدول المتبقية في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة بحيث لا تنجح الخطة الأمريكية وتؤدي إلى كارثة كاملة".
وشدّد وزير الخارجية الإيراني على أن الولايات المتحدة تواصل السعي لتحقيق هدفها في تدمير "الاتفاق النووي".
وأشار لافروف بدوره إلى أن روسيا تعارض التلاعب بمجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني.
لافروف: المحادثات مع ظريف "الوقت المناسب"
من جهته أشار وزير الخارجية الروسي إلى "أننا نعتزم بشدة معارضة أي محاولات لاستخدام الوضع في التلاعب بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والسير في جدول الأعمال المناهض لإيران. وسنثير بلا شك هذه المسألة في جميع الأشكال الدولية المتعددة الأطراف".
وشدّد الوزير على أن "الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة يبعث على القلق. وهناك أحداث معينة تجري الآن في فيينا (اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية) هناك بعض الأفكار التي يعمل عليها أصدقاؤنا الغربيون في نيويورك".
وأعرب لافروف خلال الاجتماع عن أمله في أن يتمكن الطرفان من مناقشة المزيد من آفاق التعاون في إطار "أستانا" بشأن التسوية السورية وقضايا التعاون الثنائي وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات الأخيرة لرؤساء الدولتين.
كما وصف لافروف المفاوضات مع ظريف بـ"الوقت المناسب"، كما شكر وزير الخارجية الإيراني على قبول دعوة الجانب الروسي وزيارته إلى موسكو لإجراء محادثة "مفيدة للغاية".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس – ريا نوفوستي