أفادت قناة "الحدث" التلفزيونية بأن الاشتباكات المسلحة بين أطراف النزاع في السودان - الجيش ووحدات قوات الدعم السريع (القوات الخاصة) استؤنفت في إقليم دارفور من الجزء الغربي من البلاد، وذلك اليوم الجمعة 26 مايو/أيار 2023.
ووفقاً للقناة فإن مناوشات مع استخدام الأسلحة الصغيرة الخفيفة تجري بشكل رئيسي في بعض مناطق غرب البلاد. حتى وقت قريب، كانت قوات القوات الخاصة الرئيسية تتركز في دارفور، وتم نقل جزء كبير منها، منذ بداية القتال، إلى العاصمة الخرطوم. في دارفور، يتهم الجانبان بعضهما البعض بتصعيد التوترات والسعي لإشراك وحدات الدفاع الذاتي القبلية المحلية في الصراع، والتحريض على الاشتباكات المسلحة بين العشائر الفردية في المنطقة.
على هذه الخلفية، أصدرت السفارة الأمريكية في السودان بياناً خاصاً، مشيراً إلى أن المبادرين للهدنة الإنسانية المعلنة، فإن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لاحظوا تحسينات من حيث الامتثال لنظام وقف إطلاق النار من قبل أطراف النزاع، إذ يُشار إلى أنه "تم إعداد الظروف لبدء أعمال ترميم وإصلاح الاتصالات في نظام الإسكان والخدمات المجتمعية". وبحسب البيان فإن المنظمات الإنسانية "تمكنت من إيصال الأدوية اللازمة إلى عدة مستشفيات بالخرطوم".
في وقت سابق، وجه الجيش والقوات الخاصة مراراً اتهامات متبادلة بانتهاك الهدنة، مستشهدين بأمثلة على هجمات على مفارز من كل جانب، خاصة في ضواحي الخرطوم.
وفي مساء يوم الاثنين، دخل اتفاق هدنة إنسانية في السودان لمدة 7 أيام حيز التنفيذ، برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، التي وعدت بإنشاء مجموعة مراقبة دولية للامتثال لوقف إطلاق النار ومراقبة الانتهاكات المحتملة بمساعدة الأقمار الصناعية التي تدور في المدارات.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الوضع في السودان تفاقم بسبب الخلافات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي يترأس أيضا المجلس السيادي، وقائد قوات الدعم السريع (القوات الخاصة) محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائبه في المجلس الرئاسي.
ترتبط التناقضات الرئيسية بين هذين الهيكلين العسكريين بمسألة توقيت وأساليب تشكيل القوات السودانية المسلحة، وكذلك حول من يجب أن يصبح القائد العام للجيش، وما إذا يجب أن يكون عسكرياً محترفاً، كما يعلن البرهان، أو رئيس مدني منتخب، كما يصر حميدتي.
من الجدير بالذكر أن الاشتباكات في السودان اندلعت بين مسلحين تحصنوا في مبنيين بالقرب من القاعدة العسكرية بمدينة مروي، وذلك في 15 ابريل/نيسان الماضي. ووفقاً لنقابة الأطباء السودانيين، فقد قتل أكثر من 860 مدنياً منذ بدء القتال.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: New Zealand Defence Force/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس