Ru En

"السيل التركي" وصفحة جديدة في العلاقات.. بماذا بدأ بوتين وإردوغان محادثاتهما؟

٠٥ أغسطس ٢٠٢٢

على حد تعبير الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فإنه يُمكن للمحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية".

 

بدوره، شدّد فلاديمير بوتين على الدور المتزايد لـ"السيل التركي"، الذي أصبح "من أهم الشرايين لتزويد أوروبا بالغاز الروسي"، مشيراً إلى إنجازات رجب طيب إردوغان في تنظيم تصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر.

 

بدورها، جمعت وكالة أنباء "تاس" البيانات الرئيسية للرئيسين من الجزء المفتوح من المحادثات.

 

 

 

الحبوب الأوكرانية

 

هذا وقد نوّه فلاديمير بوتين بالمشاركة التي قام بها رجب طيب إردوغان في حل القضية المتعلقة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.

 

وشكر الرئيس الروسي نظيره التركي على إطلاق الصادرات "وعلى حقيقة أنه تم في الوقت نفسه اتخاذ قرار شامل بشأن الإمداد المتواصل بالأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية".

 

وعلى الرغم من أن فلاديمير بوتين شدّد مراراً على أن موسكو لا تتدخل في تصدير الحبوب الأوكرانية، إلا أنّ كييف رفضت بدء هذه العملية لفترة طويلة.

 

 

 

 

وبذلك كان من المُمكن إطلاق الأمور على أرض الواقع بوساطة تركيا والأمم المتحدة - في 22 يوليو/تموز الماضي، وتم التوقيع على حزمة من الوثائق حول توريد المواد الغذائية والأسمدة إلى السوق الدولية في اسطنبول.

 

وفي هذا الخصوص، تم تأسيس "مركز تنسيق مشترك" في اسطنبول، يقوم في إطاره ممثلو روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بمراقبة مسارات السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية، وتفتيش السفن لمنع تهريب الأسلحة.

 

وبذلك في 1 أغسطس/ آب الجاري، غادرت أول سفينة شحن جافة محملة بالحبوب من ميناء أوديسا. وبالإضافة إلى ذلك، تعهدت الأمم المتحدة بتسهيل إزالة القيود المعادية لروسيا، التي تعرقل التجارة العادية في المواد الغذائية والأسمدة.

 

من جهته، شدّد الرئيس الروسي على أن قضية الإمدادات الغذائية ذات صلة "بالعديد من الدول، خاصة بالنسبة للدول النامية، التي تواجه مشاكل كبيرة فيما يتعلق بإمدادات الغذاء والأسمدة".

 

 

"السيل التركي"

 

وصف فلاديمير بوتين "السيل التركي" بأنه "أحد أهم الشرايين لتزويد أوروبا بالغاز الروسي"، وأشار إلى أن خط أنابيب الغاز "على عكس جميع الاتجاهات الأخرى لتزويدنا بالمحروقات، يعمل بشكل صحيح، ويعمل بشكل إيقاعي دون أي أعطال".

 

وقال: "في الوقت نفسه، كان خط أنابيب الغاز (السيل الشمالي)، الذي تتلقى أوروبا من خلاله الجزء الأكبر من الغاز الروسي، يعمل مع قيود منذ منتصف يونيو (حزيران الماضي)، ومنذ نهاية يوليو (تموز الماضي)، حيث كان الضخ 20 بالمائة من الطاقة التصميمية".

 

وأضاف: "بحسب تفسيرات "غازبروم" التي قدمتها مراراً وتكراراً، فإن هذا كان نتيجة العديد من العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا. وفي هذا الخصوص، تمنع القيود المعتمدة تسليم التوربين، الذي كان يتم إصلاحه في مصنع "سيمنز" في كندا. إنها الآن في ألمانيا، حيث يحاولون يسعون التوربينات إلى روسيا".

 

واختتم الئيس الروسي معبراً عن اعتقاده بأن "الشركاء الأوروبيين يجب أن يكونوا ممتنين لتركيا لضمان النقل غير المنقطع لغازنا إلى السوق الأوروبية".

 

 

محطة الطاقة النووية "آق قويو"

 

بالنسبة لأنقرة، تظل مسألة بناء محطة "آق قويو" للطاقة النووية، التي تنفذها "روس أتوم"، مهمّة للغاية. وبحسب رجب طيب إردوغان، "من الضروري تنفيذ العمل بالشكل الذي يتم تنفيذه وفق الجدول الزمني".

 

هذا وستكون "آق قويو" أول محطة للطاقة النووية في تركيا. وبعد تشغيل جميع وحدات الطاقة الأربع فيها، ستولد حوالي 35 مليار كيلوواط ساعي سنوياً، تغطي ما تصل نسبته إلى 20 بالمائة من احتياجات البلاد.

 

والجدير بالذكر أن أعمال تشييد البلوك الرابع والوقود النووي للأول، بدأت في21 تموز/يوليو الماضي، وفقاً لمدير شركة "روس أتوم"  أليكسي ليخاتشيف، ومن المقرّر تسليمه إلى محطات الطاقة النووية في مايو/أيار 2023.

 

ويعتبر هذا المشروع مموّل بالكامل من الجانب الروسي، وسيتم سداد التكاليف بعد تشغيل المحطة على حساب الدخل من بيع الكهرباء.

 

 

الوضع في سوريا

 

وفي ملف آخر أعرب الرئيسان الروسي والتركي عن استعدادهما لمناقشة الوضع في سوريا. وقال بوتين في هذا الصدد "هنا قدمت تركيا وروسيا مساهمة كبيرة جدا في تطبيع الوضع".

 

كما تعمل موسكو وأنقرة وطهران كضامن لتسوية سلمية للصراع في سوريا.

 

 

ومن المعروف أن دول صيغة "أستانا" بدأت آخر مفاوضات ثلاثية لها في قمة "الدول الضامنة" التي عقدت يوم 19 تموز/يوليو الماضي في إيران.

 

 

العلاقات الثنائية

 

بحسب الرئيس  فلاديميربوتين، لدى روسيا وتركيا الكثير من المشاريع الثنائية التي يتعين تنفيذها.

 

وأشار في هذا الجانب إلى أن "حجم مبيعاتنا المتبادلة زاد بنسبة 57 بالمائة، وفي الأشهر الأولى من هذا العام، وحتى شهر مايو، تضاعف".

 

بدوره، أعرب الرئيس التركي عن أمله في أن "تفتح المحادثات صفحة جديدة في العلاقات الثنائية".

 

كما نوّه رجب طيب إردوغان بأن القيادة في كل من روسيا وتركيا تخطط "لوضع حد لمسألة كيفية المضي قُدما"، مشددا ًعلى أنه يجب أن يثمر الاجتماع توقيع مذكرة حول تطوير العلاقات التجارية بين أنقرة وموسكو.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Vyacheslav Prokofiev\TASS

المصدر: تاس