أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن توقعات روسيا بأنه عند تحقيق أهداف العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، سيتوقف الغرب عن "الترويج لعالم أحادي القطب"، وعن انتهاك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي.
وأضاف وزير الخارجية الروسي: "نأمل ونتوقّع أن يساعد استكمال عمليتنا العسكرية، عند تحقيق جميع الأهداف المحددة في إطارها، على وقف محاولات الغرب لتقويض القانون الدولي، وتجاهل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وانتهاكها بشكل صارخ، بما في ذلك مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، وسوف يجبر الغرب على التوقف عن الترويج لما يسمى السلام أحادي القطب تحت هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها".
وأشار لافروف إلى أن موسكو لا تريد مطلقاً حرباً في أوروبا، بينما يتحدث الغرب عن ضرورة هزيمة روسيا الاتحادية في الوضع مع أوكرانيا.
وتابع في هذا الجانب: "إذا كنتم قلقون بشأن احتمال نشوب حرب في أوروبا، فنحن لا نريد ذلك مطلقا. لكنني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن الغرب هو الذي يعلن باستمرار وبإصرار أنه في هذه الحالة من الضروري هزيمة روسيا. ارسموا استنتاجاتكم الخاصة حول ذلك".
وأضاف: "الأهداف التي حدّدناها في أوكرانيا واضحة للغاية - منع انتهاك حقوق السكان الروس الناطقين بالروسية في منطقة دونباس، التي كانت مهدّدة بالإبادة من قبل نظام كييف، ومنع الغرب من إقامة جسر على أراضي أوكرانيا، مما يخلق تهديدات عسكرية لروسيا الاتحادية".
وفي معرض الرد على سؤال حول استراتيجية روسيا في محاربة العالم أحادي القطب، أشار الوزير لافروف إلى أنّه من الضروري "الوفاء بالالتزامات بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك الالتزام باحترام مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، ونسيان استعمارها، وطرح المشاعر الإمبريالية الجديدة جانبا".
وبحسب ما أشار إليه سيرغي لافروف، فإن روسيا مهتمة برؤية جميع المدنيين يغادرون مناطق العملية الخاصة في أوكرانيا.
وقال: "نواصل فتح ممرات إنسانية، والناس يواصلون عبورها، ونحن مهتمون برؤية جميع المدنيين يغادرون هذه المناطق (من مناطق العملية الخاصة الروسية)".
كما بيّن سيرغي لافروف أنّ الجانب الروسي نصح في وقت سابق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمطالبة سلطات كييف بوقف عرقلة خروج السكان المدنيين من مناطق العملية العسكرية الخاصة.
وكما أشار الوزير، فإن ممثلي الأمانة العامة للأمم المتحدة موجودون الآن "على الأرض" ويحاولون المساعدة في حل هذه القضايا.
الأمم المتحدة تفتقد القدرة
وفي ما يتعلق بالمهمة المنوطة بالأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الروسية: "فيما يتعلق بالدور الأوسع نطاقاً من الدور الإنساني البحت الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة، فإنه من دواعي الأسف الشديد أن الأمانة العامة لهذه المنظمة، بما في ذلك أمينها العام (أنطونيو غوتيريش)، أضاعت إمكانية تحقيق تسوية سياسية، لقد فشلوا لسنوات طويلة في عدم الرد على التخريب المفتوح والصريح الذي قام به نظام كييف لقرار مجلس الأمن 2202، الذي وافق على اتفاقيات (مينسك) بشأن تسوية النزاع في شرق أوكرانيا".
وقال سيرغي لافروف:"لو حاولت قيادة الأمانة العامة، بعد موافقة مجلس الأمن بالإجماع على هذا القرار في فبراير/شباط 2015، تشجيع السلطات الأوكرانية على الوفاء بالالتزامات الناشئة عن هذه الوثيقة، أعتقد أننا لن نكن لنواجه المشاكل التي أوجدها نظام كييف في النهاية بالتواطؤ والدعم الصريح من الولايات المتحدة وحلفائها".
وقال الوزير إن روسيا أبلغت عُمان بالتفصيل عن تطور الوضع في أوكرانيا وعن "الشرخ الجيوسياسي"، موضحاً: "أبلغنا محاورينا العُمانيين بالتفصيل عن تطور الوضع في أوكرانيا في سياق العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا الاتحادية، وحول الشرخ الجيوسياسي لهذا الوضع".
وأكد سيرغي لافروف أنه "بالنسبة لموقف عُمان من الأزمة الأوكرانية، فنحن نعتبره متوازناً وقائماً في المقام الأول على المصالح الوطنية لشعبها".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس