أكد مندوب روسيا الدائم لدى "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، ألكسندر شولغين، أن كافة التهم الموجّهة ضد سوريا من قبل مجموعة من الدول الغربية في المنظمة "إنما هي مفبركة وتمليها المصالح الجيوسياسية".
وأعلن المندوب الدائم ذلك، يوم أمس الاثنين 19 ابريل/ نيسان 2021، في ختام ندوة بعنوان "الحقيقة والأكاذيب عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا"، التي عُقِدت عشيّة استئناف أعمال المؤتمر الـ 25 للدول الأعضاء في المنظمة.
وأشار الدبلوماسي الروسي خلال الجلسة إلى أنه "من المرجح جداً أن تقوم الدول الغربية بتمرير مشروع قرار بشأن الحد من حقوق وامتيازات سوريا، بذريعة انتهاك اتفاقية الأسلحة الكيميائية".
وأضاف مندوب روسيا الدائم أن "هذا الاستنتاج مستوحى من دلائل فريق التحقيق (فريق تقصي الحقائق - تاس)، ولقد لاحظنا بالفعل مرات عديدة أن هذا هيكل غير شرعي تماماً تم إنشاؤه بطريقة تنتهك بنود الاتفاقية، وهو ما يلحق الضرر بالصلاحيات الحصرية لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
وفي السياق ذاته، شدّد شولغين على أن "الاتهامات الموجهة ضد سوريا مفبركة، وتمليها النوايا الجيوسياسية لتلك الدول التي تسعى إلى تحقيق أجندتها الضيقة بشأن القضية السورية. وفي حال تحققت نواياها في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فسوف يتم بعدها التفكير في الخطوات التالية، ويقومون بإعادة هذه المسألة للمناقشة في الأمم المتحدة، ويفكرون في إمكانيات بدء إجراءات قانونية، سواء أمام المحاكم القضائية الوطنية، أو من خلال المحاكم الدولية".
وأضاف شولغين: "من الناحية العملية، يتم الحديث هنا عن إحداث تغيير في الحكومة والسلطة في سوريا. ونأمل أن تلك الوفود التي ستبدأ العمل غدا ومناقشة هذه المسألة، أنها ستأتي إلى هنا برأيها المستقل. وأنها ستكون قادرة على اتخاذ قرار مسؤول".
باسم العدالة
من جهتها، دعت رئيسة البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رانيا الرفاعي، التي انضمت إلى هذا الحدث عبر الفيديو، الدول إلى عدم تبني هذا القرار.
وقالت الرفاعي في كلمتها: "سنناقش غداً مشروع قرار قدمته فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، وعدد من الدول الأخرى الموجهة ضد بلدي وشعبي. ونطلب منكم عدم اعتماد هذا القرار، ليس من أجل دعم سوريا والشعب السوري فحسيب، ولكن أيضاً من أجل الحفاظ على العدالة".
في الوقت نفسه، رفضت الحديث عن الخطوات التي تعتزم الدولة اتخاذها في حال تم تبني هذا القرار.
وأضافت: "نعتقد أنه من الصواب الانتظار لنرى ما سيحدث، لا أحد يحبذ الطريقة التي تم من خلالها السيطرة على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية|، من قِبَل مجموعة من البلدان التي تقوم بتنفيذ مخططاتها الخاصة. كما تتعرض العديد من الدول لضغوط هائلة من أجل التصويت على دعم هذا القرار، وذلك على الرغم من أنه قرار غير قانوني، لذلك دعونا نرى كيف ستتعاون هذه الدول، وكيف تتخلص من هذا الضغط".
الأفلام عن سوريا
وفي إطار هذه الندوة، تم عرض فيلم وثائقي بعنوان "النفق"، تم تصويره في سوريا، وهو يروي كيف يتم تشكيل الفبركات الغربية وكيف تتم شيطنة السلطات السورية على أساس معلومات ملفقة.
من جهته، وتعقيبا ًعلى محتوى هذا العمل الوثائقي، قال مندوب روسيا الدائم ألكسندر شولغين إن "هذا الفيلم يُظهر الجانب الحقيقي من الصراع، ويروي كيف يتم تنظيم عمليات التلاعب".
إلى ذلك يُذكر أن هذا الفيلم قدّم صورة مناقضة للصورة التي قدمها فيلم "الكهف"، الذي عرضته بدورها دول غربية يوم الاثنين، والذي يحكي عن أطباء يعملون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس