دعا الأمين العام لـ"منظمة شنغهاي للتعاون"، تشانغ مينغ، إلى تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، ومواصلة العمل على تحسين وإصلاح المنظمة على أساس تعزيز الوحدة الداخلية، وذلك بما يتماشى مع توجهات العصر.
وصرّح مينغ بذلك، اليوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، في خطابه أمام المشاركين في الطاولة المستديرة المخصّصة للذكرى الـ 20 لتوقيع ميثاق "منظمة شنغهاي للتعاون".
وقال مينغ: "مع دخول العقد الثالث من نشاطها، تواجه منظمة شنغهاي للتعاون ظروفاً ومشاكل جديدة"، مشيراً إلى أن "عالم اليوم يمر بتغيرات معقّدة وعميقة، والنظام السياسي والاقتصادي الدولي، ناهيك عن أن الهيكل الأمني يواجه أزمات مختلفة، مما وضع العالم وتطوره في مواجهة تحديات خطيرة للغاية".
وأضاف: "عند السباحة عكس التيار، فإذا كنت لا تتقدّم للأمام، فأنت حتما تتراجع. وفي هذه الحالة، كيف ينبغي لمنظمة "شنغهاي للتعاون" أن تواصل نموذج السنوات الـ 20 الماضية من العمل الناجح؟ كيف يُمكننا الاستمرار في لعب دور رئيسي في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى أمن ورفاهية كل فرد من أفراد أسرة منظمة شنغهاي للتعاون الكبيرة؟".
كما لفت الأمين العام لـ"منظمة شنغهاي للتعاون" إلى أنه آخذاً بعين الاعتبار هذه الجوانب، فقد قام مؤخراً بزيارة الدول المؤسسة للمنظمة، وتعتزم في المستقبل القريب زيارة الدول الأعضاء الأخرى في أسرة منظمة "شنغهاي للتعاون" بغرض التبادل البناء لوجهات النظر.
وتابع الأمين العام "يمكن القول إن أفكار وآراء جميع الأطراف لا تنفصل عن نقطة البداية المشتركة لإنشاء منظمة شنغهاي للتعاون"، مبيناً أن هذا يعني أنه من الضروري الاستمرار في التمسك بمبدأ التعزيز الصارم لأهداف وغايات الميثاق، وتعزيز "الوحدة الداخلية". وبناء على ذلك "من المهم مواصلة العمل على تحسين وإصلاح المنظمة وفقاً لمتطلبات العصر، وكذلك تعزيز التعاون في مختلف المجالات".
الأمن الإقليمي
وفي سياق متصل، قال تشانغ مينغ إن المبادئ التي وضعت قبل عقدين كأساس لميثاق "منظمة شنغهاي للتعاون" جعلت من المُمكن إقامة المنظمة في نظام القانون الدولي وتحويلها إلى قوة هامة لضمان الأمن الإقليمي.
وأوضح قائلاً: "إن توقيع وإصدار ميثاق منظمة "شنغهاي للتعاون" كان قراراً تاريخياً اتخذه قادة الدول الأعضاء في المنظمة. لقد أصبح خياراً هاماً يهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار، وتعميق علاقات حسن الجوار والعلاقات الودّية، وتأسيس منظمة "شنغهاي للتعاون" في نظام القانون الدولي، وتحويلها إلى قوة مهمّة لضمان الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي".
وتابع الأمين العام: "على مدى السنوات العشرين الماضية، مع تغيّر الوضع الدولي، أصبحت أهمية هذا القرار وحسن توقيته وأهميته الاستراتيجية أكثر وضوحا".
وبحسب ما أكده تشانغ مينغ فإن "الميثاق هو الذي يوحد البلدان من مناطق مختلفة، مع مختلف التقاليد الحضارية وأنظمة التنمية".
وقال أيضاً: "استناداً إلى التحسين التدريجي للإطار القانوني وتشكيل آلية فعّالة للتفاعل، من خلال إقامة تفاهم متبادل وتعاون متبادل المنفعة، من أجل السلام والاستقرار والتنمية المشتركة، أنشأ الميثاق نموذجاً جديداً للعمل المشترك. إن دول منطقة منظمة شنغهاي للتعاون نحو تعزيز الحوار متعدد الأطراف وتبادل الخبرات بشأن التفاعل العملي".
التحديات الجديدة
قال تشانغ مينغ إنه يتعيّن على دول منظمة "شنغهاي للتعاون" اتباع مبادئ ميثاق المنظمة والاستجابة للمشكلات القائمة على القيم المشتركة، بغض النظر عن التحديات والتهديدات الحالية.
وأضاف في هذا الجانب "بغض النظر عن المواقف والتهديدات والتحديات الجديدة التي نواجهها اليوم، نحتاج إلى الالتزام بمبادئ الميثاق، من أجل الرد على المشاكل القائمة على القيم المشتركة. أرى هذا على أنه نهج لا يتغير إزاء التهديدات والتحديات، وهو ما يعطينا أفضل حل لتحسين الذات في المستقبل".
كما أشار إلى أن "العالم المُضطرب والمتغيّر مليء بالتهديدات، هو في نفس الوقت يحتوي على فرص جديدة، "باعتبارها واحدة من أكبر المنظمات الإقليمية في العالم من حيث الإقليم والسكان، مع التأثير الدولي والجاذبية والسلطة، يجب على المنظمة أن تأخذ زمام المبادرة لتحسين نفسها والتأثير بنشاط على النظام الدولي من أجل توجيه النظام العالمي في توجه أكثر ديمقراطية وعادلة وعقلانية، وأن يستجيب لتوقعات جميع أجزاء أسرة منظمة شنغهاي للتعاون".
الجدير بالذكر أنه تم التوقيع على إعلان تأسيس منظمة "شنغهاي للتعاون" في شنغهاي - الصين في يونيو/حزيران 2001 من قِبَل كازاخستان وقرغيزستان والصين وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان.
وفي العام 2017، أصبحت الهند وباكستان عضوين كاملي العضوية في منظمة "شنغهاي للتعاون".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس