الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى المفاوضات بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بشأن البرنامج النووي الإيراني. صرح بذلك وزير الخارجية الإيراني - حسين أمير عبد اللهيان، يوم أمس الأحد 26 فبراير/شباط 2023، في مقابلة مع قناة "العالم" الفضائية.
وفقاً لعبد اللهيان، فقد تلقى وزير الخارجية العراقي - فؤاد حسين تأكيدات من مسؤولي الإدارة الأمريكية بأن واشنطن لا تزال مهتمة بتسوية الخلافات مع طهران التي تمنع إحياء الاتفاق النووي، وذلك اليوم الاثنين 27 فبراير/شباط 2023.
واضاف " لقد نقل إلينا السيد فؤاد حسين، بعد زيارة قام بها مؤخراً لواشنطن، رسالة مفادها أن الجانب الأمريكي مستعد لبحث اتفاق [حول البرنامج النووي الإيراني] من أجل تحقيق نتائج ملموسة. وقد رحبنا بالحوار الدبلوماسي ونرحب به". وقال عبد اللهيان، معلقاً على نتائج اللقاء مع حسين الذي عُقِد في 22 فبراير: "لم نتجنب الاتصالات مطلقاً ومستعدون في إطار محادثات (فيينا) لتبادل وجهات النظر مع الجانب الأمريكي سواء من خلال الوسطاء أو بشكل مباشر" في بغداد.
بالإضافة إلى ذلك ، قال وزير الخارجية الإيراني إنه يرى أنه من الممكن استعادة الاتفاق النووي.
وشدد الوزير على أنه "بناء على الرسالة التي نقلها السيد فؤاد حسين من الجانب الأمريكي، أرى شخصياً أن التوصل إلى اتفاق ممكن، حيث أبدى الجانب الأمريكي استعداده لاتخاذ الخطوات اللازمة".
وأضاف "لكن المشكلة أن الإشارات الدبلوماسية للأمريكيين تتعارض مع تصريحاتهم العلنية ، فهم يرسلون إشارات إيجابية عبر القنوات الدبلوماسية، بينما يتم التحدث بكلمات مختلفة تماماً في الفضاء الإعلامي".
وساطة بغداد
وفي وقت سابق، عقد عبد اللهيان اجتماعاً مع حسين ، حيث تم، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي، مناقشة نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الدبلوماسية العراقية إلى الولايات المتحدة. وأعرب حسين في نهاية الاجتماع عن أمله في أن "تعود واشنطن وطهران إلى المفاوضات في فيينا".
وبحسب مصادر عراقية، فإن أحد الأهداف الرئيسية لزيارة عبد اللهيان للعاصمة العراقية هو مناقشة وساطة بغداد في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. واقترح العراق الوساطة على طهران بعد زيارة فؤاد حسين للولايات المتحدة، التي انتهت منتصف فبراير الجاري، ومحادثاته مع ممثلي الإدارة الأمريكية. وبحسب المصادر، فقد ناقش الوزير العراقي نفس الأفكار في واشنطن حيث لقيت استحساناً.
يشُار إلى أن العراق يأمل في تقديم المساعدة السياسية في حل الخلافات بين إيران والولايات المتحدة حول القضايا المتعلقة بالملف النووي الإيراني، واستئناف المفاوضات المتعثرة لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. وعبّرت إيران عن دعمها لجهود الوساطة التي تقوم بها بغداد.
هذا وقد تم التوقيع على خطة عمل شاملة مشتركة مع إيران في عام 2015، ترمي إلى التغلب على أزمة تطويرها النووي من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا. وقد قرر الرئيس السابق للولايات المتحدة - دونالد ترامب في عام 2018 الانسحاب من هذه الاتفاقية.، علماً أن الرئيس الأمريكي الحالي - جو بايدن، كان قد أشار مراراً وتكراراً إلى استعداده لإعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي.
إلى ذلك يُذكر أن روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين وأمريكا وفرنسا تتفاوض، منذ ابريل/نيسان 2021، مع إيران في عاصمة النمسا - فيينا، لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة في شكلها الأصلي. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية - رافائيل غروسي بهذا الصدد، في ، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الجولة التالية من المفاوضات مع الممثلين الإيرانيين انتهت في العاصمة النمساوية دون أي نتيجة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: mostafa meraji/Pixabay
المصدر: تاس