Ru En

الأمين العام السابق للـ "ناتو": الإجراءات الأمريكية قد تؤدي إلى حرب مدمرة مع إيران

١٩ مايو ٢٠٢٢

أكد رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، الـ"ناتو"، خافيير سولانا، أن سياسة كل من الحكومة الأمريكية والكونغرس تجاه طهران وخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني قد تؤدي إلى "حرب مدمّرة" في الشرق الأوسط.

 

وعبّر المسؤولان السابقان عن هذا الرأي في مقال مشترك نُشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "واشنطن بوست" يوم الثلاثاء الماضي، أشارا فيه إلى اعتقادهما بأنّه على الرغم من العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا، يجب ألا "ننسى بؤرة توتر أخرى تهدّد أمن الغرب: إيران وبرنامجها النووي الآخذ في الاتساع"، وأنّه إذا فشلنا في استئناف الاتفاق النووي لعام 2015، فإننا نتجه نحو صراع جديد مع طهران.

 

كما أشارا إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعماء الأوروبيين يجب أن يتصرفوا بسرعة وحزم تجاه طهران كما فعلوا مع أوكرانيا "لمنع إيران من أن تصبح دولة تمتلك أسلحة نووية".

 

وفي الوقت نفسه، يعتقد سولانا وبيلت أن مبادرة أقرها مجلس الشيوخ في الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر يمكن أن "تؤدي بالتأكيد إلى كسر الاتفاق"، كما يتطلب أن يشمل الاتفاق مع إيران أيضا القضايا غير النووية.

 

هذا و لا يزال الاقتراح بحاجة إلى موافقة مجلس النواب بالكونغرس، وبعد ذلك سيتم إرساله إلى بايدن من أجل التوقيع عليه.

 

وقال المقال: "على الرغم من أن المفاوضات بشأن جوهر الصفقة قد اكتملت فعلياً، تحاول أوروبا كسر الجمود بشأن قضية تستمر في إبطاء العمل: تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني (الحرس الثوري الإيراني، وهو جزء من قوات النخبة في الجيش الإيراني). على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

 

وأكد سولانا وبيلت من وجهة نظرهم أن "واشنطن وطهران ستتصرفان بحماقة إذا سمحا لوجهات النظر الأيديولوجية الداخلية بتخريب الاتفاق النووي".

 

 

سلبية بايدن

 

وأضاف المقال: "أيد الأوروبيون الجهود الدبلوماسية للرئيس باراك أوباما (السابق) بشأن إيران، واحتجوا على انسحاب (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة، ونحن نعود الآن إلى طليعة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة النووية مع إيران وتجنب حرب مدمرة أخرى في الشرق الأوسط. لذلك من المحيّر أنه، كمرشح رئاسي ودافع عن العودة إلى الاتفاق النووي، واعداً بأن "أمريكا ستعود"، يقوم بايدن (الآن) بتأخير الجهود الدبلوماسية التي يدعمها بقوة حلفاء الولايات المتحدة. والفكر العام هو أنه "حذر" من الوضع الإيراني قبيل انتخابات التجديد النصفي (نوفمبر/ تشرين الثاني) المقبلة (للكونغرس):.

 

كما جاء في المقال: "إلا أنّه بصراحة، كونه رئيساً نجح في احتواء الجهود النووية الإيرانية تحت قيادته، كان من المُمكن أن يكون أكثر نجاحا لبايدن والديمقراطيين في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2024".

 

وبحسب رأي كاتبي المقال، "يجب أن يفكر بايدن بجدية في التكاليف المرتبطة بسلبيته تجاه إيران، وأن يجد طريقا للمضي قدماً"، وإلا فإنّ العالم "قد يجد نفسه في صراع آخر لم يطلبه أحد".

 

 

العوده مع تمديد الاتفاق النووي

 

لقد تم توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) مع إيران عام 2015 من قبل القوى الخمس - الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا، وذلك من أجل التغلب على الأزمة المتعلقة بتطوير طهران لبرنامجها النووي.

 

وفي عام 2018، قرّر ترامب الانسحاب من هذه الاتفاقية، وأشار بايدن مرارا إلى استعداده لإعادة الولايات المتحدة إلى هذه الصفقة.

 

وفي 11 مارس/آذار 2022، في العاصمة النمساوية فيينا، وبعد ثماني جولات من المفاوضات بهدف استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة في صيغتها الأصلية وإعادة الولايات المتحدة إلى هذه الاتفاقية، حدث انقطاع بسبب عوامل خارجية. وقبل ذلك، وصلت مفاوضات "فيينا" إلى خط النهاية وكان من المفترض أن تكتمل قبل نهاية فبراير/شباط الماضي.

 

كما تم الاتفاق على نص الاتفاقية ويتألف من حوالي 20 صفحة، والتي تُشير في مضمونها إلى مزيد من الإجراءات للعودة إلى تنفيذ الاتفاق النووي في صيغته الأصلية.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons

المصدر: تاس