أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يلتزم بإقامة تعاون عميق مع أرمينيا وأذربيجان في اتجاه تخفيف التوترات في منطقة القوقاز، مشيراً إلى أنه على استعداد لمساعدة الأطراف من خلال تنظيم مشاورات الخبراء وزيادة المساعدة المالية.
وجاءت هذه التصريحات في البيان الذي نشره رئيس "المجلس الأوروبي"، شارل ميشيل، عقب الاجتماع الثلاثي مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يوم أمس الأربعاء 6 ابريل/نيسان 2022 على الموقع الرسمي للمجلس.
وفيه أكد ميشيل مجددا التزام الاتحاد الأوروبي بتعميق التعاون مع أرمينيا وأذربيجان للعمل معا بشكل وثيق لتجاوز التوترات، وتعزيز وجود آمن ومستقر وسلمي ومزدهر لـ "جنوب القوقاز" لصالح جميع الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة.
كما وشدّد رئيس "المجلس الأوروبي" على "ضرورة إيجاد حل كامل وسريع" للقضايا الإنسانية بما في ذلك "الإفراج عن المعتقلين وحل شامل لمشكلة المفقودين".
وبالإضافة إلى ذلك، شدّد ميشيل على أن "ضمان فك الاشتباك الصحيح للقوات هو عنصر مُهم في منع الاشتباكات وتقليل التوترات في المنطقة". وأن الاتحاد الأوروبي، بدوره، "سيواصل دعم تدابير بناء الثقة بين أذربيجان وأرمينيا، والجهود الإنسانية لإزالة الألغام في الأراضي"، بما في ذلك من خلال "تقديم مشورة الخبراء وزيادة المساعدة المالية".
إلى ذلك، أشار ميشيل إلى أهمية تقديم الدعم للسكان المتضررين من النزاع، بما في ذلك "إعادة التأهيل الطبي وترميم" المباني.
الجدير بالذكر أنه في يوم أمس الأربعاء، انعقد اجتماع ثلاثي بين باشينيان وميشيل وعلييف في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وبحسب الاتفاق المبدئي، بحلول نهاية ابريل/ نيسان الجاري، سيشكّل الطرفان لجنة لترسيم الحدود الأرمنية الأذربيجانية، وهي مخوّلة أيضا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية.
هذا وقد وجّهت الدولتان وزيري خارجيتها من أجل بدء الاستعدادات للمفاوضات بشأن معاهدة سلام.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 26 مارس/آذار الماضي، أن القوات الأذربيجانية دخلت منطقة مسؤولية وحدة حفظ السلام الروسية في إقليم ناغورني قره باغ.
وفي اليوم التالي، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن أذربيجان سحبت قواتها من منطقة فاروخ السكنية (الاسم الأذربيجاني - فاروخ، الأرميني - باروخ) في ناغورني قره باغ.
ومن المعروف أن الوضع حول ناغورني قره باغ تصاعد في 27 سبتمبر/أيلول 2020، عندما بدأت المواجهات العسكرية الفعلية هناك.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، تم التوقيع على بيان ثلاثي الأطراف من قِبَل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، مما جعل أنه من المُمكن تحقيق وقف العمليات لقتالية في منطقة الصراع.
وبذلك توقف الجانبان الأذربيجاني والأرمني عند المواقع التي وصلا إليها جراء الاشتباكات المسلحة، كما خضعت عدة مناطق لسيطرة باكو، وانتشرت قوات حفظ السلام الروسية على طول خط التماس ومعبر لاتشين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس