قال بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل إن "المحادثات بين الزعيمين الدينيين لأرمينيا وأذربيجان أثمرت نتائجها وخففت من حدة المواجهة".
وأشار راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى أن "الكنيسة الروسية بدأت مناقشة مشكلة قره باغ بمشاركة كل من كاثوليكوس سائر الأرمن، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي القوقاز؛ شيخ الإسلام الله شكور باشازاده المفتى الأعلى لأذربيجان. وعقدنا عدة جولات من هذه المحادثات واتفقنا على أشياء كثيرة".
وأضاف طريرك موسكو في مقابلة مع قناة "روسيا 1" التلفزيونية: أعتقد أن المحصلة الرئيسية لهذه المفاوضات هي أن الزعيمين الدينيين، اللذين يقف وراءهما غالبية الناس، تحدثا مع بعضهما البعض، وكان هذا الحديث هادئاً للغاية، بمعنى أنه لم تكن هناك اتهامات ولم يحصل بينهما توتر، رغم أن كل جانب كان لديه الحجج الخاصة به".
ووفقا له، فإن القادة الدينيين هم المسؤولون بالكامل عن الحالة الروحية لشعوبهم.
وأضاف البطريرك كيريل: "وما هي الحالة الروحية؟ ما هي القوة التي ستسود... قوة السلام والحب والسكينة أم قوة الشر، إن سلوك الناس سوف يعتمد على هذا".
ولفت الطريرك إلى أنه "خلال هذه المفاوضات، تم تحقيق نتائج ملموسة للغاية، كتبادل الأسرى، وعدم استخدام الرموز الدينية، العبارات الدينية، الدوافع الدينية من أجل تحشيد الأطراف المتحاربة".
كما أضاف أنه "لذلك، ومن دون أي مبالغة في دور الزعماء الدينيين، إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال تجاهل هذا الدور"، مشيراً إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية مستعدة للمشاركة في عملية حفظ السلام.
واختتم راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حديثه بالقول: "ليعطي الرب الأديان القدرة على صنع السلام كي يحل بدلاً من الناس وأسلحتهم، الذين قسموا الأطراف المتنازعة".
يُشار إلى أنه في نهاية سبتمبر/أيلول 2020، اندلعت اشتباكات مسلحة في ناغورني قره باغ، بين أرمينيا وأذربيجان، وجاءت هذه الاشتباكات استكمالاً لصراع طويل الأمد، وأسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف السكان المدنيين. هذا وقام الطرفان بعدة محاولات للتوصل إلى هدنة، إلا أن الاتفاق الثلاثي الذي تم التوصل إليه ليلة 10 نوفمبر/تشرين الثاني هو الذي كُتِب له النجاح.
كما يُذكر أن جهود روسيا للتوصل إلى اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان لوقف كامل لإطلاق النار تكللت بالنجاح، ومن ثم تم الشروع بتبادل الأسرى وجثث القتلى، كما سلّمت يريفان مناطق كلبجار ولاتشين وأغدام إلى باكو. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر قوات روسية لحفظ السلام في المنطقة، وقد باشرت مهامها قبل نهاية العام الماضي 2020.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية
المصدر: نوفوستي