Ru En

التعاون بين روسيا وماليزيا في مجال التربية والثقافة الإسلامية

٢٦ أبريل ٢٠٢٣

بدأ التعاون بين روسيا وماليزيا في مجال التعليم في منتصف الستينيات من القرن الماضي، عندما وصل الأوئل من الطلاب الماليزيين للدراسة في الاتحاد السوفيتي. منذ ذلك الحين، تطور التعاون التعليمي بين البلدين بصورة مستمرة. واليوم تعد روسيا واحدة من الوجهات الشعبية للطلاب الماليزيين الذين يسعون للحصول على تعليم عالٍ في الخارج.


أحد الأمثلة على التعاون الناجح بين روسيا وماليزيا في مجال التعليم هو مشاركة الجامعات الروسية في برنامج الحكومة الماليزية "التعاون الدولي في التعليم". وكجزء من هذا البرنامج، تقبل الجامعات الروسية الطلاب الماليزيين للدراسة، وكذلك إجراء الأبحاث المشتركة وتطويرها.


مثال آخر على التعاون الناجح هو الاتفاق بين جامعة "منديليف" والجامعة التكنولوجية الماليزية حول البرنامج المشترك في الهندسة الكيميائية، الذي يوفر فرصة للطلاب الماليزيين لتلقي التعليم العالي في روسيا وكذلك لإجراء بحث مشترك وتطوير في مجال الهندسة الكيميائية.

بالإضافة إلى ذلك، تتعاون روسيا وماليزيا في مجال تعليم اللغة. في عام 2011، تم افتتاح مدرسة روسية في ماليزيا حيث تمكن الطلاب هناك من تعلم اللغة الروسية والتعرف على الثقافة الروسية.


ومع ذلك، على الرغم من التعاون الناجح، هناك عدد من المشاكل بين البلدين في مجال التعليم، تتمثل إحدى المشكلات في عدم وجود منح كافية للطلاب الماليزيين الراغبين في الحصول على تعليم عالٍ في روسيا. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تعزيز تبادل المعلمين والباحثين بين البلدين من أجل زيادة حجم البحوث المشتركة وتبادل المعرفة.


ومع ذلك، تواصل روسيا وماليزيا تطوير التعاون في المجال التعليمي. في عام 2018، تم توقيع اتفاقية بين جامعة "بائومن" التقنية الحكومية في موسكو وجامعة "تِناجا" الوطنية الماليزية الخاص بالماجستير، للتعاون في برنامج مشترك في الهندسة الكهربائية.


ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الطلاب الماليزيين يبدون اهتمامًا كبيرًا بالحصول على التعليم في روسيا. في عام 2019، التحق حوالي 500 طالب ماليزي بالجامعات الروسية، مما يشير إلى اهتمام متزايد بروسيا كمكان للدراسة.


تتمتع ماليزيا، مثل روسيا ، بتاريخ طويل من الثقافة والتقاليد الإسلامية، ويعد التعاون بين البلدين في مجال التربية الإسلامية عنصرًا مهمًا للتفاعل المستقبلي بينهما.
في عام 2019، وقّعت ماليزيا وروسيا اتفاقية تعاون في مجال التربية والثقافة الإسلامية، تنص على تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الثقافة الإسلامية والتربية الإسلامية ودراسة الإسلام والأديان الأخرى.


أحد الأمثلة البارزة على هذا التعاون هو إنشاء فرع في ماليزيا لمعهد الحضارة الإسلامية التابع لمعهد موسكو الإسلامي، وتم افتتاح الفرع في عام 2017، وهو مصمم لدراسة الإسلام ونشر المعرفة عنه في ماليزيا ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.


بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من برامج التبادل الطلابي في روسيا وماليزيا تسمح للشباب بدراسة الثقافة والتقاليد الإسلامية في البلدان الأخرى. كما أن العديد من الجامعات الماليزية تتعاون مع المؤسسات التعليمية الروسية، وتقدم برامج تعليمية في مجال الثقافة الإسلامية وعلم الدين.


بشكل عام، العلاقات بين روسيا وماليزيا في مجال التعليم تتطور وتتوسع. إن التعاون بين البلدين في مجال التعليم لا يساهم فقط في توسيع المعرفة حول الدين والثقافة، بل يساعد كذلك في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين بين شعبيّ البلدين.

 


مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الاسلامي"
الصورة: مجلس الأعمال الروسي- أسيان