"كان القصد من تغريدة البيت الأبيض الأمريكي حول الانتصار على النازية، التقليل من أهمية البيان المشترك الذي تبناه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، الذي صدر أواخر نيسان/ أبريل الماضي في ذكرى التقاء القوات السوفيتية والأمريكية على نهر إلبه بألمانيا".
وجاء ذلك على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع برنامج "المساء مع فلاديمير سولوفيوف" على القناة التلفزيونية "روسيا -1".
وقالت ماريا زاخاروفا: لقد تم هذا كله لسببين. أولا، هذه بطبيعة الحال، الرغبة في التقليل من تأثير البيان المشترك لرئيس روسيا ورئيس الولايات المتحدة والذي خصص للاجتماع بشأن إلبه. وهذه التغريدة، كما نفهمها، كان من المفترض أن تقوم بهذا التأثير. وهو أن الصف لم يتوحد".
وأشارت زاخاروفا إلى أن مهمة البيان المشترك للرئيسين كانت لتوحيد الصف بين الدول، بينما تغريدة البيت الأبيض كانت بهدف استثناء بعض البلدان المنتصرة إلا اثنين فقط، ونسيان تماما أن وراء هذا النصر أشخاص وجنود ومدنيون وعاملون خلف الصفوف والملايين من الناس.
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن السبب الثاني لمثل هذا السلوك من الجانب الأمريكي هو محاولات شن حرب إعلامية، والتي تتم بشكل منظم لإعادة كتابة التاريخ.
وأضافت: "لدينا نقاش جاد مع الجانب الأمريكي حول كل هذه القضايا". وقالت: "سيتم اختيار النموذج المناسب والملائم".
واختتمت قائلة: إن مثل هذه التغريدات ليست فقط إعادة كتابة لتاريخ العالم، وتاريخ الحرب العالمية الثانية، بل هي إعادة كتابة لتاريخ الولايات المتحدة نفسها.
يُذكر أن البيت الأبيض نشر سابقا على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية، مصحوبا بالنص: "في 8 مايو 1945، هزمت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى النازية. الروح الأمريكية ستنتصر دائما".
وفي 25 نيسان/ أبريل، في نفس الوقت، تبنى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب بيانا مشتركا بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاجتماع القوات السوفيتية والأمريكية في إلبه.
وأكدت الوثيقة أن هذا الاجتماع أصبح "نذيرا لهزيمة حاسمة للنظام النازي"، وكان تتويجا لـ"الجهود الهائلة للعديد من الدول والشعوب"، التي اتحدت في إطار إعلان الأمم المتحدة لعام 1942.
كما وصف زعيما البلدين "روح إلبا" بأنها مثال على الكيفية التي "تستطيع بها بلادنا وضع الخلافات جانبا، وبناء الثقة والتعاون من أجل هدف مشترك".