"تعتبر روسيا الاتصالات التي أجراها وفد حركة طالبان (المحظورة في روسيا الاتحادية) الراديكالية، والتي استولت على السلطة في أفغانستان، مع مسؤولي دول أجنبية، والتي انعقدت في العاصمة أوسلو الأسبوع الماضي، أنها خطوة نحو الاعتراف بالحركة"، وذلك بحسب ما أعلن عنه في مؤتمر صحفي، نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي زايتسيف، اليوم الخميس 27 يناير/كانون الثاني 2022.
وقال أليكسي زايتسيف: "نعتبر هذه اللقاءات من جهة على أنها خطوة نحو الاعتراف الدولي بحركة (طالبان)، ومن جهة أخرى، حركة نحو زيادة الثقة بين النظام الحاكم في كابول وممثلي الأوساط الاجتماعية والسياسية الأفغانية الأخرى".
وأشار زايتسيف إلى أن "طالبان" التقت في أوسلو ليس فقط بممثلي الدول الأجنبية، وإنما أيضا مع نشطاء المجتمع المدني الأفغاني، لافتاً إلى أنه "سنرى أنه من المناسب في المستقبل مواصلة حوار حركة (طالبان) مع النشطاء المدنيين مباشرة على أراضي أفغانستان".
هذا وأشار المسؤول الروسي أيضاً إلى أن موسكو على استعداد لتوفير منصة للمفاوضات بين "طالبان" والقوى السياسية المعارضة، موضحاً "إننا مستعدون لتوفير منصة موسكو للمفاوضات بين الأطراف الأفغانية المُهتمة، من أجل تسهيل استكمال عملية السلام بين الأفغانيين على وجه السرعة".
هذا وقد انعقد الاجتماع المذكور في العاصمة النرويجية - أوسلو في الفترة من 23 إلى 25 يناير/كانون الثاني الجاري 2022.
الوضع في سوريا
وفي سياق آخر، أشار نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية، إلى أن الولايات المتحدة والسلطات الكردية لا تتعامل مع ضمان الأمن في الأراضي السورية الخاضعة لسيطرتهم، "وهذا ما تؤكده الهجمات الإرهابية".
وقال أليكسي زايتسيف: "من الواضح أنه لا الأمريكيون ولا السلطات الكردية المحلية هم على مستوى مهمة توفير الأمن الموثوق به في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا. نحن نجدد التأكيد على موقفنا المؤيد لضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، واستعادة سيطرة السلطات الشرعية على جميع مناطق البلاد بعد انسحاب الوحدات العسكرية الأجنبية المنتشرة هناك بشكل غير قانوني من سوريا. إن هذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء نهائياً على وجود الإرهاب الدولي على الأراضي السورية، وضمان الاستقرار والأمن المستدامين في سوريا وحولها".
إلى ذلك، ذكّر المتحدث باسم الدائرة الدبلوماسية بالحادثة الأخيرة في مدينة الحسكة السورية، حيث هاجم مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش - المحظور في روسيا الاتحادية) سجن الصناعة الذي كان يضم موقوفين إرهابيين.
وفي التفاصيل، تمكّن المسلحون من تحرير الأسرى والحصول على موطئ قدم لهم في مناطق سكنية قريبة. ورداً على ذلك، شنّت الوحدات الكردية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بدعم من الطيران العسكري الأمريكي، عملية تطهير في المناطق التي يحتلها الإرهابيون.
وأضاف أليكسي زايتسيف: "ونتيجة للغارات الجوية الأمريكية على مواقع المسلحين الذين أبدوا مقاومة شرسة، تم تدمير مبنى كلية التكنولوجيا وكلية الاقتصاد في الجامعة المحلية، ودُمر أيضاً مستودع للوقود. وقد تكبد الطرفان خسائر كبيرة، مبيناً أنه "هناك ضحايا بين المدنيين".
وبحسب زايتسيف فإن الهجوم الناجح لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على سجن الصناعة "أصبح دليلاً آخر على فشل الجيش الأمريكي، الذي، بحسب مسؤولين في واشنطن، يتواجد هناك من أجل القضاء النهائي على (داعش)، ومئات الإرهابيين الذين تم إطلاق سراحهم يشكلون بلا شك تهديدا أمنياً، ليس فقط لسوريا، وإنما لدول أخرى في المنطقة وخارجها كذلك".
بيان دمشق
وفي هذا الصدد، لفت أليكسي زايتسيف الانتباه إلى البيان الرسمي لوزارة الخارجية السورية، بشأن الأحداث التي وقعت في الحسكة حيث أطلقت دمشق على هجوم المسلحين والإجراءات الانتقامية للتشكيلات الكردية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مُسمّى"الجرائم التي أدت إلى اندلاع الحرب في سوريا، ومقتل والنزوح الجماعي للسكان المحليين، فضلاً عن التدمير الكبير الذي لحق بالبنية التحتية المدنية".
وأضاف أن "دمشق وصفت تصرفات الولايات المتحدة بطريقة مماثلة، مع التركيز بشكل خاص على الطبيعة الهمجية للغارات الجوية الأمريكية".
إلى ذلك، شدّد البيان على أن السلطات السورية، ورغم الظروف الصعبة التي سببتها في الأساس العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، قامت بتقديم كل مساعدة ودعم مُمكن للمواطنين الذين فروا من منطقة القتال.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس