يركز الوسطاء المشاركون في المفاوضات لحل الصراع في قطاع غزة حالياً على صياغة اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن العملية معقدة بسبب الافتقار الكبير للثقة بين حركة "حماس" وإسرائيل، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية - ماجد بن محمد الأنصاري اليوم الخميس 29 أغسطس/آب 2024.
وقال الأنصاري في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، إن قطر تتوسط بين "حماس" وإسرائيل منذ عام 2006، لكن الوضع لم يكن معقداً إلى هذا الحد من قبل، هناك انعدام كامل للثقة، وعلينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار خطورة الصدمة التي تعرض لها الإسرائيليون منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والأربعين ألف فلسطيني الذين قتلوا.
وفي معرض حديثه عن المشاورات الجارية، أشار الأنصاري إلى أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" - إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران في 31 يوليو/تموز "أبطأ كل شيء". وعلى الرغم من هذه التحديات، تظل الدوحة واثقة من أن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيمنع التصعيد المحتمل"، منوّهاً بأن قطر تبقي إيران على اطلاع بالمشاورات و"حثتها على عدم توسيع الحرب".
كما أكد المتحدث الرسمي أن الوسطاء حالياً يعلمون على تحسين صياغة اتفاق وقف إطلاق النار الذي قد يكون مقبولاً لكل من "حماس" وإسرائيل.
وأوضح الأنصاري أن قطر تعمل الآن على "وثيقة جسر" اقترحتها الولايات المتحدة، والهدف هو إيجاد لغة يمكن قبولها من قِبَل الجانبين، وإن الفاصلة الخاطئة أو كلمة واحدة غير مدققة بعناية يمكن أن تؤخر العملية برمتها، مشيراً إلى أن المفاوضات بعيدة كل البعد عن التوصل إلى اتفاق نهائي.
هذا وقد أجريت محادثات وقف إطلاق النار ومناقشات حول إطلاق سراح الرهائن في العاصمة القطرية في 15 و16 أغسطس الجاري، فيما تمت الإشارة عبر بيان مشترك صادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة في أعقاب هذه المشاورات إلى أن المحادثات تمت في جو إيجابي. وخلال هذه الجولة من المحادثات، قدمت الولايات المتحدة، بدعم من قطر ومصر، اقتراحاً يهدف إلى سد الفجوة بين "حماس" وإسرائيل، لكن "حماس" انتقدت المبادرة الأميركية، وأكدت أنها لا تخدم سوى مصالح إسرائيل.
وعقدت الجولة التالية من المشاورات في القاهرة في 25 أغسطس الجاري. وفي أعقاب لقاءات مع وسطاء من مصر وقطر، أعلن المتحدث باسم "حماس" - عزت الرشق، أن وفد الحركة غادر القاهرة، مؤكداً مطالبها بأن تلتزم إسرائيل بالشروط التي اتفقت عليها الحركة في 2 تموز/يوليو الماضي.
هذا وقد استأنفت مجموعات عمل الوسطاء اجتماعاتها في العاصمة القطرية - الدوحة يوم أمس الأربعاء 28 أغسطس.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Al Jazeera English/Creative Commons 2.0
المصدر: تاس