Ru En

الدول "الضامنة" لعملية "أستانا" تستنكر الهجمات العسكرية الإسرائيلية في سوريا

٢٢ ديسمبر ٢٠٢١

أكدت الدول "الضامنة" للتسوية السورية، روسيا وإيران وتركيا، عزمها على عقد القمة بصيغة "أستانا" حالما تسمح الظروف بذلك. وجاء ذلك في بيانهم المشترك عقب نتائج الاجتماع الدولي السابع عشر حول سوريا بصيغة "أستانا"، اليوم الأربعاء 2021.

 

وجاء في البيان المشترك لتلك الدول: "كررت (الأطراف) الاتفاق، المنصوص عليه في البيان الختامي للقمة في 1 يوليو/تموز 2020، على عقد القمة الثلاثية المقبلة في جمهورية إيران الإسلامية بمجرد أن تسمح الظروف بذلك".

 

وبالإضافة إلى ذلك، أكدت الأطراف عزمهما تنظيم الاجتماع الوزاري المقبل بصيغة "أستانا"، وكذلك عقد الاجتماع الدولي الثامن عشر حول سوريا في نور سلطان على مستوى ممثلي الدول في النصف الأول من العام المقبل 2022، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الصحي والوبائي.

 

 

الحرب على الإرهاب

 

وفي بيانها الختامي أيضا، دانت روسيا وإيران وتركيا تنامي النشاط الإرهابي في مناطق متفرقة من سوريا، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية المدنية. وفي هذا الصدد، أكدت الدول "الضامنة" لصيغة "أستانا" على ضرورة التعاون من أجل القضاء نهائيا على كافة الجماعات الإرهابية في البلاد.


كما بحثت الأطراف بشكل مفصّل الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، واتفقت على بذل المزيد من الجهود لتحسين الوضع الإنساني فيها وحولها.
إلى ذلك، تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على السلام على الأرض من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات القائمة بشأن إدلب.

 

هذا وتم الإعراب من قبل الأطراف كافة عن القلق البالغ إزاء تزايد الوجود والنشاط الإرهابي - لتنظيم "هيئة تحرير الشام" (أحد أسماء تنظيم جبهة النصرة المحظورة في روسيا الاتحادية) وغيرها من التنظيمات الإرهابية التابعة لها، المعترف بها على هذا النحو من قبل مجلس الأمن الدولي - والذي يهدد المدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب".

 

 

الوضع الإنساني في سوريا

 

كما ذكر البيان المشترك، رفض روسيا الاتحادية وإيران وتركيا العقوبات الأحادية الجانب المغروضة ضد سوريا، كما أعربت عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني وتأثير جائحة فيروس كورونا الذي يعقد الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.


كما ورد في البيان الثلاثي: "من أجل دعم تحسين الوضع الإنساني في سوريا وإحراز تقدم في عملية التسوية السياسية؛ تمت دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى زيادة المساعدة لسوريا من خلال تنفيذ مشاريع التعافي المبكر والصمود، بما في ذلك ترميم البنية التحتية الأساسية - مرافق المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات، وكذلك فيما يتعلق بإزالة الألغام للأغراض الإنسانية وفقا لقواعد القانون الدولي الإنساني".


وفي السياق السوري ذاته، أدانت الدول الثلاثة الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في سوريا ط، والتي "تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سوريا والدول المجاورة وتهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، وتمت دعوتها إلى التوقف عن القيام بذلك".


وجاء في الوثيقة المشتركة: "شددوا على أن استخدام إسرائيل للطائرات المدنية كغطاء للعدوان على الأراضي السورية هو انتهاك صارخ للقواعد الدولية ويعرض حياة المدنيين للخطر".

 

 

أجندة جنيف

 

كما شدّدت الدول "الضامنة" في بيانها على أهمية دور اللجنة الدستورية السورية في جنيف؛ مشيرة إلى عزمها على دعمها من خلال التفاعل بين الأطراف السورية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن.


وجاء في البيان: "لاحظنا انعقاد الاجتماع السادس للجنة الدستورية السورية في جنيف  - سويسرا يوميّ 18 و22 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ودعونا إلى عقد الاجتماع السابع في وقت مبكر عبر نهج بنّاء من الأطراف السورية".


وتابع بيان الدول الضامنة: "أعربنا عن قناعتنا بضرورة امتثال اللجنة في عملها للاختصاصات والقواعد الإجرائية الأساسية حتى تتمكن اللجنة من أداء مهمتها في إعداد وصياغة إصلاح دستوري يخضع لموافقة الشعب وإحراز تقدم في أنشطتها، مسترشدة بالرغبة في التسوية والتفاعل البنّاء دون تدخل خارجي وفرض مواعيد نهائية من الخارج من أجل تحقيق اتفاق مشترك بين أعضائها".

 

 

عودة اللاجئين

 

وفي سياق آخر متصل بمسألة اللاجئين السوريين، شددت أطراف "أستانا" على ضرورة تعزيز العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً إلى أماكن إقامتهم في سوريا، وضمان حقهم في العودة وحقهم في الحصول على الدعم.


"وفي هذا الصدد، دعت هذه الأطراف المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة اللازمة للاجئين السوريين والنازحين داخلياً وأكدت من جديد استعدادها لمواصلة التواصل مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمات الدولية المتخصصة الأخرى".


هذا ورحّبت روسيا الاتحادية وإيران وتركيا بعملية تبادل الأسرى بين الأطراف في 16 ديسمبر 2021، وأشارت إلى أن هذه العملية أكدت عزم الدول الضامنة على تكثيف وتوسيع التفاعل في إطار مجموعة العمل. "(الأطراف) اتفقت على ضرورة تكثيف العمليات المستقبلية للإفراج عن المعتقلين، وتوسيع أنشطة مجموعة العمل من خلال النظر في نقل جثث الموتى والتعرف على المفقودين".

 


مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Фото: Creative Commons
المصدر: تاس