Ru En

السلطات الليبية توجه التهم إلى اثنين من الروس بمحاولة التأثير على الانتخابات

١٨ مايو ٢٠٢٠

وجه النائب العام في حكومة الوفاق الليبية التهمة بشكل رسمي للمواطنين الروس مكسيم شوغالي وسامر سويفان، اللذين تم اعتقالهما في وقت سابق.

 

وجاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة "ريا نوفوستي" مع محامي المتهمين، محمد إياد.

 

يعتبر مكسيم شوغالي وسامر سويفان، من موظفي الصندوق الوطني لحماية القيم الروسية، وتم اعتقالهما في أيار/ مايو 2019.

 

وكان رئيس إدارة التحقيقات الجنائية الليبي، الصديق السر، قد أبلغ وكالة "ريا نوفوستي" في وقت سابق أن هذا الاتهام يرجع ربما إلى "محاولة المتهمين التأثير في نتائج الانتخابات المقبلة"، والتي أصبحت في النهاية النقطة الرئيسية في لائحة الاتهام.

 

وفي الوقت نفسه، أصر رئيس الصندوق الروسي، ألكسندر مالكيفيتش، على أن موظفيه كانوا جزءا من مجموعة بحثية وانخرطوا بشكل حصري في المسوحات الاجتماعية، ودراسة الوضع الإنساني والثقافي والسياسي في ليبيا.

 

وقال محامي المواطنين الروس إنهم اتُهموا رسميا في فبراير/ شباط بـ "محاولة التدخل في الانتخابات الليبية" واللقاء مع (نجل الزعيم السابق) سيف الإسلام القذافي.

 

وقال المحامي "القضية ما زالت قيد التحقيق، ولم تكن هناك محاكمة بعد"، مضيفا أنه زار شوغالي وسويفان عدة مرات في السجن. وآخر مرة تمت فيها هذه الزيارة في مارس/ آذار.

 

وكانت حالتهم البدنية طبيعية، أخبروني أن إدارة السجن تعاملهم معاملة حسنة، وأنا شخصيا شاهدت ذلك".

 

وفي الوقت نفسه، يعاني الروس، بحسب المحامي، من أمراض مزمنة، حيث يعاني شوغالي من مشاكل في ضغط الدم، كما يعاني سويفان من مرض السكري. وفي السجن، "يأخذون الأدوية اللازمة لهذه الأمراض".

 

أما فيما يتعلق بإمكانية اللقاء بهم، فكلما طلبت من النائب العام مقابلة، تُعطى هذه الموافقة. وأضاف المحامي إياد "بمجرد أن تكون هناك حاجة للقائهم معهم في المستقبل، سألتقي بهم، ولا تحدث مشاكل في هذا الصدد".

 

وبحسب المحامي، من الصعب أن نقول الآن متى "ستبدأ محاكمة المواطنين الروس، بل والأكثر من ذلك توقع متى سيكونون أحرارا".

 

يعتقد المحامي أن القضية "اكتسبت دلالات سياسية لا داعي لها"، ونصح الدبلوماسيين الروس بمحاولة "إرسال طلب مباشر إلى المدعي العام الليبي".

 

وأكد "شخصيا، أتمنى أن تكون الجهود الدبلوماسية في هذا الأمر أكثر فعالية".

 

والمواطنون الروس المحتجزون في السجن في قاعدة عسكرية على أراضي مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، التي تسيطر عليها قوة الرد السريع. وهناك مجموعة عسكرية مؤثرة وكبيرة تابعة رسميا للمجلس الوطني الانتقالي، يقودها أحد قادة السلفيين، عبد الرؤوف كاره.

 

يُذكر أن المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف قال إن موسكو تتخذ خطوات لتوضيح أسباب اعتقال روسيين في ليبيا.

 

كما أن وزارة الخارجية والسفارة في ليبيا على اتصال بالسلطات في طرابلس وتعمل على اتخاذ تدابير لتزويد المواطنين المحتجزين بالمساعدة القنصلية اللازمة.

 

وبعد إسقاط واغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، تسود سلطة مزدوجة في ليبيا. ويتمركز البرلمان الذي ينتخبه الشعب في الشرق، وفي الغرب، في العاصمة طرابلس، تحكم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

بينما تعمل سلطات الجزء الشرقي من البلاد بشكل مستقل عن طرابلس وتتعاون مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي لم يتوقف عن محاولة الاستيلاء على طرابلس منذ نيسان/ أبريل 2019.

 

وتلعب روسيا أحد الأدوار المهمة في حل الأزمة الليبية، وتعمل كوسيط وتحاول الحفاظ على العلاقات مع جميع أطراف النزاع.