أكد رئيس المجمع الديني لمسلمي روسيا الاتحادية، المفتي ألبير كرغانوف، تأييد المسلمين للمبادرة التي أعلنتها "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية" بإدراج ذكر "الإيمان بالله" في قائمة القيم التقليدية لروسيا الاتحادية.
وأشار المفتي كرغانوف، اليوم الإثنين 7 فبراير/شباط 2022، إلى أنه "في الوقت الذي يدعم هذا مشروع أسس سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية وتعزيزها، وهذه بذاتها مطلوبة بشدة في المجتمع".
ولفت رئيس المجمع الديني لمسلمي روسيا خلال مناقشة جرت في "الغرفة العامة لروسيا الاتحادية" بشأن مشروع أسس سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروسية التقليدية وتعزيزها، إلى أن "مسوّدة الوثيقة التي نوقشت اليوم مطلوبة من قبل حياة المجتمع نفسها، وقد تم العمل عليها منذ فترة طويلة على خلفية التدهور الملحوظ في المجال الروحي والأخلاق. إن تاريخ الألف عام للإسلام وشعوبنا، أدبنا وفنّنا - كل شيء يتخلله الأسس الدينية والروحية، وبهذا المعنى لوصف وتوضيح عبارة "الإيمان بالله" في وثيقتنا، نعتقد أنها ستكون صحيحة للغاية".
وبيّن المفتي ألبير كرغانوف في هذا الخصوص، أنّ قراءة مسودة الوثيقة تجعله يعتقد أن مطوريها "قللوا قليلاً من خبرة الألف عام وإمكانات الديانات التقليدية الروسية في تشكيل الأسس الروحية والأخلاقية للمجتمع."
وبذلك، أشار المفتي في كلمته إلى "ارتباط واستمرارية" المشروع قيد المناقشة مع وثيقة "مجلس الشعب الروسي العالمي" للعام 2011، حيث تمت بالفعل صياغة قائمة تقريبية للقيم الأساسية للمجتمع الروسي واقتُرحت لمناقشتها على نطاق واسع، وبحسب كرغانوف "يمكن استخدام بنود هذه الوثيقة في إعداد مسودة جديدة".
واختتم المفتي كرغانوف: "ينبغي الترحيب ودعم اهتمام الدولة بسياسة الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية وتعزيزها، ولكن تشكيل مثل هذه السياسة، وتقديمها في الوثائق ذات الصلة، يتطلب بالطبع المزيد من الاهتمام والمؤهلات والمسؤولية. أعبّر عن ثقتي الراسخة في أن ظهور نظام القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية قادر على توحيد بلدنا متعدد الجنسيات والأديان، وتعزيز وحدتنا وتماسكنا، وتحديد الآفاق الاستراتيجية للتنمية المستقرة والمستدامة للوطن مشترك".
يُشار إلى أنه خلال نقاش في الغرفة المدنية، قال فلاديمير ليجويدا، رئيس قسم السينودس في بطريركية موسكو للعلاقات بين الكنيسة والمجتمع والإعلام إنه "من المهم جداً إدراج ذكر الإيمان بالله أو الإيمان الديني في قائمة القيم التقليدية".
حول مشروع أساسيات سياسة الدولة للحفاظ على القيم التقليدية
الجدير بالذكر أنه في وقت سابق، تم تطوير نسخة من الأساسيات الجديدة لسياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية وتعزيزها، من قبل معهد الأبحاث الروسي للتراث الثقافي والطبيعي "ليخاتشيفا".
وقد شدّد معهد التراث على أن نسخة الوثيقة ليست نهائية وستستمر مناقشتها في مواقع مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان والغرفة العامة لروسيا الاتحادية وفي حالات أخرى.
أما في النسخة الحالية، تشير الوثيقة، المنشورة على البوابة الفيدرالية لمشروع القوانين التنظيمية، إلى عدد من القيم التقليدية "الحياة، والكرامة، وحقوق الإنسان والحريات، والوطنية، والمواطنة، وخدمة الوطن والمسؤولية عن ذلك".
إضافة إلى "القدر، والمثل الأخلاقية السامية، والأسرة القوية، والعمل الإبداعي، وتقديم الروحانية على المادية، والإنسانية، والرحمة، والعدالة، والروح الجماعية، والمساعدة المتبادلة والاحترام المتبادل، والذاكرة التاريخية واستمرارية الأجيال، ووحدة شعوب روسيا".
كما أن تهديد القيم التقليدية، بحسب واضعي المشروع، "يحمل أنشطة المنظمات المتطرفة والإرهابية، وأعمال الولايات المتحدة وحلفائها، والشركات متعددة الجنسيات، والمنظمات الأجنبية غير الهادفة للربح".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس