أكد رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المفتي ألبير كرغانوف، في تصريح لوكالة "نوفوستي"، أن قرار إيمانويل ماكرون بعدم رفض نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي مُحَمّد "هو استفزاز ضد العالم الإسلامي بأسره".
وفي وقت سابق وردت في بعض وسائل الإعلام معلومات تفيد بأن ماكرون حثّ على "عدم التخلي عن الرسوم الكرتونية للنبي مُحَمّد" بسبب الاحتجاجات التي جاءت بعد مقتل مدرس فرنسي لمادة التاريخ.
وتسبب تصريح ماكرون في رد فعل سلبي في العالم الإسلامي. وعلى سبيل المثال، وصف مفتي الشيشان الشيخ صلاح حاجي ميجييف تصرفات الزعيم الفرنسي بأنها "تهجم على الإسلام". وبحسب المفتي، أمر ماكرون بتعليق الرسوم الكاريكاتورية للنبي على المباني الحكومية في البلاد.
وقال كرغانوف: "إن قرار الرئيس الفرنسي بعدم رفض نشر رسوم كاريكاتورية للنبي مُحَمّد عشية ذكرى المولد النبوي هو بمثابة استفزاز للعالم الإسلامي بأسره. هكذا كان ينظر إليه".
ووفقا له، فإن العالم الإسلامي كله "غاضب من هذا التصرف". ويمكن لقادة الطوائف الأخرى أن يُظهروا قلقهم بشأن الوضع في فرنسا.
وأضاف المفتي: "بدلا من اتخاذ مسار حكومي لحماية حقوق المؤمنين ومحاربة المجرمين، ويتخذ السياسيون مثل ماكرون قرارات تسيء إلى مليارات المسلمين. أي مؤمن سيدين الرسوم الكاريكاتورية للنبي مُحَمّد، لأن محبة الرسول هي أساس إيماننا".
وأشار في الوقت ذاته إلى أن المسلمين يدينون قاتل المدرس الفرنسي لأن "قتل الناس حرام في ديننا". وفي رأيه، يمكن للمؤمنين المسلمين أن يكونوا حلفاء للدولة، لأن لديهم موقفا سلبيا تجاه المجرمين، لأن هؤلاء في الواقع "يعارضون القيم الإسلامية التقليدية".
وشدّد كرغانوف: "كنت في المدن الفرنسية، و التقيت بأئمة محترمين، هؤلاء هم وطنيون لفرنسا وملتزمون بالقانون. ومع ذلك، بهذه الإجراءات، سوف تبعد الحكومة الفرنسية عنها المؤمنين المسلمين الذين يمكن أن يدعموا الدولة في محاربة المتطرفين".
وأشار إلى أنه يمكن الحفاظ على العلاقات بين الأديان في إطار الأخلاق والقانون إذا تم التعامل مع الطوائف باحترام.
وخلص محاور الوكالة إلى القول: "يمكننا أن نشارك السلطات الفرنسية تجربة بناء العلاقات بين الأديان في روسيا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي للجمعية الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية