أكد المندوب الروسي الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، أن روسيا قلقة من الوضع حول ما يسمى بالملف الكيميائي السوري. وصرّح شولغين بذلك خلال كلمته يوم أمس الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، أمام الدورة الـ 96 للمجلس التنفيذي للمنظمة.
وقال الدبلوماسي الروسي: "لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الكيفية التي تسير بها الأمور". وبحسب قوله، فإن "دمشق الرسمية تظهر انفتاحاً واستعداداً غير مشروط للتعاون الوثيق مع الأمانة الفنية للمنظمة، كما يتضح من الجولة التالية من المشاورات الثنائية التي عقدت في اليوم السابق".
وأضاف: "لكن هناك قوى تحاول بشكل مصطنع إبطاء إزالة المسائل من أجندة المنظمة، التي استنفد النقاش حولها، واتباع ازدواجية المعايير، وتطالب السوريين بمطالب غير مفروضة على دول أخرى".
وشدّد المندوب الدائم على أن "روسيا تؤيد مثل هذا النوع من العمل الذي يسهّل البحث عن حلول لجميع القضايا المفتوحة المتعلقة بالإعلان السوري" - من الواضح أنه بوجود الإرادة السياسية لجميع المشاركين في هذه العملية، يمكن تحقيق المزيد من التقدم التدريجي في هذا الاتجاه.
كما أظهر الإغلاق الأخير لعدد من الموضوعات المهمة، أنه من الضروري عدم تحويل التركيز نحو السلبية، وإنما تشجيع الديناميكيات الإيجابية على هذا المسار بكل طريقة ممكنة".
وفي إطار منفصل، تطرق ألكسندر شولغين إلى لجنة "مهمة تقصي الحقائق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا"، وشدّد على أن الجانب الروسي "يصر على ضرورة أن تعمل البعثة بشكل صارم في إطار اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأن تتخلى عن التحقيقات البعيدة غير السليمة والمشكوك فيها".
وأضاف المندوب الروسي الدائم أن "التلاعبات التي تم الكشف عنها في التقرير النهائي عن الحادثة التي وقعت في مدينة دوما السورية ألحقت أضرارا جسيمة بالمنظمة".
ومن هذا المنطلق، دعا شولغين الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى النظر في ما حدث، "لأن الصمت والتقليل من شأنه يلقي بظلال من الشك على عمل بعثة تقصي الحقائق وعلى حوادث أخرى في سوريا"، مذكراً بنشر عدد من المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك "الخوذ البيضاء"، تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما بسوريا بتاريخ 7 ابريل/ نيسان 2018.
الجدير بالذكر أن ممثلي المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، قاموا بإجراء الكشف على مدينة دوما في 9 ابريل/نيسان 2018، لكنهم لم يعثروا على آثار استخدام الأسلحة الكيميائية هناك. وأشار التقرير النهائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن حادثة دوما إلى استخدام مادة كيميائية سامة تحتوي على مادة الكلور كسلاح.
في الوقت نفسه، زعمت الوثيقة أن الأسطوانات التي تحتوي على مواد كيميائية وُجِدت في مكان الحادث قد سقطت من الهواء. ومع ذلك، في مايو/أيار 2020، ظهر مستند على الإنترنت يدعو إلى التشكيك في هذه الوثيقة.
وفي هذا الجانب، جادل أحد خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن هناك درجة عالية من الاحتمال بأنه تم وضع الأسطوانتين بشكل يدوي في موقع الهجوم، علماً أنه لم يتم تضمين هذه الاستنتاجات، التي تعزز وجهة النظر في روسيا وسوريا حول طبيعة الحادث في دوما، في التقرير النهائي للمنظمة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس