Ru En

اليوم... لقاء بوتين وعلييف وباشينيان في سوتشي

٣١ أكتوبر ٢٠٢٢

يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان محادثات ثلاثية في مدينة سوتشي اليوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

 

وبحسب بيان المكتب الصحفي للكريملِن، "من المقرر النظر في تنفيذ الاتفاقات الثلاثية بين قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 و 11 يناير/كانون الثاني و26 نوفمبر 2021، وهي بذلك خطوات أخرى لتعزيز الاستقرار والأمن في عبر القوقاز".

 

كما يتضمن جدول الأعمال مناقشة استعادة العلاقات التجارية والاقتصادية والنقل وتطويرها، كما أفاد الكريملِن إلى أنّه من المقرر أيضاً إجراء محادثات منفصلة بين بوتين وباشينيان وعلييف.

 

 

الموقف الروسي

 

يُشار إلى أن المبادر في هذا الاجتماع هو الجانب الروسي. وفي إطار الاستعدادات للاجتماع الثلاثي يوم الجمعة، 28 أكتوبر/تشرين الأول، عُقدت جلسة استثنائية لمجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. ثم أشار بوتين إلى أن موسكو تبذل قصارى جهدها لتحقيق تطبيع شامل وكامل للعلاقات بين باكو ويريفان.

 

ووفقاً للكريملِن، على الرغم من حقيقة أن جميع البلدان في وضع صعب إلى حد ما، فإن الجميع مهتم بكون القوقاز منطقة هادئة ونامية بشكل مطرد.

 

وأكد الرئيس الروسي أنّ الطريق الوحيد المُمكن والواقعي للسلام يُمكن أن يكون هو الطريق الذي يتم وضعه من خلال التقيّد الصارم من قبل الأطراف بجميع بنود البيانات المشتركة لقادة روسيا وأرمينيا وأذربيجان بتاريخ 9 نوفمبر 2020، 11 يناير 2021 و 26 نوفمبر 2021.

 

هذا وشدّد بوتين على أنّه "من خلال التنفيذ المتّسق لهذه الاتفاقات على وجه التحديد بشأن سبل ترسيم الحدود الأرمنية الأذربيجانية، وإلغاء حظر اتصالات النقل، وحل القضايا الإنسانية، يُمكن تحقيق تطبيع مستقر للعلاقات بين أرمينيا وأذربيجان"، معترفاً أن السؤال الوحيد هو كيفية إيجاد الحلول التي ستسمح في المستقبل بالتوصل إلى إبرام معاهدة سلام.

 

 

الموقف الأذربيجاني

 

في أذربيجان، لم يتم التعليق رسميا على الاجتماع الثلاثي المرتقب في سوتشي.

 

ومع ذلك، فإن التصريحات السابقة لقيادة البلاد تعطي فكرة عن الأجندة التي ستروج لها باكو في المفاوضات.

 

هذا وتؤيد أذربيجان البدء المبكر في العمل على معاهدة سلام مع أرمينيا.

 

وقال الرئيس إلهام علييف خلال الزيارة الأخيرة له إلى جورجيا إن "الوقت قد حان لتوقيع اتفاق سلام".

 

وحثّ من جانبه باكو يريفان على اتخاذ خطوات حقيقية في هذا الاتجاه و"عدم إطالة أمد العملية".

 

يُشار إلى أن الجانب الأذربيجاني سلّم يريفان، في مارس/آذار من هذا العام، مقترحات تتضمن خمسة مبادئ أساسية لتطبيع العلاقات بين البلدين.

 

وهي تشمل، من بين أمور أخرى، الاعتراف المتبادل من قبل الدول بالسيادة، ووحدة الأراضي، وحرمة الحدود والاستقلال السياسي، وتأكيد عدم وجود مطالبات إقليمية ضد بعضها البعض، والالتزام بعدم تقديم مثل هذه المطالبات في المستقبل، ورفض التهديدات باستخدام القوة.

 

بالإضافة إلى ذلك، خلال اجتماع 2 أكتوبر وزيري خارجية البلدين في جنيف، قدّمت أذربيجان العناصر الرئيسية لمعاهدة السلام للجانب الأرمني. وتدّعي باكو أنها لم تتلق بعد رداً من يريفان على هذه المبادرات.

 

كما صرّحت أذربيجان لصالح تسريع عملية ترسيم الحدود على أساس خرائط الحقبة السوفيتية.

 

وفي الوقت نفسه، تعتقد باكو أنه يجب حل القضية في إطار اللجان الوطنية التي أنشأها الجانبان، دون إشراك لاعبين خارجيين. ورفضت أذربيجان، في هذا الخصوص، نشر بعثة مدنية تابعة للاتحاد الأوروبي على جانبها من الحدود الأرمنية - الأذربيجانية، ووافقت على التعاون معها بقدر ما يهم باكو.

 

كما أنه من المفترض أن يثير الجانب الأذربيجاني مرة أخرى خلال المحادثات في سوتشي مسألة فتح طرق الاتصالات في المنطقة، بما في ذلك فتح ممر زانجيزور، والذي يجب أن يربط الجزء الرئيسي من البلاد مع جمهورية ناخيتشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي عبر الأراضي الأرمنية.

 

إلى ذلك، تؤكد باكو أن هذه هي إحدى النقاط الرئيسية في البيان الثلاثي لقادة أذربيجان وأرمينيا وروسيا بتاريخ 9-10 نوفمبر 2020، وهي تصر على وفاء يريفان بالتزاماتها المتعلقة بتوفير الممر.

 

 

موقف أرمينيا

 

بدورها، صرّحت الحكومة الأرمنية مراراً بأنها مستعدة لتوقيع اتفاقية سلام مع أذربيجان بحلول نهاية هذا العام، لكنها تتوقع اتخاذ خطوات فعّالة من باكو من أجل إحلال السلام في المنطقة.

 

وتتوقع يريفان في هذا الخصوص أن ترفض باكو "المبالغة في موضوع الممر عبر أراضي أرمينيا للتواصل مع ناخيتشيفان"، مما يمنع، وفقا للسلطات الأرمينية، تنفيذ البيان الثلاثي لقادة روسيا وأرمينيا وأذربيجان بتاريخ 9 نوفمبر 2020 بشأن وقف العمليات العسكرية في ناغورني قره باغ.

 

بدوره، أشار نائب رئيس وزراء الجمهورية مهير غريغوريان، متحدثاً في أستانا خلال اجتماع لرؤساء حكومات بلدان رابطة الدول المستقلة، إلى أنّه في بيان بتاريخ 9 نوفمبر 2020، تم استخدام مصطلح "الممر" حصرياً فيما يتعلق بممر لاتشين. الذي يضمن أمن السكان وحياة ناغورني قره باغ ولا علاقة له بموضوع فك القيود عن النقل في المنطقة".

 

وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع يريفان أن "القوات المسلحة الأذربيجانية ستغادر الأراضي الأرمنية المحتلة" المحتلة نتيجة الأعمال العدائية في مايو/أيار 2021 وسبتمبر/أيلول 2022 والعودة إلى مواقعها الأصلية.

 

كما صرّح رئيس وزراء أرمينيا مراراً بأن يريفان مستعدة بعد ذلك لبدء العمل على تحديد الحدود وترسيمها لاحقا، والذي ينبغي أن يستند إلى الوثائق الأساسية لرابطة الدول المستقلة من عام 1991.

 

كما تسعى أرمينيا إلى بدء حوار مباشر بين أرمن ناغورني قره باغ وأذربيجان تحت رعاية المنظمات الدولية التي ينبغي أن تضمن حقوقهم وحرياتهم وأمنهم.

 

من جهته، صرّح رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان يوم الجمعة أن أرمنيا وافقت في أوائل سبتمبر على العمل على أساس المبادئ والمعايير الأساسية، لإقامة العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، والتي قدمتها روسيا الاتحادية، وهي مستعدة لتأكيد ذلك في سوتشي. كما أعرب عن أمله في أن تدعم روسيا مقترحاتها.

 

وبحسب نيكول باشينيان، خلال اجتماع ثلاثي في سوتشي، فإنّه مستعد للتوقيع على وثيقة حول تمديد تفويض قوات حفظ السلام الروسية في ناغورني قره باغ لمدة 10 أو 15 أو 20 عاماً، وأضاف: "أقترح أن يأتي رئيس روسيا بمثل هذه المبادرة. ويمكنني تقديم هذا الاقتراح بنفسي، لكن على الجانب الروسي أن يؤيده"، وهكذا قال يوم السبت في مؤتمر حزب العقد المدني، مشيراً إلى أنه لا يستطيع حل مسألة تمديد التفويض من تلقاء نفسه، لأن هذه تعتبر وثيقة ثلاثية الأطراف.

 

 

 حول الاتفاقيات الثلاثية

 

لقد تصاعد الوضع حول ناغورني قره باغ في 27 سبتمبر/أيلول 2020، عندما بدأت الأعمال العدائية الفعلية هناك.

 

وفي 9 نوفمبر 2020، وقّع قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا بيانا مشتركا بشأن الوقف الكامل للمواجهات المسلحة في منطقة الصراع حول ناغورني قره باغ.

 

واستمرارا لعملية التسوية، التقيا في موسكو في 11 يناير/كانون الثاني 2021. ووقعت بياناً مشتركاً جديداً ينص على وجه الخصوص على فك الحظر عن جميع الاتصالات الاقتصادية وطرق النقل في المنطقة.

 

وفي الوقت نفسه، تم التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء مجموعة عمل ثلاثية على مستوى نواب رئيس الوزراء لحل هذه المهمة وغيرها من المهام.

 

وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، التقى القادة الثلاثة مرة أخرى، هذه المرة في سوتشي، واتفقا على اتخاذ خطوات لرفع مستوى الاستقرار والأمن على الحدود الأذربيجانية - الأرمنية، وناقشت أيضاً الحاجة إلى إنشاء لجنة ثنائية لتحديد الحدود مع ترسيمها اللاحق، وأعربت روسيا عن استعدادها لتقديم المساعدة الاستشارية بناء على طلب الطرفين.

 

كما وحدث تصعيد جديد للوضع على الحدود الأرمنية - الأذربيجانية ليلة 13 سبتمبر/أيلول 2022. وأدت الاشتباكات القتالية باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات دون طيار إلى سقوط العديد من الضحايا.

 

وفي 15 سبتمبر 2022، بقرار من لجنة الأمن والتعاون التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، أُرسلت بعثة منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى أرمينيا.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس