Ru En

باشينيان يجري محادثات مع إردوغان وعلييف في براغ

٠٦ أكتوبر ٢٠٢٢

يعتزم رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، اليوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في عاصمة جمهورية التشيك - براغ، وذلك على هامش قمة "المجموعة السياسية الأوروبية" وإجراء محادثات رباعية الأطراف مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف.

 

وبذلك، سيكون هذا أول لقاء بين قادة أذربيجان وأرمينيا بعد تصاعد التوتر والاشتباكات واسعة النطاق على حدود البلدين في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، في حين كانت آخر مرة أجرى فيها زعماء أرمينيا وأذربيجان محادثات في 31 أغسطس/آب في العاصمة البلجيكية - بروكسل، بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، علماً أنه لم يسبق لباشينيان وإردوغان أن اجتمعا من قبل.

 

هذا وكانت آخر مرة عقد فيها زعماء أرمينيا وتركيا اجتماعاً في عام 2009، عندما التقى الرئيسان آنذاك سيرج سركسيان وعبد الله غول في مدينة بورصة التركية خلال مباراة كرة قدم بين المنتخبين الوطنيين.

 

الاجتماع الرباعي

 

كما سيعقد الاجتماع الحالي مع علييف بمشاركة وسطاء من شخص شارل ميشيل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وستجري المفاوضات في مواجهة التقارير الناشئة باستمرار عن مناوشات جديدة على الحدود،  فضلاً عن الاتهامات المتبادلة بانتهاكات القانون الإنساني فيما يتعلق بأطر إساءة معاملة أسرى الحرب وجثث الجنود القتلى، التي أدت أيضاً إلى زيادة التوترات التي انتشرت على نطاق واسع في أوساط شبكات التواصل الاجتماعي الأذربيجانية والأرمنية في الأيام الأخيرة.

 

وفي هذا السياق، قال باشينيان يوم أمس الأربعاء في البرلمان الأرمني إنه على الرغم من الوضع الحالي، فإن حكومته ملتزمة بفكرة إحلال السلام في المنطقة.

 

وأضاف أنه "يرى خارطة الطريق التي يمكن من خلالها تحقيق السلام بين يريفان وباكو".

 

وأشار رئيس الوزراء الأرمني إلى أهمية الاعتراف بوحدة أراضي البلدين وفقا لاتفاقية إنشاء "رابطة الدول المستقلة" لعام 1991، وكذلك إقامة حوار مباشر بين جمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها وأذربيجان بمساعدة المجتمع الدولي.

 

وأكدت القيادة الأذربيجانية مراراً، بما في ذلك في الآونة الأخيرة، على الحاجة إلى تسريع عملية تطوير نص معاهدة سلام مع أرمينيا، وأعربت عن استعدادها للتوقيع على مثل هذه الوثيقة.

 

من جانبه أدلى الرئيس الأذريجاني بتصريح، يوم أمس الأربعاء، مفاده أن باكو تريد إنهاء العداء والكراهية وفتح صفحة جديدة في العالم.

 

وشدّد رئيس الدولة على "بعض التفاؤل" بشأن عملية السلام مع يريفان في ضوء اجتماع 2 أكتوبر بين وزيريّ الخارجية الأذربيجاني والأرمني جيهون بيراموف وأرارات ميرزويان "على جدول أعمال إعداد مسودة معاهدة سلام".

 

وقال إلهام علييف: "نأمل ألا يستغرق الأمر وقتا طويلاً"، موضحاً في الوقت نفسه أن محاولات أرمينيا لإطالة أمد العملية ستكون خطأً فادحاً آخراً من جانبها.

 

كما تحدث عن البداية المبكرة لعملية ترسيم الحدود مع أرمينيا والعمل النشط في هذا الاتجاه على أساس الوثائق والخرائط التاريخية، وكذلك الخبرة الدولية.

 

وتؤيد باكو جميع القضايا المتعلقة بترسيم الحدود الأرمنية - الأذربيجانية التي سيتم حلها في إطار لجنة ترسيم الحدود الثنائية.

 

وبحسب العديد من المحللين السياسيين، فإن الجانب الأذربيجاني لن يوافق على نشر مراقبين دوليين على حدود البلدين، وهو ما اقترحته يريفان.

 

 

اللقاء مع إردوغان

 

يمكن وصف المحادثات مع الرئيس بالمحادثات التاريخية - إذ لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين وهما في حالة مواجهة سياسية ودبلوماسية، لا سيما بسبب عدم رغبة تركيا في الاعتراف بحقيقة الإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية.

 

وذكرت صحيفة "صباح" التركية، الثلاثاء الماضي، نقلاً عن مصادرها، أن رجب طيب إردوغان سيلتقي مع نيكول باشينيان في العاصمة التشيكية - براغ اليوم الخميس 6 أكتوبر على هامش قمة "المجموعة السياسية الأوروبية".

 

وأشارت "صباح" إلى أنّه من المقرر خلال المحادثات مناقشة تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا.

 

وفي هذا الشأن، من المتوقع أن يعرض إردوغان على باشينيان عقد اجتماعات لممثلين خاصين بشأن تسوية العلاقات الثنائية في تركيا وأرمينيا، وليس على أراضي دول ثالثة.

 

بالإضافة إلى ذلك، سيقدّم الرئيس التركي مقترحات للحد من التوتر في المنطقة والتوقيع على معاهدة سلام بين أرمينيا وأذربيجان في أقرب وقت ممكن.

 

وأكد نيكول باشينيان نفسه يوم الأربعاء حقيقة أن الاجتماع كان قيد التحضير، لكنه لم يذكر أي شيء عن جدول الأعمال.

 

الجدير بالذكر أنه في عام 2021، عيّن البلدان ممثلين خاصين لتسوية العلاقات الثنائية. وعقد ممثلو تركيا وأرمينيا سلسلة من المفاوضات.

 

وفي اجتماع 1 يوليو/تموز في العاصمة النمساوية - فيينا، تقرّر ضمان إمكانية عبور الحدود البرية بين أرمينيا وتركيا، من قِبَل مواطني الدول الثالثة في أقرب وقت ممكن، وبدء النقل الجوي المباشر للبضائع بين تركيا وأرمينيا.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس وزراء أرمينيا

المصدر: تاس