Ru En

بايدن يبدأ جولته الأولى إلى الشرق الأوسط

١٣ يوليو ٢٠٢٢

بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الثلاثاء، أول جولة له إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه وتستمر ابتداءً من اليوم الأربعاء 13 إلى 16 يوليو/تموز 2022، حيث سيزور فيها إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية.


وأوضح الرئيس الأمريكي أنّه يعتبر هذه الرحلة مهمّة لجهة مواجهة روسيا والصين وهو ينوي خلالها السعي عند الدول العربية من أجل زيادة إنتاج النفط بهدف التقليل من تكلفته.


وأشار بايدن، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يوم 9 يوليو الجاري، يشرح أهداف الرحلة القادمة، إلى أن موارد الطاقة في الشرق الأوسط تعتبر مسألة "حيوية في التخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية"، ويزعم أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا هي من تسبّبت بها.


وقال الرئيس الأمريكي "نحن بحاجة لمواجهة العدوان الروسي، والتأكد من أنّنا في أفضل وضع للنصر في المنافسة مع الصين". وبحسب قوله، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى التفاعل مع عدد من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.


من حهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي حول تلك الجولة، إن الحاجة إلى "استمرار المشاركة المكثفة في الشرق الأوسط" مدفوعة جزئياً بـ "التنافس الجيوسياسي المتزايد حول العالم، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا".


وبحسب قوله، سيركّز الجانب الأمريكي خلال الرحلة على حقيقة أن دول "أوبك" بحاجة إلى ضمان إمدادات كافية من النفط في السوق العالمية.
كما أن الموضوعات الرئيسية الأخرى، وفقاً للبيت الأبيض، ستكون مسألة تطبيع علاقات إسرائيل مع دول أخرى في المنطقة، وتحسين علاقات واشنطن مع الفلسطينيين، ومواجهة إيران، وتعزيز أمن الطاقة والغذاء.

 



الدبلوماسية حول إسرائيل



يُشار إلى أن بايدن سيبدأ رحلته بزيارة إسرائيل. وسيلتقي رئيس الإدارة الأمريكية هناك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، والرئيس يتسحاق هرتسوغ، وممثلين عن المعارضة.


وحدّد سوليفان أن بايدن "سيتم اطلاعه على قدرات الدفاع الصاروخية الإسرائيلية، بما في ذلك منظومة "القبة الحديدية" المدعومة من الولايات المتحدة"، فضلاً عن نظام الليزر الجديد "الشعاع الحديدي".


وبحسب منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، يعتزم بايدن "إعادة التأكيد على الشراكة القوية والوثيقة والفعّالة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك للتأكيد على "الالتزام العميق" بأمن الدولة الإسرائيلية.


وقال سوليفان إن أحد الموضوعات الرئيسية للزيارة سيكون "اندماج إسرائيل العميق والواسع النطاق في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بإسرائيل والمملكة العربية السعودية". ووفقا له أيضاً، هناك "عمل نشط" ينبغي القيام به في هذا الاتجاه.


هذا وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت سابق أن إدارة واشنطن تدعم "اتفاقات إبراهيم" بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.


وفي إسرائيل، سيشارك بايدن في "قمة افتراضية رباعية مع قادة إسرائيل والإمارات والهند، مع التركيز على الأمن الغذائي".


ووفقاً لخطط البيت الأبيض، سيعقد بايدن أيضا مؤتمرا صحفيا في إسرائيل.


أما بالنسبة لقيادة الدولة الإسرائيلية، فإن الموضوع الرئيسي لزيارة بايدن المرتقبة سيكون الوضع حول برنامج إيران النووي، بحسب ما ذكره لبيد بتاريخ 10 يوليو/تموز.


من جهته، أكد الرئيس الأمريكي، في المقال الذي نشرته "واشنطن بوست"، أنه ينوي "الاستمرار في زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تصبح إيران مستعدة للامتثال للاتفاق النووي لعام 2015".


وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي في هذا الجانب إن أحد أهداف الرحلة هو "التنسيق فيما يتعلق بالتهديد المتعدد الأوجه من إيران"، لكنه لم يذكر تفاصيل.

 



الأموال لفلسطين



وبحسب البيت الأبيض، يتوقع بايدن أن تساعد الزيارة في تعزيز العلاقات الأمريكية - الفلسطينية.


وبذلك، من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي برئيس دولة فلسطين محمود عباس ويحضر "فعالية حول موضوع الصحة بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني الفلسطيني".


ولفت جيك سوليفان الانتباه إلى حقيقة أنه في ظل حكم بايدن "تمت استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، والتي تم قطعها فعليا" في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


وأشار مساعد بايدن إلى أن الإدارة "عملت مع الكونغرس لإعادة 500 مليون دولار من الدعم للفلسطينيين"، كما أنه من بين أهداف الجولة، بحسب سوليفان، "تقديم المساعدة المادية للفلسطينيين".


وبالإضافة إلى ذلك، يعتزم بايدن إعلان "دعم قوي لحل الدولتين مع تزويد الفلسطينيين بنفس الدرجة من الأمن والحرية والفرص".


وبحسب مصادر البوابة الإخبارية الأمريكية "أكسيوس"، فإن الرئيس الأمريكي سيُعلن خلال الرحلة عن تخصيص 100 مليون دولار لاحتياجات المستشفيات الفلسطينية، وتشجيع البلدان الأخرى على المساهمة بالأموال لتحقيق هذه الغاية.

 



الاستشارات في السعودية



الجدير بالذكر أنّ زيارة بايدن المُخطّط لها إلى المملكة العربية السعودية تمتلك اهتماماً خاصاً في الولايات المتحدة.


وبحسب جيك سوليفان فإن الزعيم الأمريكي "سيلتقي بالقيادة السعودية لتعزيز الشراكات، كما سيعقدون لقاءات ثنائية مع قادة عدد من دول الشرق الأوسط".


وينهي بايدن رحلته بحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي.


كما أنّه من المقرّر أن يعقد اجتماع المجلس في 16 يوليو في مدينة جدّة، كما تمت دعوة قادة مصر والأردن والعراق إليها. وقال جيك سوليفان إن الرئيس الأمريكي "سيدلي ببيان مُهم في هذه القمة حول استراتيجية إدارة بايدن ورؤيته لمنطقة الشرق الأوسط".


هذا وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعقيداً خطيراً منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.


وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أن ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان آل سعود، وافق شخصياً على عملية قتل خاشقجي، لأنه اعتبر الصحفي "تهديدا".


وفي الرياض، تم رفض استنتاجات واشنطن رفضاً قاطعاً، إلا أن الرئيس الأمريكي وعد أكثر من مرة بضمان تصنيف المملكة على أنها دولة مارقة.


بدروها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مارس/آذار الماضي، رفض ولي عهد المملكة العربية السعودية إجراء محادثة هاتفية مع جو بايدن، الذي أراد مناقشة الوضع حول أوكرانيا وإمكانية زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار العالمية للهيدروكربونات.


وبحسب ما جاء في بيان البيت الأبيض، سيعقد جو بايدن خلال جولته القادمة في الشرق الأوسط لقاء ثنائياً مع ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومن المتوقع أن يحضر المباحثات ولي عهد المملكة.


وينوي الرئيس الأمريكي مناقشة "عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية" من بينها "وقف إطلاق النار في اليمن".


هذا وفي الأسابيع الأخيرة، تساءل الصحفيون بصورة منتظمة كيف يعتزم بايدن، في ضوء التصريحات القاسية السابقة عن الرياض، إقامة حوار مع القيادة السعودية حول زيادة إنتاج النفط، وهو ما تحتاجه واشنطن بشدّة.


وقال بايدن في أواخر يونيو/حزيران إنه لن يطلب من القيادة السعودية زيادة المعروض من النفط. وأوضح أنه يتوقع زيادة إمدادات النفط للأسواق العالمية من جميع الدول والممالك في منطقة الخليج العربي.


وكما أشار جيك سوليفان يوم الاثنين الماضي، فإن بايدن "لا يندم على تصريحاته" بشأن السعودية. وفي الوقت نفسه، أكد أن إدارة الرئيس الأمريكي لم تسعى قط إلى قطع العلاقات مع الرياض، لكنها حاولت فقط "إعادة صياغتها".


كما أوضح سوليفان أن جو بايدن يسعى خلال الرحلة عند الدول المنتجة للنفط من أجل زيادة حجم الإمدادات. ووفقاً له، فإن الولايات المتحدة تصر على أنه "يجب أن يكون هناك إمدادات كافية في السوق العالمية"، بينما لم يدل مساعد رئيس الولايات المتحدة بتفاصيل بشأن هذه المشاورات، مؤكداً أن "مثل هذه النقاشات من الأفضل إجراؤها خلف الأبواب المغلقة".

 



ما الذي ينتظر أسواق النفط؟



وبحسب بن كاهيل، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، والمتخصص في قضايا أمن الطاقة، فإن "وضع الطاقة هو دافع مهم" لرحلة بايدن إلى الشرق الأوسط.


كما أشار الخبير في ندوة عبر الإنترنت، إلى أنه في ظل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار البنزين، والتي لها تأثير سلبي للغاية على شعبية الرئيس بايدن، فإن الرئيس الأمريكي "يريد استخدام كل الروافع المُمكنة لحل هذه المشكلة".


وفي حديثه عن آفاق توصل واشنطن إلى اتفاقات مع دول الشرق الأوسط بشأن إمكانية زيادة إنتاج النفط بعد الجولة، قال كاهيل: "الرئيس بايدن يحث السعودية والإمارات منذ شهور على زيادة إنتاج النفط. لا أعتقد أننا يجب أن نتوقع أي إعلانات مثيرة من هذه الرحلة" بحسب قوله.


وأضاف كاهيل: "أود أن أؤكد أن السعودية تريد حقا تنظيم سوق النفط من خلال (أوبك +)، وليس من خلال خطوات أحادية الجانب".


وأضاف كاهيل: "في العامين الماضيين، ركزت المملكة العربية السعودية حقا على الحفاظ على التماسك داخل (أوبك +)". وبحسب قوله، فإن المسؤولين في المملكة "يشعرون أنها جلبت الكثير من الفوائد، وقد ساعدهم هذا في التعامل مع التقلبات الكبيرة في سوق النفط منذ العام 2020".


وتابع الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قائلاً: "هم لا يريدون الذهاب بمفردهم، إن الحفاظ على التماسك داخل المنظمة هو بالفعل أولوية قصوى بالنسبة لهم".

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس