Ru En

بوتين في الكريملِن للتوقيع على قبول أربع أقاليم جديدة في مكون روسيا الاتحادية

٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢

يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2022، بالتوقيع على دخول أربعة مناطق جديدة إلى روسيا الاتحادية، وتُقام مراسم التوقيع في قاعة غيورغيفسكي بالكريملِن وبحضور نواب البرلمان.

 

وبذلك ستقام مراسم توقيع اتفاقيات دخول جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين إلى روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى منطقتي زابوروجيه وخيرسون الساعة 15:00 بتوقيت موسكو. وبالتالي، فإن عدد المناطق في البلاد سيرتفع إلى 89 منطقة، مع انضمام هذه المناطق الأربعة.

 

 

حفل التوقيع

 

إن مثل هذا الحدث داخل جدران قاعة غيورغيفسكي في الكريملِن في تاريخ روسيا الحديث لا تعتبر المرة الأولى. فقد أقيم حفل مماثل في 18 مارس/آذار 2014، عندما عادت شبه جزيرة القرم إلى وطنها الأصلي.

 

والآن تم اتخاذ الخيار نفسه من قبل سكان جمهوريات دونباس ومنطقتين أخريين، من الذين لم تعودا ترغبان في البقاء جزءا من أوكرانيا.

 

وكما قال المتحدث الرسمي باسم الكريملِن دميتري بيسكوف للصحفيين، فإن الحفل الرسمي سيبدأ في الساعة 15:00 بتوقيت موسكو. وأعلن أنه "سيكون هناك خطاب ضخم يلقيه الرئيس (روسيا الاتحادية فلاديمير) بوتين في هذا الحدث".

 

في الوقت نفسه أكد بيسكوف أن الخطاب المنتظر "ليس رسالة من الرئيس إلى الجمعية الاتحادية"، مبيناً أنه "من المهم جداً عدم الخلط"، منوّهاً بأنه سيتم تنظيم الرسالة الفعلية في وقت لاحق.

 

وبعد كلمة رئيس الدولة، يقام حفل توقيع اتفاقيات الانضمام إلى روسيا الاتحادية.

 

وأضاف دميتري بيسكوف أن المناطق الأربع "التي أجريت استفتاءات، وقدمت طلباً مناظراً إلى الجانب الروسي" سيتم قبولها. ومرة أخرى في فبراير/شباط الماضي، حصلت جمهوريتيّ لوغانسك ودونيتسك على اعتراف بالاستقلال، والآن تقدمتا بطلب للقبول في مكوّن روسيا الاتحادية، كما وجهت قيادة منطقتيّ زابوروجيه وخيرسون، بعد فرز نتائج الاستفتاءات العامة، الرسائل إلى الرئيس الروسي، حيث لوحظ فيها أن سكان هذه الأراضي اتخذوا "خياراً تاريخياً"، حيث قرروا "الابتعاد عن القيم الغريبة والتوحيد مع موطنهم الأصلي - روسيا".

 

وعلى هامش الحفل، سيلتقي الرئيس الروسي، بحسب ما ذكره بيسكوف، برؤساء جمهوريات مناطق دونباس وزابوروجيه وخيرسون، الذين كانوا قد وصلوا جميعاً إلى العاصمة الروسية موسكو يوم أمس. بالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة أعضاء مجلس الشيوخ ونواب مجلس الـ "دوما" ورؤساء مناطق روسية أخرى لحضور الحفل الرسمي في الكريملِن.

 

 

حول الاستفتاءات

 

يُشار إلى أن عمليات الاستفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا في جمهوريتيّ دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وكذلك في منطقتيّ زابوروجيه وخيرسون، أقيمت جميعها في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر الجاري ضمنا.

 

وخلال الأيام الأربعة الأولى، ولأسباب أمنية، وبسبب تهديد القصف الأوكراني، قبلت لجان الانتخابات المتنقلة أوراق الاقتراع في مباني المدارس والمسارح في الأقاليم المجاورة، وكذلك من خلال مخاطبة السكان. وفي اليوم الأخير، وكان من المُمكن بالفعل التصويت في مراكز اقتراع معدة خصيصاً، حيث يُمكن للاجئين التصويت على أراضي روسيا الاتحادية.

 

هذا وكانت نسبة المشاركة عالية بشكل غير مسبوق. وفي منطقة خيرسون، شارك 571،001 شخص (76.86 بالمائة من السكان) في التصويت، وفي منطقة زابوروجيه أدلى 541،093 شخصاً بأصواتهم (85.4 بالمئة من إجمالي عدد الناخبين). في لوغانسك، كان الإقبال 94.15 بالمائة، وصوت 1،662،607 من السكان، وبلغت 97.51 بالمائة في جمهورية دونيستك، وشارك 2،131،207 شخصاً في عملية التصويت.

 

ونتيجة لذلك، صوتت الغالبية العظمى من المواطنين للانضمام إلى روسيا الاتحادية. وتم دعم هذا القرار بنسبة 87.05 بالمائة - في منطقة خيرسون، 93.11 بالمائة - في منطقة زابوروجيه، 99.23 بالمائة - في جمهورية دونيتسك، 98.42 بالمائة في لوغانسك.

 

وفي إطار التوقعات لمثل هذه النتيجة، وعد الرئيس بوتين في وقت مبكر بدعم القرار الذي ستتخذه غالبية سكان مناطق دونيتسك ولوغانسك الشعبية وزابوروجيه وخيرسون.

 

وفي رسالة عبر الفيديو موجهة إلى مواطني روسيا، أشار الرئيس بوتين إلى أن الغرب استخدم،في عام 2014، القوات المسلحة ضد السكان المدنيين، ونظّم الإبادة الجماعية والحصار والإرهاب ضد الأشخاص الذين رفضوا الاعتراف بالقوة التي نشأت في أوكرانيا باعتبارها نتيجة الانقلاب، وبدأت الحرب ضد دونباس وروسيا. وبعد أن تخلى نظام كييف الحالي فعلياً عن الحل السلمي لمشكلة دونباس، تحوّل الأشخاص الذين يعيشون على هذه الأراضي في الواقع إلى دروع بشرية ورهائن في القوات المسلحة الأوكرانية.

 

وذات الشيء، بحسب فلاديمير بوتين، حدث في منطقة زابوروجيه ومنطقة خيرسون. وأضاف: "لا يمكننا، ليس لدينا أي حق أخلاقي في أن نمنح الأشخاص القريبين منا كي يمزقهم الجلادون، ولا يسعنا إلا أن نستجيب لرغبتهم الصادقة في تقرير مصيرهم".

 

 

الأساس القانوني

 

وبحسب التشريعات الروسية، يمكن قبول الكيانات الجديدة في مكوّن روسيا الاتحادية بعد إبرام معاهدة دولية.

 

وقد تم تطبيق هذه الآلية في عام 2014، عندما أعلنت شبه جزيرة القرم نفسها دولة مستقلة (17 مارس)، ثم تم توقيع اتفاقية انضمام بين روسيا والجمهورية في اليوم التالي (18 مارس).

 

هذا وتتم عملية القبول في روسيا الاتحادية وتشكيل أقاليم جديدة في تكوينه على أساس الدستور والقانون الدستوري الاتحادي "بشأن إجراءات القبول في روسيا الاتحادية وتشكيل أقليم جديد في تكوين روسيا الاتحادية"، وذلك من القانون الاتحادي "بشأن المعاهدات الدولية لروسيا الاتحادية" 15 يوليو/تموز 1995، وكذلك مبادئ وقواعد القانون الدولي.

 

بناءً على هذه الوثائق، يتكون الإجراء من الخطوات التالية: تتقدم دولة أجنبية بطلب إلى روسيا الاتحادية للانضمام إليها وإبرام اتفاقية مناسبة بين الدول. ويتم إبلاغ رئيس روسيا الاتحادية ومجلس الاتحاد الروسي ومجلس الـ "دوما" والحكومة الروسية بهذا الأمر، وإذا لزم الأمر، يتم إجراء مشاورات.

 

وبعد توقيع الاتفاقية بين الدول، يتقدم رئيس الدولة الروسية بطلب إلى المحكمة الدستورية لروسيا الاتحادية لتقييم امتثال الاتفاقية بين الدول لدستور روسيا الاتحادية.

 

بعد ذلك في حال أعطت المحكمة الدستورية تقييماً إيجابياً، فسيتم إرسال مسودة الاتفاقية بين الدول، جنباً إلى جنب مع مشروع القانون الدستوري الاتحادي، الذي يحدد اسم الإقليم الجديد لروسيا الاتحادية، ووضعه، وحدوده، والأحكام الانتقالية، إلى مجلس الـ "دوما"، على أن يتم تقديم مشروع المعاهدة بين الدول للتصديق، ومشروع القانون الدستوري - لاعتماده.

 

وأيضاً في حال إذا تم اعتماد هذه الوثائق في شكل قوانين بشأن التصديق، يتم إجراء التعديل المناسب للمادة (65) من الدستور، والتي تحتوي على قائمة بأقاليم روسيا الاتحادية.

 

إلى ذلك أبلغ مجلس الاتحاد بالفعل أنه سينظر في القضايا المتعلقة بإدراج مناطق جديدة في روسيا في الاجتماع المقبل، في 4 أكتوبر/تشرين الأول القادم - 2022.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس