Ru En

بوتين وعلييف يبحثان التسوية الأذربيجانية - الأرمنية

١٩ أغسطس

يبدأ البرنامج الرئيسي لزيارة الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، إلى أذربيجان اليوم الإثنين 19 أغسطس/آب 2024، حيث يعد هذا اللقاء الشخصي الثالث للرئيس الروسي مع نظيره إلهام علييف خلال العام الجاري.

 

الحدث الرئيسي سيكون جولتين من المباحثات الثنائية، والتي ستعقد في ضيغة مغلقة وموسعة بين الوفود، كما سيتم تركيز الاهتمام الرئيسي ليس فقط على التعاون الروسي - الأذربيجاني فحسب، ولكن أيضاً على قضايا الساعة في السياسة الإقليمية والدولية، على وجه الخصوص، حول موضوع التسوية الأذربيجانية - الأرمنية.

 

بالإضافة إلى ذلك، سيشارك بوتين في الاحتفالات التذكارية التقليدية، وسيقوم مع علييف بزيارة بعض المواقع في باكو، من بينها المدينة البيضاء والكاتدرائية الروسية الأرثوذكسية.

 

وعقب الزيارة، من المقرر اعتماد بيان مشترك لرئيسيّ الدولتين، فضلاً عن التوقيع على الوثائق الحكومية الدولية وغيرها.

 

 

 

التسوية الأذربيجانية - الأرمنية

 

وفقًا لأجندة الاجتماع بين بوتين وعلييف "سيتبادل الرئيسان وجهات النظر حول القضايا الرئيسية في السياسة الإقليمية والدولية، وتحديداً، حول موضوع تسوية الأزمة بين  أذربيجان وأرمينيا، ويُشار إلى أن  "الجانب الروسي مستعد لمواصلة تقديم كل المساعدة اللازمة لتطبيع العلاقات بين البلدين" ولا تزال المهام الرئيسية هي التوقيع على معاهدة سلام، وتعزيز عملية ترسيم الحدود الأذربيجانية - الأرمنية، وإلغاء حظر النقل والخدمات اللوجستية والعلاقات الاقتصادية في المنطقة على أساس الاتفاقات الثلاثية رفيعة المستوى لعام 2020 - 2022".

 

تشارك روسيا بشكل فعال في البحث عن حل للصراع في إقليم ناغورنو قرة باغ، علماً أن روسيا نشرت وحدة لحفظ السلام في الإقليم على أساس بيان مشترك وقّعه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 رئيسا روسيا وأذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا - نيكول باشينيان، بشأن الوقف الكامل للعمليات العسكرية في المنطقة.

 

في وقت لاحق، تم توقيع مذكرة بشأن إنشاء مركز روسي - تركي، لمراقبة وقف إطلاق النار في ناغورنو قرة باغ والامتثال لشروط الاتفاقات الثلاثية، إذ تتألف وحدة حفظ السلام الروسية من 1960 فرداً عسكرياً بأسلحة صغيرة و90 ناقلة جند مدرعة و380 وحدة من السيارات والمعدات الخاصة. وقد حددت مدة بقاء بعثة حفظة السلام لمدة خمس سنوات، مع تمديد تلقائي لفترة خمس سنوات أخرى، ما لم يعلن أي من الجانبين عزمه على إنهاء تطبيق هذا الحكم قبل ستة أشهر من انتهاء الفترة.

 

بعد آخر تصعيد للوضع في الإقليم في سبتمبر/أيلول 2023، أنتقلت المنطقة بالكامل إلى سيطرة باكو، حينها وقع رئيس جمهورية ناغورنو قرة غير المعترف بها - سامفيل شهرامانيان، مرسوماً بشأن إنهاء وجودها في 1 يناير/كانون الثاني 2024. ففي 17 أبريل، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية - دميتري بيسكوف، أن انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من المنطقة قد بدأ.

 

 

الأجندة الاقتصادية

 

في ما يتعلق بالأجندة الاقتصادية الثنائية، ووفقاً للرأي المتبادل بين بوتين وعلييف، فإن البلدين يتعاونان "بنجاح وموثوقية وعملية للغاية"، وتتطور العلاقات بشكل ديناميكي، حيث تظهر كلتا الدولتين التزاماً ببناء علاقات بين الدول على أساس المصلحة المتبادلة والتعاطف.

 

نهج القادة يؤكد تطور المؤشرات التجارية والاقتصادية بين البلدين، حيث بلغ حجم التجارة الروسية مع أذربيجان في عام 2023 ما نسبته 4.1 مليار دولار، وفي النصف الأول من هذا العام ارتفع بنسبة 7.1% وبلغ 2 مليار دولار، وتبلغ الاستثمارات الروسية المباشرة في أذربيجان حوالي 4.2 مليار دولار، بينما تعمل أكثر من 1270 شركة برأس مال روسي في الجمهورية.

 

أما في مجال قطاع الوقود والطاقة فأن التعاون يتطوير بشكل خاص بين الدولتين، فالشركات الروسية والأذربيجانية تشارك في اقتصاد النفط والغاز، بما في ذلك في بحر قزوين، وتكرريها ونقلها.

 

وتعد شركة "لوك أويل" الروسية أحد أكبر المستثمرين في أذربيجان، حيث تشارك في تطوير حقل شاه دنيز لمكثفات الغاز وتمتلك شبكة من محطات الوقود في الجمهورية، كما تتعاون شركة "روسنفت" الروسية مع شركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار" في مجال الاستكشاف والاستخراج، وكذلك توريد المنتجات البترولية، وكما ذكر الرئيس علييف في وقت سابق "هناك خطط جديدة في قطاع الطاقة".

 

بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل المشترك لتطوير ممر النقل الدولي "الشمال-الجنوب"، الذي يمر فرعه الغربي عبر أراضي أذربيجان، على طول بحر قزوين.

 

علاوة على ذلك، أصبحت أذربيجان وجهة سياحية شهيرة للروس، ففي عام 2023، زار البلاد حوالي 600 ألف سائح من روسيا، وفي النصف الأول من هذا العام بلغ التدفق السياحي 430 ألف شخص.

 

 

العلاقات الإنسانية

 

في ما يتعلق بالتعاون الإنساني، يعمل الجانبان على توسيع العلاقات القائمة، حيث عقدت أيام الثقافة الروسية في باكو خلال فترة 26 - 24 يونيو/حزيران الماضي.

 

كما يتم إيلاء اهتمام خاص لدعم اللغة الروسية، حيث أكد الرئيس علييف أن اللغة الروسية يدرسها حوالي 1 مليون طالب، منهم 150 ألف في المدارس الروسية، و800 ألف يتعلمون الروسية كلغة ثانية، وفقاً للبيانات، 8 ألف طالب أذربيجاني يدرسون في الجامعات الروسية، كما يتم تقديم أكثر من 200 منحة دراسية للطلاب الأذربيجانيين سنويا. وهناك فروع لعدة جامعات روسية في الجمهورية، فمثلاً فرع لـ"جامعة موسكو الحكومية" و جامعة "موسكو - سيتشينوف الطبية الأولى"، بالإضافة إلى أكثر من 300 مدرسة ناطقة بالروسية.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس