من المتوقع أن يجري الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع نظيره التركي - رجب طيب إردوغان اليوم الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023، وسيكون هذا أول اتصال للرئيسين منذ إنهاء صفقة "الحبوب" وغيرها من الأحداث، بما في ذلك تسليم أنقرة إلى كييف لقادة كتيبة آزوف الوطنية (المحظورة في روسيا والمصنفة كمنظمة إرهابية).
وفي وقت سابق، ورداً على أسئلة الصحفيين بعد نتائج القمة الروسية - الافريقية، كان الزعيم الروسي قد أعلن عن خطط لإجراء محادثة هاتفية في 2 أغسطس الجاري. ووفقاً لبوتين، فإنه من المقرر أن يتحدث مع إردوغان حتى قبل ذلك، لكنهما لم يجدا وقتاً مناسباً، وفي النهاية اتفقا على أن تتم المحادثة اليوم الأربعاء. ومن جهته أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي - دميتري بيسكوف يوم الإثنين أنه من المقرر إجراء محادثة هاتفية بين الزعيمين الروسي والتركي في 2 أغسطس.
يُذكر أنه تحدث قادة روسيا وتركيا عبر الهاتف لأخر مرة في 24 يونيو/حزيران الماضي، إذ أبلغ بوتين زميله عن الوضع في البلاد في ما يتعلق بمحاولة التمرد المسلح. بشكل عام، في عام 2023، تحدث زعيما روسيا وتركيا عبر الهاتف 9 مرات، وفي ابريل/نيسان شاركا في مؤتمر عبر تقنية الفيديو معاً في مراسم بمناسبة تسليم الوقود النووي إلى محطة "أق قويو" النووية، كما عقد آخر لقاء وجها لوجه بين بوتين وإردوغان في العاصمة الكازاخستانية - أستانا في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
مواضيع المفاوضات
إلى ذلك لم يعلن الكريملِن عن موضوع المحادثة القادمة، ولكن في 21 يوليو/تموز الماضي، أفاد نائب وزير خارجية الروسي - سيرغي فيرشينين بأنه خلال الاتصالات المستقبلية بين رئيسيّ روسيا وتركيا، ستتم مناقشة تدابير ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.
في الوقت نفسه، تؤكد أنقرة أن الموضوع الرئيسي للمفاوضات سيكون إمكانية استئناف صفقة "الحبوب" ، بينما يرى المسؤولون الأتراك أن ذلك ضرورة، إذ أعرب رجب طيب إردوغان عن رأي مفاده أن مبادرة "حبوب البحر الأسود" تجعل من الممكن تفادي "أزمة غذائية عالمية، ستكون عواقبها أكثر حدة بعد الوباء العالمي والأزمة الاقتصادية". في الوقت نفسه، أشار المسؤولون الأتراك مراراً إلى شرعية مطالب روسيا بضرورة رفع العقوبات التي حالت دون تنفيذ الجزء الروسي من صفقة "الحبوب" - هو توريد الحبوب والأسمدة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يكون إنشاء مركز للغاز في تركيا موضوعاً مهماً آخر للمفاوضات. وقد قال الرئيس الروسي بهذا الصدد في 29 يوليو إن موضوع تشكيل مركز للغاز على الأراضي التركية لا يزال على جدول الأعمال، مشدداً على أن المشروع ينطوي على إنشاء منصة تداول إلكترونية لإمدادات الغاز إلى أوروبا، بالنظر إلى الدور المتزايد لتركيا كدولة عبور للغاز إلى القارة. من جهته أكد رئيس وزارة الطاقة التركية - البارسلان بيرقدار، أن إنشاء مركز للغاز سيضمن أمن إمدادات الطاقة للدول الأوروبية وسيساهم في تسوية النزاعات الإقليمية.
هذا وعلى خلفية حرائق الغابات المستعرة في تركيا، قد يناقش رئيسا البلدين مسألة حصول أنقرة على طائرات برمائية Be-200ChS من موسكو. حلقت طائرتان من هذا القبيل، بناءً على تعليمات من رئيس الروسي إلى تركيا في منتصف يوليو للمساعدة في إطفاء حرائق الغابات.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس