يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع نظيره من غينيا بيساو، رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) أومارو شيسوكو إمبالو.
وفي وقت سابق، ذكر بيان المكتب الصحفي للكريملِن، أن الجانبين يتبادلان وجهات النظر حول آفاق تطوير العلاقات الروسية – غينيا بيساو، فضلاً عن الملفات الإقليمية والدولية الراهنة.
كما ستتم مناقشة قضايا تطوير التعاون بين روسيا و"إيكواس"، بما في ذلك الاستعدادات لـ"القمة الروسية- الافريقية الثانية" في يوليو/تموز 2023 في سانت بطرسبورغ.
وفي وقت سابق أيضاً، ذكرت المحطة الإذاعية الفرنسية "راديو فرنسا الدولي" أن أومارو شيسوكو إمبالو يخطط لزيارة كييف بعد موسكو. ومع ذلك، لا يوجد أي تأكيد رسمي لهذه المعلومات.
يُشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برئيس غينيا بيساو على هامش الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وحينها بحث الجانبان قضايا التعاون الروسي – غينيا بيساو وآفاق تطويره، وصرّحوا لصالح رفع مستوى الحوار السياسي الثنائي وتوسيع العلاقات الاقتصادية.
هذا ويشغل أومارو شيسوكو إمبالو منصب رئيس غينيا بيساو منذ يناير/كانون الثاني 2020، ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إلى يناير/كانون الثاني 2018، ترأّس حكومة البلاد.
الجدير بالذكر أن السياسي الافريقي تلقى تعليمه في البرتغال وإسبانيا ودول أخرى في العالم، وهو متخصص في مجال العلاقات الدولية (افريقيا والشرق الأوسط)، وحصل على تدريب إضافي في مجال الدفاع والأمن.
كما أنه خلال مسيرته المهنية، وبحسب بعض المصادر، كان مستشاراً لرئيس ليبيا السابق معمر القذافي.
"إيكواس" ومحاولة الانقلاب في غينيا بيساو
من المعروف أنه بتاريخ 1 فبراير/شباط 2022، وقعت محاولة انقلاب عسكري في غينيا بيساو. وأثناء اجتماع للحكومة، اعتقل مسلحون وزراء الحكومة والرئيس، ثم أطلق سراحهم الجيش الموالي لرئيس الدولة.
وحينها وصف أومارو شيسوكو إمبالو الحادث بأنه انقلاب، قائلا إن الأشخاص المشتبه في تورطهم في تهريب المخدرات كانوا وراء محاولة الانقلاب.
بدورها، أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا محاولة الاستيلاء على السلطة وأرسلت قوة لتحقيق الاستقرار إلى غينيا بيساو. حيث تمثلت مهمة قوات حفظ السلام بحماية القيادة العُليا للبلاد ومؤسسات الدولة الرئيسة.
تأسست المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ECOWAS) في ربيع عام 1975 من قِبَل دول غرب افريقيا.
واليوم توحد المنظمة 15 دولة في المنطقة. وقد تم تعليق عضوية 3 دول استولى الجيش فيها على السلطة خلال السنوات القليلة الماضية - مالي وغينيا وبوركينا فاسو - في انتظار الموافقة على خطط انتخاباتها الرئاسية والبرلمانية، بالاشتراك مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا.
كما يشغل منصب رئيس الجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا خلال العام أحد قادة الدول الأعضاء على أساس التناوب. وأصبح أومارو شيسوكو إمبالو أول ممثل لغينيا بيساو يقود أكبر منظمة إقليمية.
وتم انتخابه بالإجماع في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في يوليو/تموز في العاصمة الغانية أكرا، وخلف بذلك رئيس غانا، نانا أكوفو أدو.
حول "القمة الروسية الافريقية"
عُقِدت القمة والمنتدى الاقتصادي الأول بين روسيا وافريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 في مدينة سوتشي تحت شعار "من أجل السلام والأمن والتنمية".
وبحسب ما أشار إليه السفير الروسي المتجول أوليغ أوزيروف في وقت سابق، فإن الجانب الروسي يتوقع أن غالبية رؤساء الدول الافريقية سيحضرون القمة الثانية من هذا القبيل. وسيقام الحدث تحت نفس الشعار.
بدوره، أشار وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أنه في ظل الظروف الحالية للاضطراب العالمي الناجم عن تصرفات الغرب، فإن الطلب على التعاون الروسي - الافريقي آخذ في الازدياد.
كما شدّد الوزير على أن تعزيز الشراكة الشاملة مع الدول الافريقية يعد من أولويات السياسة الخارجية لروسيا.
أمّا المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ودول افريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، فقال إنه على الرغم من عقوبات وإجراءات الدول المعادية، فإن ممثلي الدول الافريقية يواصلون "إظهار موقفهم تجاه التفاعل المتنوع مع روسيا الاتحادية". وتستمر العلاقات الروسية - الافريقية في التطور بنجاح في ظل الإرادة والرغبة المتبادلة للطرفين.
ووفقا لبوغددانوف، فإن موسكو معنية بشراكة متعددة الأوجه مع افريقيا، بما في ذلك توسيع الحوار السياسي وبناء التعاون الاقتصادي والإنساني.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس