Ru En

بوتين يحث على تجنب الاستفزازات في روسيا على أساس الخلافات الطائفية

٠٥ نوفمبر ٢٠٢٠

عبّر فلاديمير بوتين عن قناعته بضرورة "استبعاد الاستفزازات القائمة على أساس الاختلافات الطائفية في روسيا".


وقال بوتين خلال لقاء مع ممثلي الجمعيات الدينية يوم أمس الأربعاء 4 تشرين الثاني/ نوفمبر: "الوضع في عدد من البلدان، كما نراه، معقد، ونرى ما تؤدي إليه تصرفات جميع أنواع المحرضين، أولئك الذين، تحت ستار حرية التعبير، يسيؤون إلى مشاعر المؤمنين، وأولئك الذين يستخدمون هذا ذريعة لتبرير العنف والتعصب".


وبحسب بوتين فإن "النتيجة واحدة - في المجتمع، مثل كرة الثلج، تتزايد الصراعات، ويمكن أن تشتعل لسنوات وعقود". مبينا أنه "يجب علينا سوية أن نفعل كل ما في وسعنا، من حيث المبدأ، لاستبعاد مثل هذا التطور للأحداث في بلدنا".


ويرى رئيس الدولة أن "الزعماء الدينيين لروسيا يلعبون دورا خاصا في تنسيق العلاقات بين الأعراق والأديان، في التصدي للتطرف والإرهاب".


وخاطب بوتين ممثلي الجمعيات الدينية قائلا: "يستمع الناس إلى آرائكم وكلماتكم. وعندما يُسمع موقفكم التضامني، والتزامكم الواضح بقيم السلام والحسنى والرحمة، فإن ذلك له أهمية كبيرة"، مشيرا إلى ما وصفه بـ "الإمكانات الهائلة للمنظمات الدينية في مجال الخدمة الاجتماعية".


وفي شأن تظافر جهود أطياف عامة الشعب، على مختلف انتماءاته الدينية، في مواجهة خطر جديد قال فلاديمير بوتين: "يساهم ممثلو جميع الأديان في الكفاح المشترك ضد انتشار المرض الخطير (كوفيد-19)، فأنتم توحدون من حولكم وتقومون برعاية أشخاصا، مع رجال الدين، ويخاطرون أحيانا بحياتهم، ويقومون بعمل تطوعي نبيل، ويدعمون أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة والرعاية بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية".


ولفت سيد الكرملين الانتباه إلى حقيقة أن "رجال الدين يعملون بجوار مرضى فيروس كورونا مباشرة ويخاطرون أحيانا بحياتهم لدعم جيرانهم". وأضاف بوتين: "هناك، للأسف، حالات مأساوية، إذ توافيهم المنية وهم يقومون بذلك، ويؤدون واجبهم الرعوي دون أنانية. إنه عمل من أجل الآخر وليس من أجل المال".

 


القيم التقليدية والسلام بين الأديان


بحسب فلاديمير بوتين، فإن القيم التقليدية في العالم تواجه تحديات خطيرة، وأصبحت موضوع ألعاب سياسية عديمة الضمير.


وقال: "من المهم أن نفهم أن هناك تغييرات عميقة تحدث في العالم. القيم التقليدية تواجه تحديات خطيرة، ولسوء الحظ، تصبح القضايا الأكثر تعقيدا وحساسية للغاية للعلاقات بين الأعراق والأديان موضوع مساومات وألعاب جيوسياسية عديمة الضمير".


وشدّد على أن المتشددين والمتطرفين يحاولون التطفل وإثارة الكراهية والعداء المتبادل. وقال بوتين "بالنسبة لبلدنا الضخم الكبير، فإن السلام بين الأعراق والأديان هو أساس الأسس، وهذه المنطقة تحتاج إلى اهتمام مستمر من جميع السلطات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام"، مضيفا أن العمل في هذا الاتجاه يجب أن يكون دقيقا. هادفا ومضني"، منوهاً بأن روسيا تحاول التصرف بهذه الطريقة أي "بأكبر قدر ممكن من الدقة والأسلوب البنّاء".


وأشار بوتين إلى أن تقاليد العلاقات الطيبة والاحترام بين الناس من أعراق وديانات مختلفة قد ورثها  الروس عن أسلافهم، مشيراً إلى  أنه "لا يكفي أن يقتصر الأمر على الفخر بهذا الإرث الروحي الحي، وبتجربة خلق حضارة فريدة"، إذ يعتقد فلايمير بوتين بأهمية "حمايتها (التقاليد) واتعزيزها وتطويرها. هذا هو واجبنا المشترك تجاه الأجيال الحالية، لا بل والمستقبلية".

 


بوتين حول قيم الأديان في العالم


ولفت فلاديمير بوتين الانتباه إلى أن: "الشيء المهم بالنسبة لنا هو القيمة غير المشروطة لكل حياة بشرية، وهذا الاختيار تمليه إلى حد كبير القيم التي تكمن وراء جميع الديانات التقليدية في روسيا - الأرثوذكسية، والطوائف المسيحية الأخرى، والإسلام، والبوذية، واليهودية".


وأشار بوتين إلى أن وجود أربعة كتب مقدسة على سطح مكتبه خلال المحادثة ليس من قبيل المصادفة. وقال: "تحتوي كل واحدة منها على حقائق خالدة، والمفتاح المحدّد بينها، هو المحبة للإنسان والأقربين، بغض النظر عن العرق والقومية والتقاليد. وعندما تتحدث الكتب المقدسة عن أخ أو قريب، فمن الضروري إلى فهم ذلك بهذه الطريقة، وهي أنها لا نتحدث عن أتباع الدين الواحد فقط، وإنما عن الإنسان بشكل عام، لأنه في جميع ديانات العالم، كل الناس متساوون أمام الرب" بناء على قناعة الرئيس الروسي.


وقد اقتبس بوتين من النصوص المقدسة، وقرأ سطورا من العهد الجديد: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ". "إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ".


ومن القرآن، اختار بوتين، "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ".


ونقل الرئيس عن العهد القديم، "لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَارًا تُنْذِرُ صَاحِبَكَ، وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً" .. "لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ".
واستشهد أيضا بكلمات "بوذا": "في هذا العالم، لا توقف الكراهية الكراهية ، بل يوقفها الحب فقط ، هذه هي القاعدة الخالدة .. إذا فعل المرء الخير، فليفعله مرارا، دعه يبني عليه نواياه. راكمو الخير والفرح".


وهنأ بوتين ممثلي الجمعيات الدينية في "يوم الوحدة الوطنية". وفي رأيه، "إن إقامة هذا العيد بمبادرة من مجلس روسيا المشترك بين الأديان أمر ذو رمزية كبيرة".
وشدّد الريس الروسي على أن "هذا دليل آخر على أن المسار التاريخي لروسيا كقوة عظمى تم تحديده من خلال التفاعل السلمي والمثمر بين مختلف الشعوب والأديان".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس