وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب السريع للقوات الأمريكية وحلفائها من أفغانستان بأنه "هروب".
وقال الرئيس بوتين اليوم الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرنس أمام قمة "منظمة شنغهاي للتعاون": "تواجه منظمتنا الآن مهمة صعبة تتمثل في اتباع خط مشترك ومتفق عليه، مع مراعاة المخاطر الجسيمة المرتبطة بتفاقم الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب السريع، إن لم يكن الهروب، للقوات الأمريكية وحلفائها في الـ ناتو من هذه الدولة".
وبحسب الرئيس الروسي، "من الواضح للجميع أن ما يحدث في أفغانستان ينعكس بشكل مباشر على المصالح الأمنية للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون". لافتاً إلى أن عددا من الدول التي تتكون منها المنظمة لها حدود مشتركة مع أفغانستان.
وبالنظر إلى هذه الحقيقة، دعا الرئيس الروسي إلى استخدام إمكانات "منظمة شنغهاي للتعاون" في سبيل تعزيز عملية سلام شاملة في أفغانستان.
وأضاف في هذا الجانب: "يبدو أنه، أولاً وقبل كل شيء، من المهم بالنسبة لنا استخدام إمكانات المنظمة من أجل تقديم كل مساعدة ممكنة لبدء عملية سلام شاملة بين الأفغان وفي الوقت نفسه بذل كل ما في وسعنا لعرقلة تهديدات الإرهاب وتهريب المخدرات والتطرف الديني المنبثقة من هذا البلد"، داعياً إلى تشجيع السلطات الأفغانية الجديدة على الوفاء بوعودها.
وتابع الرئيس بوتين في كلمته: "كان تغيير السلطة (في أفغانستان) من دون دماء تقريبا. هذه بلا شك نقطة إيجابية. تسيطر حركة طالبان (حركة طالبان المحظورة في روسيا الاتحادية - تاس) اليوم تقريباً على كامل أراضي أفغانستان، وينبغي تشجيع السلطات الأفغانية الجديدة على الوفاء بوعودها في إحلال السلام وتطبيع الحياة العامة وضمان الأمن للجميع".
وفي سياق متصل، أشار الرئيس الروسي إلى رمزية الاجتماع السنوي الخاص بمنظمة "شنغهاي" للتعاون في عاصمة جمهورية طاجيكستان مدينة دوشنبه، حيث دعا قادة (خماسية شنغهاي) في يوليو/ تموز 2000 إلى إنشاء منظمة تعاون إقليمية متعددة الأطراف تعمل على أساس احترام مصالح بعضهم البعض ومصالحهم دول الجوار".
إلى ذلك أكد فلاديمير بوتين أن المنظمة التي تم إنشاؤها تعمل بنجاح طوال فترة الـ 20 عاماً على وجودها، مشدداً على أن "منظمة شنغهاي للتعاون هي بحق أحد أكثر المراكز تأثيرا في الهيكل متعدد الأقطاب للتعاون الدولي، حيث تقدّم مساهمة كبيرة في ضمان أمن منطقة أوراسيا، ونموها الاجتماعي والاقتصادي المستدام، وفي الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين بشكل عام".
مجموعة الاتصال "شنغهاي للتعاون" - أفغانستان
وفي سياق متصل بالوضع بأفغانستان، حثّ الرئيس الروسي على التفكير في استئناف أنشطة فريق الاتصال المشترك بين "منظمة شنغهاي للتعاون" وأفغانستان.
وقال فلاديمير بوتين في هذا الجانب: "سيكون من المُمكن العمل على مسألة استئناف أنشطة مجموعة الاتصال بين منظمة شنغهاي للتعاون وأفغانستان، والتي تم تشكيلها في فترة من الأوقات من أجل العمل مع الشركاء الأفغان".
إلى ذلك تطرّق بوتين إلى أن "خوارزمية" الإجراءات المشتركة من أجل الرد السريع على التهديدات القادمة من الأراضي الأفغانية تمت مناقشتها بالتفصيل في 16 سبتمبر في جلسة مجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، منوّهاً بأن"روسيا مهتمة بالقرارات التي تم اتخاذها في الدورة التي حظيت بدعم وتفهم من شركاء منظمة شنغهاي للتعاون".
وأضاف الرئيس الروسي: "لذلك، فإنني أعتبر مبادرة عقد اجتماع مشترك لزعماء منظمة شنغهاي للتعاون ودول منظمة معاهدة الأمن الجماعي مهمة ومفيدة للغاية"، موضحاً أن هذا يجعل من المُمكن مناقشة القضايا عبر التطرق إلى المزيد من التفصيل، وذلك بهدف التعاون العملي بين المنظمتين على المسار الأفغاني، بهدف إقامة التنسيق اللازم، مع مراعاة خصوصيات وسلطات منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس