التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكريملن بالرئيس السوري بشار الأسد، وبحثا معاً الأوضاع السياسية في الجمهورية العربية السورية، وقضايا مكافحة الإرهاب الدولي، فضلاً عن القضايا الثنائية بما في ذلك التعاون الإنساني.
وأفاد بيان الموقع الإلكتروني للرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، بأن هذا الاجتماع عُقِد أمس 13 سبتمبر، مشيراً إلى أنه في بداية الاجتماع، عبّر الرئيس بوتين عن سروره للغاية بالترحيب بالأسد في موسكو، وهنأه بمناسبة عيد ميلاده الذي صادف يوم 11 سبتمبر/أيلول و"بالنتيجة الجيدة جدا للانتخابات الرئاسية"، التي جرت في 26 مايو/أيار الماضي، وحصل الأسد فيها على دعم أكثر من 95 بالمائة من الناخبين.
وأكد بوتين مخاطباً الأسد: "تظهر نتائج (الانتخابات) أن الناس يثقون بكم، وعلى الرغم من كل صعوبات السنوات السابقة ومآسي السنوات السابقة، لا يزالون يعوّلون عليكم في عملية التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية".
حول الوضع في سوريا
وفي مسألة الحرب على الإرهاب، أشار الرئيس الروسي إلى أنه من خلال الجهود المشتركة للبلدين، كان من المُمكن تحرير الأراضي الواسعة في سوريا من سيطرة الإرهابيين (في الوقت الحالي، تسيطر الحكومة الشرعية على أكثر من 90 بالمائة من الأراضي)، كما يعود اللاجئون بنشاط إلى المناطق المحررة، ويقوم الأهالي بترميم منازلهم".
وبحسب فلاديمير بوتين، فإن بشار الأسد يقوم بالكثير من أجل إقامة حوار مع خصومه السياسيين، معربا عن أمله في أن تستمر هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، وصف الرئيس الروسي تواجد القوات المسلحة الأجنبية في مناطق معينة من سوريا من دون قرار أممي ومن دون موافقة الأسد بأنه "مشكلة"، مشدداً على أنه "لا يسمح لسلطات الجمهورية ببذل أقصى الجهود من أجل توحيد البلاد".
بدوره، أشار الرئيس الأسد إلى أن تطبيع الحياة في سوريا تم دعمه، عبر العديد من الأمور، منها الفعاليات السياسية التي أقيمت في مدينة سوتشي وعاصمة كازاخستان نور سلطان: "أود أن أشير إلى حقيقة أن العمليات السياسية التي كنا نقوم بها قد توقفت منذ حوالي ثلاث سنوات، وهناك، بالطبع، أسباب معينة لذلك".
وأوضح الرئيس السوري أن "هناك دول معيّنة تؤثر بشكل هدّام وبكافة الطرق الممكنة على إمكانية إدارة العمليات السياسية".
وشدّد مرة أخرى على أن روسيا الاتحادية قدمت مساهمة كبيرة في الانتصار على الإرهابيين في سوريا، متوجها بالشكر إلى بوتين على المساعدة المقدّمة، كما أعرب عن تقديره الكبير لعمل وزارة الخارجية الروسية.
وبحسب الأسد، فإن سلوك البلدين في المجمل "ساهم بشكل كبير في حماية البشرية جمعاء" من الإرهاب.
التعاون بين روسيا وسوريا
وفي سياق آخر، أولى الرئيسان بوتين والأسد اهتماماً كبيراً لمسألة التعاون الإنساني والكفاح المشترك ضد عدوى فيروس كورونا.
وفي هذا الإطار أشار الرئيس بوتين إلى أن الشحنات الأولى من اللقاحات الروسية "سبوتنيك V" (المسجل في الجمهورية العربية السورية منذ فبراير/شباط الماضي) و"سبوتنيك لايت" قد وصلت إلى سوريا.
كما شكر الأسد رئيس روسيا الاتحادية على الدعم المُقدّم "سواء كانت الأدوية التي تساعد في علاج أو منع انتشار عدوى فيروس كورونا، فضلاً عن بقية المساعدات بما في ذلك الغذاء وكل ما تحتاجه، التي قدمتها روسيا إلى سوريا".
بالإضافة إلى ذلك، تطرّق الرئيسان إلى موضوع التعاون الاقتصادي الثنائي، إذ قال بوتين في هذا الصدد "خلال النصف الأول من هذا العام، ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين بمقدار 3.5 مرة".
لقاءات بوتين والأسد
الجدير بالذكر أن اللقاء السابق بين بوتين مع الأسد انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، وبسبب الوضع مع فيروس كورونا، تم عقده عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وتم خلاله بحث الوضع في سوريا بما في ذلك مسائل مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
كما كانت آخر مرة زار فيها الرئيس بوتين سوريا في يناير/كانون الثاني 2020، ووصل الرئيس الروسي حينها إلى العاصمة دمشق وزار مركز قيادة القوات المسلحة الروسية في سوريا.
كما استمع إلى تقارير من العسكريين حول الأوضاع في مختلف مناطق الجمهورية، وخلال تلك الرحلة ايضا، تم عقد اجتماع للرئيسين وجهاً لوجه.
بالإضافة إلى ذلك، يجري رئيسا روسيا وسوريا مكالمات هاتفية بشكل دوري. وبحسب بيانات الكريملِن، فإن آخر محادثة جرت كانت في نهاية ابريل/نيسان الماضي بمبادرة من الجانب السوري.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس