Ru En

بوتين يلتقي مع نظرائه من مجموعة دول بحر قزوين "الخمسة" في عشق أباد

٢٩ يونيو ٢٠٢٢

تستضيف عشق أباد عاصمة تركمانستان، اليوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، القمة السادسة لدول بحر قزوين، وبالإضافة إلى ممثلي عشق أباد نفسها، سيشارك فيها قادة روسيا وأذربيجان وإيران وكازاخستان.

 

هذا ومن المقرّر أن يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اجتماع "الدول الخمسة" من طاجيكستان التي زارها في اليوم السابق.

 

وبذلك سيتبادل رؤساء الدول خلال القمة وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالتعاون في منطقة بحر قزوين.

 

ومن المنتظر أن يولي الزعماء، اهتماماً خاصاً لموضوعات التعاون الاقتصادي، نظراً لما تتمتع به المنطقة من إمكانات كبيرة من حيث المعادن والثروات البحرية الحيّة، وكذلك في مجالات السياحة والنقل.

 

كما يتضمن جدول الأعمال قضايا تتعلق بأنشطة حماية البيئة والنشاطات البيئة.

 

كما يتم العمل في هذا المجال على أساس اتفاقية طهران لعام 2003، والتي تهدف إلى حماية بيئة بحر قزوين من مصادر التلوث المحتملة، وكذلك المحافظة على البيئة البحرية وترميمها وحمايتها. وبالإضافة إلى ذلك، تعقد الأطراف بانتظام مؤتمرات واجتماعات خبراء حول هذا الموضوع.

 

وفي القمة المقبلة، من المقرّر أن يعقد الزعماء اجتماعين: في الصيغة الضيّقة والموسّعة، على التوالي. وسيضم الوفد الثاني، في إطار الوفد الروسي، مساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ونائب رئيس الوزراء أليكسي أوفرشوك، والمتحدث الرسمي باسم الكريملِن دميتري بيسكوف، ومحافظ منطقة أستراخان إيغور بابوشكين، ونائب وزير الخارجية، أندريه رودينكو.

 

ومن المقرر أيضاً أن يتبنى الزعماء، في ختام المباحثات، بياناً صادراً عن القمة السادسة لدول بحر قزوين يتم فيه تحديد المواقف المتفق عليها بشأن زيادة تطوير التعاون.

 

 

التنمية السلمية لبحر قزوين

 

من المتوقع كذلك أن يؤكد أعضاء "الخمسة" الطبيعة الاستراتيجية للتعاون متعدد الأطراف، والأهم من ذلك - الالتزام بمبادئ التفاعل المنصوص عليها في اتفاقية الوضع القانوني لبحر قزوين.

 

كما تُحدّد هذه الوثيقة الأساسية الحقوق السيادية للدول الساحلية على الخزان وموارده، والاختصاص الحصري لهذه الدول لحل جميع القضايا المتعلقة ببحر قزوين، فضلاً عن الحكم على عدم وجود قوات مسلحة من خارج الإقليم في بحر قزوين.

 

وبحسب الأطراف، فإنّ تنفيذ هذه الاتفاقيات هو ضمان لاستخدام بحر قزوين للأغراض السلمية، وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، ورفاهيتها وتنميتها المستدامة.

 

كما أشار يوري أوشاكوف، ترى موسكو أنه من المهم أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، وقد تم التصديق عليها الآن من قبل جميع الدول باستثناء إيران.

 

وبحسب المتحدث باسم الكريملِن، فإن روسيا تعمل بشكل مكثّف مع نظرائها الإيرانيين حول هذه القضية، وتتطرق إليها "عملياً في جميع الاتصالات على مستوى عال".

 

 

جو من الصداقة

 

كما لفت أوشاكوف الانتباه إلى حقيقة أنه بفضل الجهود الجماعية لجميع الدول الساحلية (على بحر قزوين)، وتتميز منطقة بحر قزوين بتنمية مستقرة وخالية من النزاعات، وهناك مستوى عال جداً من الثقة والتفاهم بين الجيران، مبيناً أنه "بشكل عام، يسود بحر قزوين مناخ الصداقة والتعاون".

 

وفي الوقت الحالي، تسعى موسكو جاهدة لزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز التعاون مع دول بحر قزوين، وكذلك لتحويل المنطقة إلى واحدة من أكثر العقد كفاءة في طرق النقل العابرة للقارات.

 

وفي هذا السياق، يُعتبر تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب واعداً، إذ أن هناك فرص لتطوير السياحة في المقام الأول البحرية والطبية والتاريخية والعلاج بالمياه المعدنية.

 

ومع أخذ ذلك في الاعتبار، من المخطط تطوير التعاون بين دول بحر قزوين باستخدام صيغ مختلفة. ولذلك، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، تعتزم دول "الخمسة" عقد المنتدى الاقتصادي الثاني لبحر قزوين، والذي تستضيفه روسيا.

 

وكان أول حدث من هذا القبيل في العام 2019 في جمهورية تركمانستان، وقد حال انتشار الوباء دون عقد اجتماع جديد في العام 2021، كما كان مخططاً له في الأصل.

 

هذا وينشأ تقليد "قمة دول بحر قزوين" قبل ذلك بكثير: في المرة الأولى التي عُقدت فيها في عام 2002، عندما استضافت عشق أباد الحدث أيضا. وعقد الاجتماع الثاني عام 2007 في طهران والثالث عام 2010 في عاصمة جمهورية أذربيجان- مدينة باكو.

 

كما استضافت المدينة الروسية أستراخان القمة الرابعة في عام 2014، واستضافت أكتاو الكازاخستاانية الدورة الخامسة منها في عام 2018.

 

 

اجتماعات فردية وجماعية

 

يُشار إلى أنه على هامش القمة، ستعقد عدة اجتماعات ثنائية. لذلك، وبعد وقت قصير من وصوله، سيتوجه فلاديمير بوتين لتهنئة قربان قولي بيردي محمدوف، الرئيس السابق، ورئيس مجلس الشيوخ الآن في تركمانستان، بعيد ميلاده الـ 65.

 

ومن المفترض أن بوتين ومحمدوف سيتطرقان إلى الموضوعات "الاحتفالية"، بالإضافة إلى مواضيع العمل. وفي وقت لاحق، سيجري الزعيم الروسي محادثة قصيرة مع الرئيس التركماني سردار بيردي محمدوف.

 

هذا وستنعقد هذه اللقاءات قبل "قمة دول بحر قزوين" وبعد انتهائها سيتحدث بوتين بشكل منفصل مع رئيسي أذربيجان وإيران - إلهام علييف وإبراهيم رئيسي.

 

وبالإضافة إلى ذلك، في نهاية الاجتماعات، سيجتمع القادة لحفل استقبال يقام على شرفهم نيابة عن رئيس تركمانستان.

 

 

برنامج الزيارة

 

كما من المُقرّر أن يصل فلاديمير بوتين إلى عشق أباد صباح يوم 29 يونيو/حزيران، علماً أن الرئيس الروسي كان قد أجرى قبل ساعات محادثات في عاصمة طاجيكستان مع رئيس الجمهورية، إمام علي رحمن.

 

وبعد الفعاليات في عشق أباد، سيعود بوتين إلى موسكو: في العاصمة الروسية، من المقرّر أن يجري محادثات مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يوم الخميس.

 

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لبوتين إلى قمة متعددة الأطراف وجهاً لوجه هذا العام وثاني زيارة خارجية له بشكل عام، حيث أنه في فبراير/ شباط من هذا العام، زار الصين، إذ أقيمت هناك الألعاب الأولمبية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة، علماً أن آخر زيارة، قام بها الرئيس الروسي لطاجيكستان ولتركمانستان كانت في عام 2019.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس