صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن "الأحداث في ناغورني قره باغ وبيلاروسيا وقرغيزستان، عقّدت الوضع في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
وأضاف الرئيس الروسي خلال قمة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" المنعقدة بشكل افتراضي، اليوم الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020: "الوضع في هذا الفضاء، الذي يعتبر جزءً في منطقة مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لم يكن من دون مشاكل، وإن كان مضطرباً بشكل عام". وأشار بوتين: "أقصد الصراع المسلح الذي اندلع في سبتمبر (2020) في منطقة ناغورني قره باغ بمشاركة دولة عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وكذلك أحداث ما بعد الانتخابات في بيلاروسيا التي واجهت ضغوطاً غير مسبوقة من الخارج، كما أنني أعني أيضاً الوضع السياسي الداخلي في قيرغيزستان".
حل القضايا الإنسانية
إلى ذلك أعلن بوتين عن اهتمام موسكو بإشراك الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة في حل المشاكل الإنسانية في ناغورني قره باغ. وقال "بطبيعة الحال، نحن مهتمون بانضمام جميع شركائنا إلى الجهود الإنسانية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة".
وأضاف الرئيس الروسي أنه "تجري أيضا مناقشة فرص التعاون في هذا المجال مع المنظمات الأخرى"، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب جهود وساطة نشطة من جانب روسيا لوقف إراقة الدماء في منطقة نزاع ناغورني قره باغ، وتحقيق وقف كامل لإطلاق النار وبدء عملية الاستقرار".
كما نوّه رئيس الدولة الروسية بأنه "في الوقت نفسه، تابعنا الاتفاقات الرئيسية التي تم التوصل إليها في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولا سيما بين رؤسائها المشاركين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا".
وبيّن بوتين "في الوقت الحالي ، يتم بشكل مستمر تنفيذ البيان الثلاثي لروسيا وأرمينيا وأذربيجان في 9 نوفمبر، كما ينتشر جنود حفظ السلام الروس على طول خط التماس وعلى طول ممر لاتشين".
وشدّد على أنه "من المهم الآن تقديم المساعدة بشكل مشترك للأشخاص المتضررين من الحرب ،وتقديم المساعدة في حل المشاكل الإنسانية المرتبطة بعودة اللاجئين، وإصلاح البنية التحتية المدمرة، وحماية الآثار التاريخية والدينية والثقافية"، مشدداً على أن "الجانب الروسي، يقوم بمعالجة هذه القضايا بالتنسيق الفعلي مع يريفان وباكو".
قرارات بشأن قره باغ
إلى ذلك يرى فلاديمير بوتين أن "أرمينيا والشعب الأرمني، في واقع الحال، مرّت بفترة صعبة للغاية الآن في تاريخهم، وكان على قيادة أرمينيا، رئيس الحكومة الأرمينية، اتخاذ قرارات صعبة للغاية، ولكنها ضرورية لشعب أرمينيا"، واصفاً هذه القرارات بأنها "مؤلمة ولكنها ضرورية"، ومشدداً على أن اعتمادها يتطلب شجاعة شخصية كبيرة من رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان.
كما قال بوتين: "هذا أمر واضح. كل من الحاضرين في اجتماع اليوم يفهم درجة المسؤولية في اتخاذ قرارات من هذا النوع. لقد تولى (باشينيان) هذه المسؤولية"، مضيفاً أن مهمة زملائه في منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي دعم رئيس الوزراء الأرميني وفريقه من أجل إقامة حياة سلمية، وتنفيذ جميع القرارات المتخذة ومساعدة الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مواقف الحياة الصعبة.
الوضع في بيلاروسيا
في شأن آخر أعرب فلاديمير بوتين عن ثقته في أنه سيكون لدى الشعب البيلاروسي ما يكفي من النّضج السياسي لبناء حوار سياسي داخلي بهدوء، دون ضغط وتدخل خارجي.
وقال "آمل أن يتمتع الشعب البيلاروسي بما يكفي من النّضج السياسي ليقوم، بهدوء ودون أي إرهاصات مفاجئة، لبناء حوار سياسي داخلي مع جميع القوى السياسية وحل جميع قضاياهم الداخلية بأنفسهم، دون أي ضغط ودون أي تدخل خارجي".
كما أعرب رئيس الدولة الروسية عن ثقته في أن الشعب البيلاروسي سينجح في هذا المسار، "بما في ذلك أخذ التجربة السياسية لرئيس بيلاروسيا بعين الاعتبار".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس