Ru En

بوتين: لا عذر ولا غفران لمن يعيدون ترتيب خطط عدوانية

٠٩ مايو ٢٠٢١

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه "لا عذر ولا غفران لمن يقومون تحدثهم أنفسهم مرة أخرى بخطط عدوانية، بعد أن نسوا دروس الحرب العالمية الثانية. لقد جلبت الحرب الكثير من المحن والحزن والدموع التي لا تطاق لدرجة أنه من المستحيل نسيانها".


وأشار خلال حديثه من على المنصة في الساحة الحمراء بمناسبة الذكرى الـ 76 لعيد النصر في التاسع من مايو/أيار 2021 أن "لا غفران ولا عذر لمن يفكر مرة أخرى في خطط عدوانية".


ولفت الرئيس الروسي إلى أنه منذ الوقت الذي "أصبح فيه الوحش النازي الوحشي في وسط أوروبا وقحاً واكتسب قوة، بدأ أكثر فأكثر ظهور الشعارات الوقحة للتفوّق العرقي والقومي ومعاداة السامية والكراهية ضد روسيا، إذ يفصل بينها تقريبا قرن من الزمن".


وبيّن الرئيس الروسي أنه تم شطب الاتفاقات العازمة على وقف الانزلاق نحو الحرب العالمية وبسهولة.


وشدّد فلاديمير بوتين على أن "التاريخ يتطلب استخلاص النتائج وتعلم الدروس. ولكن لسوء الحظ، فإن الكثير من ايديولوجية النازيين، أولئك الذين كانوا مهووسين بالنظرية الوهمية لخصوصياتهم، يحاولون مرة أخرى أن يقوموا بتوظيفها. مؤكدا أن "لا نتحدث فقط عن مختلف أنواع المتطرفين والجماعات الإرهابية الدولية".


وقال: "إننا نرى اليوم تجمعا للذين لم يُهزموا مع أتباعهم وهم يحاولون إعادة كتابة التاريخ والتبرير للخونة والمجرمين، الذين سالت على أيديهم دماء مئات الآلاف من الناس المسالمين".



وأشار الرئيس الروسي في كلمته إلى أنه في العام 2021 سيكون قد مضى 80 عاماً على بداية الحرب الوطنية العظمى، مبيناً أن تاريخ 22 يونيو (حزيران) من عام 1941 هو أحد أكثر التواريخ مأساوية عبر التاريخ. "لقد هاجم العدو بلادنا، وجاء إلى أرضنا ليقتلنا ويزرع القتل والشر والمعاناة التي لا يمكن وصفها. لم يكن يرغب فقط بإزالة النظام السياسي، والنظام السوفيتي، وإنما القضاء علينا كدولة وأمة، ومحونا من على وجه الأرض".


كما استرسل الرئيس الروسي قائلاً: "الرد على هجوم جحافل النازية كان رداً موحداً وصاعقاً، وكان شعوراً عاماً هائلاً لا يقاوم بالعزم على صد الغزو، والقيام بكل شيء من أجل هزيمته، حتى ينال المجرمون والقتلة العقاب الحتمي والعادل".


وأكد رئيس الدولة الروسية أن الشعب السوفيتي دافع عن وطنه وحرّر بلدان أوروبا من "الطاعون البني"، وأصدر حكماً تاريخياً على النازية بقوة السلاح في ساحات القتال وبقوة عدالتهم الأخلاقية وبشجاعتهم والتضحية. أمهات الجنود، وولاء من كانوا يتوقعون كل يوم أخباراً من الجبهات، وقوة حب الجار، المتأصلة في الشخصية الوطنية". كما استذكر بوتين "الإنجاز الذي قام به الأطباء والممرضات الذين ساعدوا وأنقذوا الجرحى، وقاتلوا من أجل كل روح سواء على الجبهات أو في المستشفيات، في خطوط المجابهة وفي الخطوط الخلفية. في عام 1941، كانت لا تزال هناك أمامهم 4 سنوات من الحرب الأكثر دموية، التي أصابت في المستقبل الأجيال الشابة والصغيرة، وبالتالي أولئك الذين لم يكونوا قد ولدوا بعد".



بطولة الشعب السوفيتي

وفي السياق ذاته، وصف الرئيس الروسي الانتصار في الحرب الوطنية العظمى بأنه حدث ذو أهمية هائلة لمصير العالم بأسره. كما وعد بأن يتذكر الوطن دائماً هذا الإنجاز الذي حققه الشعب السوفيتي، الذي كان في أصعب أوقات الحرب بمفرده ضد العدو.


وفي كلمته من على منصة العرض العسكري بالساحة الحمراء وسط العاصمة موسكو، قال بوتين في تهنئته للروس بمناسبة عيد النصر إنه "انتصار ذو أهمية تاريخية هائلة لمصير العالم بأسره. في هذه المناسبة التي كانت وستظل مقدّسة لروسيا وشعبها. إنه عيدنا بصلة الدم التي تربطنا بمن ألحق الهزيمة بالنازية وحطموها وسحقوها، إنه لنا بحق ورثة جيل المنتصرين، هذا الجيل الذي نكرمه ونفتخر به".


وأضاف مخاطباً المحاربين القدامى: "نحن ننحني أمام شجاعتكم وثباتكم، نشكركم على هذا المثال الخالد للتضامن والحب للوطن الأم. لقد أثبتم أنه جنباً إلى جنب فقط يمكن تحقيق ما يبدو مستحيلا. لقد هزمتم العدو الذي لا يرحم، و دافعتم عن وطنكم وأطفالكم وبلدكم الأم. لقد حققتم انتصااًا حاسماً على النازية وتمجيدكم سيكون لقرون منذ 9 مايو(أيار) 1945".


كما بيّن الرئيس الروسي في خطابه أنه "سوف نتذكر دائماً أن الشعب السوفيتي هو الذي قام بهذا العمل الرائع، في أصعب أوقات الحرب، في المعارك الحاسمة التي حدّدت نتيجة النضال ضد الفاشية، كان شعبنا وحيداً، وحيداً في طريق شاقة، الطريق نحو البطولة والتضحية حتى النصر. لقد حارب حتى الموت، على كافة الحدود، وفي أعنف المعارك على الأرض، في البحر، في السماء".



في ذكرى كل فرد
كما قال فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة عيد النصر: "لقد حارب الناس من كافة القوميات والأديان في سبيل كل ذرة من ترابنا، من أجل الحقول القريبة من موسكو، والكتل الصخرية في كاريليا وممرات القوقاز، وغابات فيازما ونوفغورود، وشواطئ البلطيق ونهر دنيبر وسهوب الفولغا والدون".


كما نوّه الرئيس الروسي بـ "شجاعة الجنود السوفيت، وصلابة الأهالي المدنيين، المخلّدون بالرتب العُليا في المدن البطلة: موسكو ولينينغراد ومينسك وكييف وستالينغراد وسيفاستوبول ومورمانسك وأوديسا وكيرتش وتولا ونوفوروسيسك وسمولينسك، وتماسك الجبهة والخطوط الخلفية التي قدمت كل ما هو ضروري للجبهة ومن أجل النصر. لقد فعلوا كل شيء في مصانع منطقة الفولغا والأورال وسيبيريا والشرق الأقصى، في مدن كازاخستان وجمهوريات آسيا الوسطى".


وأضاف رئيس الدولة: "نتذكر أيضاً أولئك الذين قدموا المأوى، ومدوا يد العون للمهجرين وأٌجبِروا على مغادرة منازلهم". وبحسب بوتين، في يوم النصر، فإن البلاد "تحيي الذكرى والعرفان لجيل كامل من الأبطال والعمال العظماء، ونتذكر جنود الخطوط الأمامية والحزبيين الشجعان والعاملين تحت الأرض".


وقال: "نحن نتذكر آلام سكان لينينغراد المحاصرين وسجناء معسكرات الاعتقال، والمآسي التي لا حصر لها للناس في الأراضي المحتلة، ونحني رؤوسنا للذكرى المقدسة لجميع أولئك الذين ضحوا بحياتهم في الحرب، ننحني لذكرى كل الأبناء والبنات ولآباء والأمهات والأجداد والأزواج والزوجات والإخوة والأخوات ورفاق السلاح والأقارب والأصدقاء، ويخيّم علينا الحزن على أرواح المحاربين القدامى الذين تركونا".


وبعد ذلك أعلن بوتين عن دقيقة صمت.



حماية المصالح الوطنية

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وضمان أمن الشعب الروسي. وقال "روسيا تدافع باستمرار عن القانون الدولي. وفي نفس الوقت سندافع بحزم عن مصالحنا الوطنية وضمان أمن شعبنا".


وبحسب رئيس الدولة، فإن "الضمان الموثوق به هو القوات المسلحة الروسية الباسلة، ورثة جنود النصر"، مضيفاً: "وبالطبع عملنا المشترك من أجل تنمية البلاد ورفاهية كل أسرة في روسيا"، مشيراً إلى أن "كل أسرة تحتفظ بالذكرى المقدسة لأولئك الذين انتزعوا هذا الانتصار. ونحن أيضاً سنحافظ على اعتزازنا بهذه البطولة".


وشدّد بوتين على أن المحاربين القدامى ومصائرهم وتفانيهم للوطن الأم هي مثال للروس، القمة التي يجب أن نكافح من أجلها".
وأشار إلى أهمية الحفاظ على أهمية وقيمة النصر في الحرب الوطنية العظمى "في الأفكار والأفعال وفي الإنجازات المستقبلية - باسم الوطن".
"المجد للشعب – المنتصر! عيد سعيد! يوم نصر سعيد! مرحى!".
واختتم رئيس روسيا الاتحادية كلمته، ليرد  طاقم الموكب في الساحة الحمراء التحية للرئيس ثلاث مرات.. بهتاف "مرحى!!"، ومن ثم بدأ العرض العسكري.

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس