Ru En

بوتين: لدى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي كل الإمكانات ليصبح أحد الأقطاب القوية لعالم متعدد الأقطاب

٢٣ يناير ٢٠٢٣

أعلن الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه لرؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) نُشر اليوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023 على موقع الكريملِن، أن لديه كل الإمكانات ليصبح أحد الأقطاب القوية والمستقلة والمكتفية ذاتيا في العالم الناشئ متعدد الأقطاب.


وأشار الزعيم الروسي إلى أن الاندماج الوثيق داخل الاتحاد "بات استجابة مشرفة لمشاكل عالمية تفاقمت في ضوء الوباء وتطبيق عقوبات غير مشروعة من قِبَل عدد من البلدان، مثل الفقر وتغير المناخ ونقص الموارد، بما في ذلك أهمها - الغذاء والماء والطاقة".


وقال فلاديمير بوتين: "من الواضح أن الاتحاد لديه كل الفرص ليصبح أحد الأقطاب القوية والمستقلة والمكتفية ذاتيا في العالم الناشئ متعدد الأقطاب، ليكون مركز جذب لجميع الدول المستقلة التي تشاركنا قيمنا، وتسعى إلى التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي".


وأشار إلى أنه في 1 يناير من هذا العام، تولت روسيا رئاسة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى والمجلس الحكومي الأوراسي المشترك ومجلس اللجنة الاقتصادية الأوراسية.


وأعرب رئيس الاتحاد الروسي عن تقديره الكبير لوتيرة تطور الاتحاد منذ تأسيسه في عام 2015: فالاتحاد "يتطور بثقة، ويظهر بوضوح فعاليته وأهميته".


كما وبيّن بوتين: "ارتفع الحجم المطلق للتجارة المتبادلة للدول الأعضاء في الاتحاد خلال هذه الفترة بنسبة 60٪ وفي عام 2021 وصل إلى حد أقصى تاريخي قدره 73.1 مليار دولار، وزاد حجم التجارة الخارجية بنسبة 46٪ إلى 846.3 مليار دولار. في الوقت نفسه، تزداد كل عام حصة السلع غير الأولية ذات القيمة المضافة العالية في حجم التجارة المحلية للاتحاد. وبلغ نمو إجمالي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 28.7٪، واقتربت حصة المدفوعات بالعملات الوطنية من مستوى 75٪".

 


التعاون التجاري مع الشركاء الخارجيين


إلى ذلك نوّه رئيس الاتحاد الروسي أيضاً بأهمية تعاون الاتحاد مع الشركاء الخارجيين والأثر الإيجابي لاتفاقات التجارة الحرة مع بلدان ثالثة. وكتب "نعتزم بذل كل ما في وسعنا لتسهيل استكمال العمل الجاري بشأن اتفاقات مماثلة مع مصر وإيران والهند، وكذلك تكثيف مسارات التفاوض الجديدة، بما في ذلك مع إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة".


ووفقا لفلاديمير بوتين، فإن "زيادة تصدير منتجات الاتحاد وبناء سلاسل لوجستية جديدة سيتم تسهيلها من خلال توسيع جغرافية العلاقات الدولية والاتصالات" للاتحاد الاقتصادي الأوراسي مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وافريقيا وأمريكا اللاتينية. وقال الزعيم الروسي: "يمكن لاتحادنا أن يلعب دور أحد المراكز الرئيسية لتشكيل الشراكة الأوراسية الكبرى".


لحل كل هذه المهام واسعة النطاق، سيكون من الضروري تحديث المؤسسات فوق الوطنية التي تم إنشاؤها، وفي المقام الأول اللجنة الاقتصادية الأوراسية (EEC). "وفي هذا الصدد، نرى أنه من الضروري توسيع اختصاصاتها والنظر في المقترحات المتعلقة بتفويض سلطات أكبر إلى اللجنة الاقتصادية الأوراسية. وفي الوقت نفسه، ينبغي الاستمرار في اتخاذ جميع القرارات الرئيسية بتوافق الآراء. يبقى هذا المبدأ قيمة أساسية وإنجازا مشتركا وميزة تنافسية".


وأشار إلى أنه لأكثر من ألف عام تعيش شعوب البلدان الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي معاً، وتتقن بشكل مشترك مساحتها الجغرافية. وقال رئيس الدولة الروسية "إن الفهم المشترك للمصير التاريخي والوعي بالترابط الاقتصادي المستمر منذ قرون والحفاظ على المجتمع الثقافي والاجتماعي لشعوب دول الاتحاد وتعزيزه هو مفتاح نجاح جميع أنشطتنا".


وأضاف "نتطلع إلى تعاون ودعم وثيقين من الدول الأعضاء في EAEU في التنفيذ العملي لأولويات الرئاسة الروسية في عام 2023. نحن على قناعة بأننا معا سنحقق نتائج مهمة جديدة في تطوير التعاون التكاملي لصالح شعوبنا".

 


التخطيط طويل الأجل


كما دعا الرئيس الروسي أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى البدء في إعداد خطط جديدة طويلة الأجل للفترة حتى عامي 2030 و2045 هذا العام.


وقال بهذا الشأن: "نعتبر أنه من المناسب البدء في إعداد وثائق تخطيط جديدة طويلة الأجل هذا العام، التي ستحدد المتجهات الرئيسية للتعاون التكاملي للفترة حتى 2030 و2045". وشدد على أن الاتحاد الروسي "سيبذل كل ما في وسعه لتعزيز تعميق التكامل في جميع المجالات - في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والمالية والتكنولوجية".


وأضاف: "من الواضح أن إحدى أهم الأولويات الاستراتيجية للعمل المشترك يجب أن تكون تطوير الإمكانات التكنولوجية للدول الأعضاء في EAEU، وتحقيق الاستقلال الحقيقي والاكتفاء الذاتي في هذا المجال. نقترح توحيد الجهود في تطوير وتنفيذ الحلول العلمية والتقنية المتقدمة في القطاعات الرائدة في الاقتصاد، مثل صناعات السيارات والكيماويات، وهندسة النقل، والإلكترونيات الدقيقة، وبناء الطائرات، وبناء السفن، والمستحضرات الصيدلانية، والنظم الإيكولوجية الرقمية، والطاقة البديلة، والهندسة الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية وإنتاج البذور".


ولفت فلاديمير بوتين الانتباه إلى أن "أحد الجوانب الرئيسية للتعاون التكاملي هو تدريب الموظفين المؤهلين وخلق فرص عمل جديدة"، مشيراً إلى أنه "يجب أن يفي سوق العمل الأوراسي بالمهام واسعة النطاق لتطوير صناعات التكنولوجيا الفائقة، وإدخال التقنيات الرقمية في عمليات الإنتاج. لذلك من المهم السعي لمواءمة البرامج العلمية والتقنية الوطنية، وتطوير معايير تعليمية ومهنية مشتركة، وإطلاق برامج تدريبية مشتركة وكتب مدرسية مشتركة حول التخصصات التقنية والإنسانية".


وأشار بوتين أيضاً إلى أنه من الضروري "تطوير ممارسة التدريب الداخلي بين الجامعات والمبادلات الأكاديمية". وبشكل عام، لا ينبغي أن تبقى القضايا الإنسانية - قضايا التعليم والثقافة والرياضة - على هامش اندماجنا. بالطبع، في الوقت نفسه، من الضروري المشاركة بنشاط أكبر في تعميم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإنجازاته وفرصه لجميع مواطني بلداننا".

 


تفاعل نظم الدفع الوطنية


كما أكد رئيس الاتحاد الروسي على أهمية تطوير التفاعل بين أنظمة الدفع الوطنية لدول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي للحد من المخاطر الاقتصادية.


وقال في هذا الصدد إن "المهمة الملّحة تتمثل في الحد باستمرار من المخاطر الاقتصادية التي يخلقها استخدام العملات الأجنبية وأنظمة الدفع للتجارة المتبادلة. نحن ننطلق من حقيقة أن الشرط الأساسي لعلاقات التسوية المستقرة داخل الاتحاد هو اتصال الشركاء بنظام المراسلة المالية لبنك روسيا وتطوير التفاعل بين أنظمة الدفع الوطنية"، قال رئيس الدولة الروسي في خطابه لقادة الـ EAEU بمناسبة تولي روسيا رئاسة الاتحاد لعام 2023.


ووفقاً لفلاديمير بوتين، فإن تنسيق الأسواق المالية "يجب أن يخلق ظروفا مواتية لرأس مال البلدان لبقائها داخل الاتحاد واستثمارها في الاقتصادات الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، نعتبر أنه من المناسب دراسة إمكانية تشكيل وكالة تصنيف أوراسية، والتي من شأنها أن توفر أدوات تقييم لخدمة النشاط الاقتصادي المتنامي في أراضي منطقتنا الكلية".


واعتبر أن زيادة تعميق التعاون التكاملي ستعتمد إلى حد كبير على تحقيق المساواة في الظروف التنافسية لمؤسسات الاتحاد، بما في ذلك من خلال تقارب التنظيم الضريبي، وإدخال أساليب متقدمة لإدارة الضرائب، وكذلك توحيد الإجراءات الجمركية باستخدام نظام إدارة المخاطر على الحدود الخارجية.

 


مجالات التعاون الأخرى


هذا وأولى الرئيس الروسي اهتماماً خاصاً لتكثيف التعاون في مجال التحول الرقمي. وبالتالي، فإن إطلاق نظام المعلومات المتكامل للاتحاد الاقتصادي الأوراسي والأنظمة فوق الوطنية لمراقبة تداول المنتجات سيجعل من الممكن تحديد وإزالة المنتجات غير الآمنة ومنخفضة الجودة من سوق الاتحاد.


وقال فلاديمير بوتين إنه من الضروري تسريع عملية الإدخال المنسق لإدارة الوثائق الإلكترونية ذات الأهمية القانونية في الدول الأعضاء في الاتحاد، وضمان الظروف القانونية والتكنولوجية للاعتراف المتبادل بهذه الوثائق: "من المهم أن يتم إدخال التقنيات والحلول الرقمية في مجال النشاط الاقتصادي في جميع دول EAEU على أساس المبادئ والنهج المشتركة، التي يجب تحديدها بموجب قانون منفصل للمجلس الحكومي الدولي الأوراسي".


كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن دول الاتحاد "تمتلك قاعدة صناعية زراعية قوية، والتي لا تسمح بتزويد نفسها بشكل موثوق بجميع المنتجات الزراعية الضرورية فحسب، بل وأيضاً بتصدير المواد الغذائية بكميات كبيرة". وأضاف الرئيس بوتين أنه من أجل تعزيز الأمن الغذائي، تقترح روسيا التطوير المشترك لمجموعة واسعة من الإجراءات التي تهدف إلى زيادة تطوير القطاع الزراعي.


كما أشار إلى أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يشغل تقليدياً مكانة رائدة في قطاع الطاقة: "بالطبع، يجب الاستمرار في العمل على إنشاء أسواق مشتركة للطاقة على أساس منهجي وصحيح. إن امتلاك أحدث التقنيات لاستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية سيحل بثقة مشكلة انتقال الطاقة".


واختتم الرئيس الروسي مؤكداً ضرورة مواصلة العمل على تشكيل بنية تحتية جديدة للنقل والخدمات اللوجستية، تلبي تماماً المتطلبات الاقتصادية الحديثة. وقال: "من الأهمية بمكان اليوم تطوير ممرات نقل دولية سلسة وآمنة تربط الدول الأعضاء في EAEU".
 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس