أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستبذل قصارى جهدها من أجل مساعدة قرغيزستان وطاجيكستان على حل الوضع الحدودي بينهما وبشكل حصري من خلال المفاوضات.
وقال الرئيس الروسي اليوم الاثنين 24 مايو/ أيار 2021، خلال محادثات في مدينة سوتشي مع نظيره القرغيزي صادر جاباروف: "بالطبع، تابعنا الوضع على الحدود الطاجيكية - القرغيزية بعناية شديدة وبقلق كبير". وأشار بوتين إلى أن رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن زار موسكو مؤخراً، وتم بحث هذه المسألة معه أيضا.
وأضاف بوتين: "لقد تصوّرنا بشكل إيجابي نية الجانبين لحل كافة القضايا الخلافية من هذا النوع عبر المفاوضات، وأنا متأكد من أن هذا الهدف يمكن تحقيقه عبر هذه الطريقة".
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الروسي: "سنفعل كل ما يعتمد علينا لمساعدتكم في حل هذه القضايا"، مشيراً إلى أنه "من الضروري إيجاد طريقة لحل كافة القضايا بحيث تكون طويلة الأمد وتفي بمصالح الطرفين"، مشيراً إلى أن هذه القضية مرتبطة "بحياة أشخاص بعينهم". كما وعد بوتين بقوله "سنكافح أيضا من أجل ذلك، و سنساعد ذلك بكل وسيلة ممكنة".
إلى ذلك، أصبح معروفا أن الموقف على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان تصاعد بتاريخ 28 ابريل (نيسان) 2021.
وكان السبب في ذلك، الصراع بين السكان المحليين في المنطقة الحدودية من أجل الحصول على الموارد المائية في تلك المنطقة، حيث بدأ في منطقة نقطة توزيع المياه في غالوفنايا في منابع نهر "إسفارا"، والتي يعتبرها كلا البلدين على أنها جزء من أراضيها.
وتصاعد الصراع إذ سرهان ما تحوّل إلى اشتباك بين جنود من قرغيزستان وطاجيكستان في تاريخ 29 ابريل/ نيسان. بعد ذلك، أجرى الطرفان مفاوضات وقاما بتوقيع بيان مشترك بناءً على نتائج تلك المفاوضات، أكدا فيه استعدادهما لإنهاء المواجهات والبدء في عملية انسحاب القوات.
إنتاج "سبوتنيك V" في قيرغيزستان
وفي سياق آخر، صرّح الرئيس الروسي بأن المتخصصين الروس يدرسون إمكانية إنتاج لقاح "سبوتنيك V" في أحد مواقع الإنتاج في قرغيزستان، مضيفاً أن المتخصصين يدرسون الآن إمكانيات إطلاق العامل الوقائي عبر أحد مواقع الإنتاج في قرغيزستان، والمعروف الآن في جميع أنحاء العالم باسم "سبوتنيك V".
هذا وأكد أن الدول تتعاون بنشاط في مكافحة الوباء، موضحا أن "روسيا قدّمت وتعتزم مواصلة تقديم الدعم لقرغيزستان في توريد أنظمة الاختبار والأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات".
نمو التبادل التجاري
وفي سياق العلاقات التجارية بين البلدين، أشار فلاديمير بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وقرغيزستان خلال الربع الأول من عام 2021 زاد بنسبة 6%، "ويجب الحفاظ على هذا الاتجاه".
وبيّن أنه "لسوء الحظ، تراجعت التجارة في العام الماضي إلى حد ما بسبب انتشار الوباء (كورونا). ولكن في الربع الأول من هذا العام، نشهد بالفعل زيادة بنسبة 6%. هذا اتجاه جيد يجب الحفاظ عليه، بما في ذلك استخدام اللجنة الحكومية الدولية، التي تعمل بنشاط كبير بقدر ما أستطيع أن أتصوره".
إلى ذلك شدّد الرئيس الروسي على أن روسيا الاتحادية وقرغيزستان تحتفلان في العام 2022 بالذكرى الـ 30 للاتفاق الأساسي بشأن الصداقة والتعاون، منوّهاً بأنه "يمكننا الآن القول إن الوضع في علاقاتنا بين الدول قد تعزّز ويتطور على مر السنين. وتحتل روسيا المركز الأول في حجم التبادل التجاري لقرغيزستان".
وأضاف فلاديمير بوتين أنه كان من المقرر أن يكون 2020 عام روسيا في قرغيزستان وعام قرغيزستان في روسيا، ولكن الوباء لم يسمح بتنفيذ أكثر من 200 نشاط مخطط له في مختلف المجالات، بما في ذلك التبادلات الشبابية والاتصالات بين الجامعات.. "سنفعل ذلك بالتأكيد مع تحسن الوضع المتعلق بمؤشرات الوباء في روسيا وقرغيزستان".
هذا و لفت الرئيس الروسي كذلك إلى أن روسيا الاتحادية وقرغيزستان تتعاونان بشكل نشط في إطار المنظمات الدولية، كما أن التفاعل داخل الاتحاد الاقتصادي - الأوراسي، وكذلك في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي والأمم المتحدة يشغل مكانة خاصة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس