Ru En

بوتين: روسيا ستنطلق من الواقع على الأرض في مسألة الإعتراف بحكومة "طالبان"

٢٣ ديسمبر ٢٠٢١

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا الاتحادية سوف تنطلق من الحقائق على الأرض في مسألة الإعتراف بسلطة "طالبان" (حركة طالبان المتطرفة محظورة في روسيا الاتحادية) في أفغانستان، مشيراً إلى أن هناك مسعى جاهد من أجل اتخاذ قرار موحّد من قبل المجتمع الدولي بشأن هذه القضية.

 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير ذلك، اليوم الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، خلال المؤتمر الصحفي السنوي.

 

ورداً على سؤال حول احتمالات الاعتراف بسلطة "طالبان" في أفغانستان، أشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو ستنطلق من الحقائق و"من حقيقة أن القوى التي انتهى بها المطاف على السلطة في أفغانستان، سوف يتم ضبطها في النهاية من أجل ضمان تمثيل كافة المجموعات العرقية في قيادة البلاد".

 

وقال: "في ما يتعلق بالاعتراف، نعمل بطريقة موحّدة مع جميع المشاركين في الاتصالات الدولية. لدينا موقفنا الخاص - سنسعى جاهدين لضمان توطيد هذا القرار".

 

هذا وأكد بوتين أنه يود أن تتطور العلاقات بين موسكو وكابول "على أفضل وجه ممكن". وأوضح قائلاً: "أعني مصالحنا المشتركة في استقرار الوضع في المنطقة"، مضيفاً أنه "بالنسبة لنا، هذا ليس سؤالاً سيئاً، لأن لدينا حدودا مفتوحة مع جمهوريات آسيا الوسطى، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، وبالطبع، لا يمكن إلا للتغلغل المحتمل لبعض العناصر المتطرفة هناك أن يسبب بعض القلق والخوف لدينا".

 

كما لفت الرئيس الروسي الانتباه إلى أن "كمية هائلة من المخدرات" ما زالت تنتشر انطلاقاً من أراضي أفغانستان.. "وهنا لا يمكن لنا إلا أن نستشعر القلق".

 

كما أشار الرئيس الروسي إلى حاجة أفغانستان للمساعدة الاقتصادية، وإلى أن تقديم هذه المساعدة يقع أولاً على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي  الـ "ناتو"، الموجودة في هذا البلد منذ 20 عاماً. وقال في هذا الجانب: "ما نحتاجه الآن هو بالتأكيد تقديم المساعدة للشعب الأفغاني. وهذا، أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تقوم به تلك البلدان التي تسببت في مثل هذا الضرر الهائل والأضرار التي لحقت بالاقتصاد الأفغاني والمجتمع الأفغاني نفسه. أولئك الذين ظلوا هناك طوال 20 عاماً، دمروا هذا الاقتصاد، يجب عليهم أولاً وقبل كل شيء تقديم المساعدة".

 

وتابع فلاديمير بوتين: "من جانبنا، سنفعل كل ما هو مطلوب منّا، وبداية، من الضروري إلغاء تجميد الأصول المالية لأفغانستان في البنوك الأجنبية، وفي المقام الأول البنوك الأمريكية، من أجل تقديم المساعدة الإنسانية بالكامل للشعب الأفغاني، وإلّا فقد تكون هناك مجاعة وعواقب وخيمة ستؤثر على الدول المجاورة".

 

الجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي وافق يوم أمس الأربعاء على قرار يصرح بتخصيص الأموال من الأصول المالية المجمدة لتقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان. وصوت جميع أعضاء مجلس الأمن الـ 15 لصالح القرار في الاجتماع. الحديث هنا عن أموال عائدة لـ"طالبان والكيانات المرتبطة بها".

 

وتعتبر هذه الوثيقة صالحة لمدة عام واحد، على أن ينظر مجلس الأمن الدولي في إمكانية تمديد العمل بها في ديسمبر/كانون الأول 2022.

 

من الجدير بالذكر أن حركة "طالبان" شنّت عملية واسعة النطاق من أجل فرض السيطرة على أفغانستان، على إثر إعلان الولايات المتحدة المتحدة، في ربيع العام الجاري، أنها ستسحب قواتها المسلحة من هناك.

 

وفي 15 أغسطس/آب الماضي - 2021، دخل المتطرفون إلى العاصمة كابول دون قتال، وغادر الرئيس أشرف غني الجمهورية " تفادياً لإراقة الدماء" وفقاً لتأكيده، لتعلن حركة "طالبان"، في 6 سبتمبر/ أيلول، بسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، ومن ثم تعلن في غضون 24 ساعة عن تشكيل الحكومة المؤقتة، علماً بأن هذه الحكومة لم تحظ باعتراف أي دولة بشرعيتها حتى الآن.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: تاس