تحدث الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، عن ذكرياته في رحلات العمل الطويلة إلى اليمن وسوريا وإسرائيل ومصر.
وفي مقابلة مع نائب المدير العام لوكالة أنباء "تاس" ميخائيل غوسمان، قال بوغدانوف: "في كل بلد هناك ذاكرة وجزء من حياتي الشخصية، نشاطي المهني. لقد عملت في السفارات وفي بعثاتنا الدبلوماسية، وفي كل مكان كان هناك أصدقاء وفرق جيدة وذكريات جيدة. أتذكر شبابي، كانت أول رحلة عمل في جنوب اليمن، في مدينة عدن، قضيت عدة سنوات هناك بالطبع، عندما كنا جميعا صغارا، ولدينا نفس الانطباعات، ودائرة واحدة من الاهتمامات، والرياضة وربما شيء ما أكثر نشاطا عندما يعمل الشباب في نفس الفريق، وفي نفس التمثيلية. في لبنان أيضا، كان العمل مثير جدا للاهتمام، التوتر والحرب الأهلية والوجود فلسطيني، كانت الأوضاع صعبة ومختلفة".
وقال نائب الوزير إنه قام برحلتين عمل إلى سوريا، مدتها 10 سنوات وكوّن انطباعات كبيرة عنها وأصبحت الجمهورية العربية السورية قريبة منه للغاية.
وأضاف: "في إسرائيل كنت سفيرا، وفي مصر، بالطبع، لكل دولة تفاصيلها الخاصة، وتاريخها وثقافتها المثيرين للاهتمام، لذا من الصعب الاختيار. وعلاوة على ذلك، سافرت بعد ذلك إلى جميع الدول العربية ودول الشرق الأوسط وأفريقيا حاليا".
"إفريقيا منطقة جديدة بالنسبة لي، ولكن من بين 56 دولة كنت على الأرجح بالفعل في 47 منها. هذه منطقة مثيرة للغاية، وتتميز دولها ببعض السمات التاريخية والثقافية."
وأشار بوغدانوف إلى أن الدبلوماسي يجب أن يحب البلد الذي يعمل فيه، والناس الذين يعيشون فيه.
وقال نائب وزير الخارجية: "تبقى المهمة واحدة، إذا كان من السهل وصف معنى المهنة الدبلوماسية فهي تكوين صداقات وليس أعداء. لذلك، يجب أن تكون النية هي توسيع دائرة الأصدقاء الذين يتعاطفون ليس معك فقط، ولكن معك كممثل لروسيا والشعب الروسي. واختتم بوغدانوف حديثه قائلا: "وبهذه الصورة يتم توسيع فرص تحقيق مصالحنا على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل مع تلك البلدان حيث يتعين عليك العمل كدبلوماسي".
كما تحدث بوغدانوف عن عمله في دول الشرق الأوسط في ظروف الأزمات، ومقارنتها بـ"الروليت الروسية".
وأضاف بوغدانوف: "في منطقة مثل الشرق الأوسط، حيث كل شيء مشتعل، في كل وقت يحدث نوع من الصراع العسكري السياسي، الحروب الأهلية مخيفة. لا توجد ضمانات مطلقة للأمن، على الرغم من حقيقة أن وزارة الخارجية والحكومة والقيادة تتعهد بشكل شامل في إجراءات ضمان أمن مؤسساتنا الدبلوماسية والقنصلية في الشرق الأوسط حيث عملت طوال حياتي".
وبيّن الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية أنه كانت هناك أحداث مأساوية في تاريخ الدبلوماسية الروسية عندما تم اختطاف الناس وقتلهم. "في كل من بيروت وبغداد. عمليات التحقيق ما زالت جارية، لمعرفة الدوافع الحقيقية، من وقف وراءها ومن نفذها. من الصعب في بعض الأحيان الوصول إلى الحقيقة، على الرغم من حقيقة أنه يتم اتخاذ تدابير هادفة وفعالة على ما يبدو".
وكما أشار بوغدانوف، فقد كان عليه خلال عمله في دول الشرق الأوسط أن يختبر "الشعور بالخوف وانعدام الأمن". وأشار إلى عمله في بيروت في أواخر السبعينيات (خلال الحرب الأهلية اللبنانية).
وقال في هذا الجانب: "أتذكر الوضع عندما اضطررت للذهاب إلى اجتماع في المدينة، وفي ذلك الوقت بدأ القصف. في بعض الأحيان كان القصف بين الأجزاء الغربية والشرقية من المدينة. كان هناك خط أمامي كان من الصعب للغاية عبوره، لأن القناصين كانوا يتمركزون على كلا الجانبين، واستدرك قائلا: "كان يمكن أن يقتلوا أي شخص. كان هناك قصف في الساحات، أطلقوا قذائف مدفعية بشكل عشوائي. وعندما تسافر في المدينة وتعلم أن القصف يحدث في الساحات وفي مكان ما وفي الشوارع المجاورة تنفجر القذائف، إنها مثل لعبة الروليت الروسية هذا بالطبع ليس انطباعا جيدا".
وأشار بوغدانوف أيضا إلى أحداث "الربيع العربي" في مصر عام 2011، عندما كان يترأس البعثة الدبلوماسية الروسية في هذا البلد: "مئات الآلاف من الأشخاص يسيرون أمام السفارة وليس بنوايا حسنة للغاية. إنهم ذاهبون للاحتجاج في ميدان التحرير ضد شخص ما، هذا النوع من ثورة الألوان. عندما يمر الناس بالعصي أو السكاكين أمام السفارة، فأنت لا تعرف ما إذا كانوا سيديرون اتجاهك أم لا. حتى أننا خرجنا إلى الشرفات، وعلّم روسيا الاتحادية مرفوع. الحمد لله، لقد رحبوا (بروسيا) كبلد صديق".
وتابع الدبلوماسي الروسي حديثه للوكالة بأنها "لحظة حادة للغاية حدثت له في يونيو 2001 في تل أبيب.
وأضاف: وقع في أحد الملاهي في المدينة هجوم إرهابي أودى بحياة 21 شخصا. "وكان لدينا نحن تخرج في المدرسة (في مبنى سفارة روسيا الاتحادية) في ذلك اليوم. وأنا، بصفتي سفير (روسيا الاتحادية في إسرائيل)، ذهبت إلى المدرسة لتهنئة جميع الطلاب في نهاية العام الدراسي. ناقشوا في المساء حيث يحتفلون بنهاية العام الدراسي. و قال أحدهم: "سنذهب إلى "ملهى الدلافين". من الجيد أن قال أحدهم بعد ذلك: "لا، لنكن في دائرتنا".
وأكد بوغدانوف "في ذلك المساء، كان أكبر عمل إرهابي في ملهى الدلافين "...". لقد كانت مأساة رهيبة. "..." إذا ذهب أطفالنا إلى هناك في ذلك المساء، فستكون مأساة هائلة بالنسبة لنا".
بوغدانوف يتحدث عن خفايا المطبخ الشرق أوسطي
وفقا للدبلوماسي الروسي الكبير، فإن كل دولة شرق أوسطية لها خصائصها الخاصة من المأكولات المحلية، ومذاقها الشهي. على سبيل المثال، في بعض بلدان المنطقة، تسود أطباق اللحوم، وفي بعضها، تنوع كبير من أطباق الأسماك والمأكولات البحرية.
وفي هذا الخصوص، قال الدبلوماسي إنه في بغداد هناك طبق سمك فريد من نوعه. وقال بوغدانوف "وله طريقة تحضير فريدة. إنه سمكة على الجمر، مقطعة، هذه السمكة التي يتم صيدها في نهر دجلة. وفي أي مكان آخر، ما عدا بغداد، لم أجرب أي شيء من هذا القبيل".
وأضاف نائب وزير الخارجية "أو، في دمشق، الشاورما بنكهة الثوم شيء فريد من نوعه"، وأشار إلى أن الكسكس يستحق تسليط الضوء عليه في مطبخ بلدان المغرب العربي، وخاصة في دولة المغرب، وعلى سبيل المثال في دول الخليج - في تلك البلدان. الإمارات، الكويت، قطر في المملكة العربية السعودية، يقومون بطهي المأكولات البحرية اللذيذة و سلطعون البحر والقريدس (الروبيان)."
وأضاف بوغدانوف: "لطالما أحببت المطبخ اللبناني. هناك ما يسمى بـ(مازا) في بيروت. عندما يتم وضع وجبات خفيفة متنوعة على أطباق صغيرة، 10-15 أنواع مختلفة. خاصة الحمص والمتبل والتبولة، كل هذا لذيذ وممتع، خاصة - مع الكعك اللبناني".
وختم قائلا: "يوجد في كل بلد شيء خاص وفريد من الأطباق الشهية. لذا أنصح الجميع بالسفر أكثر وأوسع من أجل الحصول على فكرة عن الطبخ في بلدان مختلفة، لأن لكل منها شيء خاص بها".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية